في إطار مسؤوليته الهادفة إلى تطوير الموارد البشرية البحرينية، وعلى وجه الخصوص الرواد في صفوفها، أقام صندوق العمل البحريني «تمكين»، ورشة عمل حول تقنية «بلوك تشين» (Block chain). استهلت أمل سند من إدارة قسم دعم الزبائن «في دائرة علاقات المؤسسات والخدمات الاستشارية»، في «تمكين»، ذلك اللقاء بكلمة ترحيبية مختصرة أشارت فيها إلى علاقات التأثير المتبادلة إيجاباً بين الاطلاع على التطورات التي تشهدها سوق صناعة تقنية المعلومات وأسواقها العالمية من جهة، وتأهيل الموارد البشرية البحرينية، وتطوير قدراتها الذاتية والمؤسساتية كي تلج تلك الأسواق بقدرات تنافسية تخضع للمعايير الدولية من جهة ثانية. تناول الحديث بعد أمل، مدير إدارة تقنية المعلومات في «معهد البحرين للتنمية السياسية»، فواز شكر الله، ونجح في ما لا يزيد عن النصف ساعة في تناول تقنية «بلوك تشين»، من زاوية أوجه استخداماتها في مختلف أنشطة الحياة، مثل الخدمات الصحية، والتعليمية، منوهًا إلى أنه بخلاف ما يعتقد الكثيرون، الذي يحصرون خدمات تقنية «بلوك تشين»، في التحويلات المالية، والمعاملات المصرفية، تتجاوز تلك التقنية الذكية كل ذلك، كي تتحول و«بكفاءة»، كما وصفها شكر الله، إلى منصة إلكترونية مشبكة تشبيكاً موزعاً، يؤهلها لتوفير خدمات آمنة، وبكفاءة عالية للمؤسسات والأفراد على حد سواء، وفي مختلف أنشطة المجتمع الذي يستخدمها. واستهل شكر الله مداخلته، بتعريف واسع لتقنية «بلوك تشين»، مكرراً في أكثر من مكان على أن أهم ما تقدمه هذه التقنية هي ثلاث متطلبات متكاملة في أية عملية تتم على الشبكة العنكبوتية وهي: الشفافية، والأمان والثقة. مشدد على أنها اليوم تعتبر «الطريقة الأكثر أماناً التي تمكننا من إجراء التبادلات، نظراً لكونها توفر نظاماً غير مركزي للبيانات». وسلط شكر الله الأضواء على بعض التجارب العربية، ومن بينها الخليجية التي استخدمت هذه التقنية في الخدمات التي تقدمها الحكومات للمواطنين، مشيرا إلى أنها مت تزال في مراحلها الجنينية. وكما يبدو، ونظراً لتنامي انتشار هذه التقنية في الأسواق، وعلى أكثر من صعيد، عندما يتعلق الأمر بالخدمات التي توفرها، أصبحت هناك الكثير من التعريفات لهذه التقنية التي انطلقت في العام 2008، لكنها جميعاً تتمحور حول كونها أسلوبًا جديدًا غير معقد، كما جاء على موقع جريدة «الحياة» اللندنية، وبحسب ما يعرفها موقع مخصص لعرض تطبيقات الـ(بلوك تشين)، لتنظيم البيانات وتبادلها بين طرفين من دون الحاجة إلى وسيط أو نظام تسجيل مركزي، ويمنحهما صورة شاملة عن كل ما يحصل في العملية بطريقة تشبه «دفتر الأستاذ» (أحد السجلات المحاسبية الأساسية). وبشأن مستوى الأمن الذي توفره هذه التقنية تتحدث رئيس الاتصالات والتسويق في مجموعة «بيت فري» (BitFury) جيمي سميث، قائلة، «عندما اخترعت الإنترنت، لم يكن الأمن المعلوماتي أولوية، وكانت جميع البيانات مركزية وكان اختراق إحداها يعني إمكانية الوصول إليها جميعاً، إلا أنه مع تقنية بلوك تشين لا يمكن اختراق كل المجمعات إذا اخترقت إحداها»، وتمضي سميث منوهة إلى أهمية هذه التقنية، ودورها في إحداث تغييرات جوهرية في سلوك المواطن عند دخوله المجتمع التخيلي، قائلة «إن هناك ثلاثة عوامل أساسية ستغير العالم، في السنوات القليلة المقبلة، إذ سيكون هناك اتصال لاسلكي بالإنترنت حول العالم، ما يمكن الجميع تقريباً من اقتناء هاتف، فضلاً عن تقنية (بلوك تشين) التي ستوفر للناس نظاماً آمناً يتيح لهم إجراء العمليات التجارية بحرية ضمن منصة عامة آمنة». كما يقول بعض من أدلوا بدلوهم في محاولة تسليط المزيد من الأضواء على هذه التقنية من أجل تبسيطها، الكاتبان كمال كمالي، وخالد أرناؤوط، اللذان يران أنها ترتكز أساساً على «ثلاثة مبادئ تقنية تجتمع فيما بينها لتشكل تقنية البلوك تشين، وإن هذه المبادئ ليست جديدة ولكن تم تطبيقها واستعمالها بشكل جديد. تلك التقنيات هي: التشفير باستخدام المفاتيح الخاصة Private Keys، والشبكة الموزعة Distributed Network ودفتر الحسابات المشترك Shared Ledger، ووجود جائزة مقابل تقديم خدمات لتلك الشبكة، تشمل هذه الخدمات: إنجاز الصفقات، تسجيل الأحداث، و حماية الشبكة». ويعود الفضل في إطلاق هذه التقنية في العام 2008، إلى شخص يدعى ساتوشي ناكاموت، وهو شخصية ما تزال مجهولة، ويعتقد البعض أنها اسم تمويهي لمؤسسة، في حين يعتقد البعض الآخر أنه عالم ياباني. وفي العام 2009 كتب ساتوشي ناكاموت، «جزءاً أساسياً من كود العملة الرقمية بتكوين (BITCOIN)، والتي تعمل كـدفتر حسابات عمومي لكافة المناقلات النقدية. تُدار قاعدة بيانات (بلوك تشين) بطريقة مستقلة بسبب اعتمادها على شبكة ند-لند ومخدمات طوابع زمنية موزعة حول العالم. إن استخدام (بلوك تشين) في تصميم نظام عملة بتكوين جعل من الأخيرة أول عملة نقدية رقمية تتفادى مشكلة الإنفاق المزدوج (إنفاق المبلغ النقدي ذاته في إجراء معاملتين مختلفتين)». الصحفي بجريدة «البيان» الإماراتية، أحمد رضا، يرفع الراية الحمراء محذرًا شركات التقنية، وصناع القرار مما ستحدثه تقنية «بلوك تشين» فيما لو عملت «كما جاء في الإعلان عنها، فإنها ستطلق ثورة في العديد من الصناعات، وخاصة تلك التي تعتمد على وسطاء موثوقين، أو التي تتطلب سلطات مركزية قوية. وهذا يعني استبدال المؤسسات التي تتبنى نهج الثقة القائمة على الخوارزمية بين الأقران، (مضيفاً)، ويجب على شركات التكنولوجيا أن تستعد للتحوّل مرة أخرى، إذ يمكن لتقنية بلوك تشين أن تؤثر في كل شيء، بدءاً بالأمن السيبراني، مروراً بالبرمجيات الرأسية، والحوسبة الموزعة على نطاق واسع، والاقتصاد التشاركي، وإنترنت الأشياء».
مشاركة :