بلوك تشين» تقنية المستقبل (2-2)

  • 2/4/2018
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

من جانبه يتناول نائب رئيس أول، بوز ألن هاملتون، لطفي زخور، تأثيرات تلك التقنية على أداء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ورفع كفاءتها، منوها إلى «أنه يمكن أن تساهم في تخفيض الكثير من تكاليف المعاملات عبر إلغاء الأطراف الثالثة والوسطاء، متيحة للمؤسسات الصغيرة فرصة لتعزيز أعمالها في أسواقها. فعلى سبيل المثال، يمكن أن تستفيد المؤسسات الصغيرة من مزايا التكلفة المنخفضة وقواعد البيانات القابلة للبحث، وتخفيض تكاليف التعاقد عبر اعتماد عقود إلكترونية ذكية، كما يمكنها إلغاء رسوم الوكالات وتكاليف التنسيق، مما يساعدها على تنمية أعمالها والازدهار في سوق تنافسية».  ويرى أليكس تابسكوت، كما ينقل عنه موقع «الاقتصادي الإلكتروني»، وهو المؤسس والمدير التنفيذي لنورث ويست باسيدج فنتشرز: شركة استشارية ومستثمرة في صناعة بلوك تشين، وكاتب مشارك في تأليف كتاب Blockchain Revolution: How the Technology Behind Bitcoin is Changing Money, Business and the World «أنها تقنية جديدة في التمويل تقوم بها فعلاً بتغيير صناعة بلوك تشين. ففي عام 2016، جمعت شركات بلوك تشين 400 مليون دولار من مستثمري المشاريع التقليديين، وما يعادل تقريباً 200 مليون دولار عبر ما نسمّيه طرح العملة أولي». وقد عرفت الأسواق المالية الكثير من الاجتهادات التي حاولت تتوصل إلى تعريف يتفق عليه بشأن مفهوم نظام البلوك تشين وآلية عمله، وفي التقرير الذي نشره موقع شركة الاستشارات والخدمات المالية The Motley Fool، نجح الكاتب والاقتصاديّ شون ويليامز أن يأتي بتعريف مبسط، يقوم على أن يمكن اعتبار ذلك النظام على أنه «قاعدة بيانات رقمية لا مركزية تحتفظ بجميع المعاملات. أي أنه عند قيام أي مستخدم بشراء عملات رقمية أو بيعها أو تحويلها أو شراء إحدى السلع باستخدامها، تقوم قاعدة البيانات بتسجيل تلك المعاملة، بطريقة – على الأغلب – مشفرة لحمايتها. ويتم تخزين جميع المعاملات دون تدخل طرف ثالث، مثل البنك». ويرى وليامز «أن السبب الرئيسي لاختراع بلوك تشين، هو قصور النظام المصرفي التقليدي. فعلى سبيل المثال، لتحويل الأموال إلى أسواق خارجية عن طريق النظام المصرفي التقليدي، فإن السداد قد يتأخر لعدة أيام حتى يتحقق البنك من العملية. إضافة إلى ذلك، تعتبر البنوك وسيطًا في أي معاملة، بينما أراد مطورو بلوك تشين نظامًا قادرًا على معالجة المعاملات دون الحاجة إلى وسيط». ولا يخفي وليامز مخاوفه من التحديات التي تقف في وجه ها النظام، والعقبات التي ما تزال تبطئ من حركة انتشاره، ومن ثم استخدامه على نطاق واسع، كما كان متوقعا. إذ يقود تبني النظام اضطرار «المؤسسات المالية إلى التخلي عن أنظمتها وشبكاتها الحالية، والبدء من جديد، ( مشيرا إلى) أن محاولة دمج شبكات الدفع الحالية مع تكنولوجيا بلوك تشين يعدّ تحديًا استثنائيًا. ثم عاد وأوضح أنه من غير المعروف، إذا ما كانت العملات الرقمية – باستثناء بتكوين – ستستطيع معالجة عدد ضخم من المعاملات في المستقبل مع زيادة مستخدميها. ومن حيث استهلاكها للطاقة؛ تعد بلوك تشين كذلك مُكلّفة، لذلك لا يستطيع الكثيرين تعدين العملات الرقمية. علاوة على ذلك، فإنه مع زيادة عدد العملات الرقمية، والتي تقوم بعضها على إصداراتها الخاصة من بلوك تشين، فإنه من الصعب تحديد شبكة بلوك تشين مستقرة، إذ إنها سريعة التغير».  ويشاطر اليكس تابسكوت، ودون تابسكوت ذات المخاوف التي يثيرها وليامز فالبلوك تشين «كنموذج تجاري جديد كلياً، ( يثير بعض) المخاطر. فهناك ضعف أو غياب كامل للرقابة التنظيمية. الحرص واجب والإفصاح عن البيانات شحيح، كما أنّ هناك شركات أصدرت طروحات عملة أولية وأفلست. ( فالشراء على مسؤولية المشتري) هو الشعار، والعديد من الرعاة الأوائل هم مقامرون أكثر منهم ممولون. لكن المارد تحرر من الزجاجة، وعندما تتم طروحات العملة الأولية بالشكل الصحيح فإنها لا تحسن فقط من كفاءة جمع الأموال وتخفض تكلفة رأس المال لرواد الأعمال والمستثمرين، إنها تقوم بإضفاء طابع ديمقراطي على المشاركة في أسواق رؤوس الأموال العالمية. لكن ذلك لا يعني أن مستقبل هذا النظام مظلم، بل يكون الأمر على العكس من ذلك كما جاء في مقال كمال كمالي، وخالد أرناؤوط، اللذين يؤكدان على أن هناك الكثير من»الإحصائيات والمعلومات التي تشير إلى قناعة بعض الشركات والبنوك التامة بهذه التقنية وسعيهم للدخول في عالم البلوك تشين ومنها: فقد وظفت شركة IBM في حدود 1000 موظف ليعملوا على مشروع يتعلق بتقنية البلوك تشين مما يبين مدى إيمان هذه الشركة العملاقة بتقنية البلوك تشين وتطورها الكبير. وقد يبلغ مقدار التداول في البلوك تشين بحدود 600 مليون دولار خلال 24 ساعة كما يمكن الاطلاع عليه في الموق blockchain.info، و( يضيفان قائلين أن) بعض البنوك بدأت تبحث عن طرق لاعتناق تقنية البلوك تشين حتى تضمن وجودها في المستقبل وذلك مع الحفاظ على شفافية البلوك تشين وعدم المساس بلا مركزيتها، فالبنوك ستكون مساهمة بتطوير هذه التقنية لا غير، ومن هذه البنوك: البنك العالمي البريطاني Barclays. حيث أعلن عن خطط لتجريب تقنية البتكوين، كما أعلن بنك UBS السويسري عن فتح مختبر للبحث في تقنية البلوك تشين وهكذا نجد أن تقنية البلوك تشين ستبقى وتتطور مع الوقت وبفضل شركات وبنوك عالمية ربما يوما ما ستصبح متاحة وتستفيد شرائح المجتمع الاقتصادي كافة منها في القريب العاجل». وعودة إلى الحلقة النقاشية التي عقدها إصلاح سوق العمل البحريني «تمكين»، أثار العرض القيم والغني بالمعلومات الذي قدمه فواز شكر الله، الكثير من التساؤلات التي عكست فيما عكست، بعض المخاوف التي يحملها معه نظام بلوك تشين، وكيفية تقليص سلبياتها. لكن كان هناك شبه إجماع على ضرورة التعمق فيها، فكل ما هو جديد يحمل في طياته المخاوف والمخاطر على حد سواء، لكن بالقدر ذاته، يثير الحماس في أذهان الرواد ممن لا يخشون تجربة الجديد، طالما هم يطمحون إلى التغيير، والتغير الجذري على وجه الخصوص، وهو ما تحمله معها اليوم الموجة الرابعة من ثورة الإنترنت، وفي ثناياها «إنترنت الأشياء» ونظام البلوك تشين.

مشاركة :