"تشعب اليمن"، عنوان مقال أليكسي كوبريانوف، في صحيفة "إزفستيا" عن التعقيدات الطارئة على تركيبة الحرب الأهلية في اليمن، وما يمكن أن تؤول إليه الأمور. وجاء في المقال: دعمت دولة الإمارات العربية المتحدة المتمردين، وهي إحدى أعمدة التحالف في اليمن للسنة الثالثة. وفي الوقت نفسه، فإن المملكة العربية السعودية، التي حاولت في السابق تحقيق التوازن بين أطراف النزاع، لا تزال تلتزم الصمت. فما الذي يحدث؟ "نحن نعطي الرئيس عبد ربه منصور هادي أسبوعا لإقالة الحكومة. تعلن قوات المقاومة الجنوبية حالة الطوارئ في عدن، وتعلن أنها بدأت بالفعل عملية إقالة الحكومة واستبدال حكومة من التكنوقراط بها. إن قوات المقاومة الجنوبية ستكون الأساس الذي سنبعث من خلاله المؤسسات العسكرية السابقة في جنوب اليمن". هذا اقتباس من بيان نشره المجلس الانتقالي الجنوبي، وهو سلطة جديدة عينت نفسها في الجنوب اليمني. ويوم الأحد 28 يناير، دخلت قوات المقاومة عدن، العاصمة الفعلية لهادي، المعترف به رسميا من قبل المجتمع الدولي رئيسا لليمن. وقد واجهتها مفارز الحرس الرئاسي. ووفقا لأحدث المعلومات، يدور قتال شوارع عنيف في المدينة. ويتساءل كاتب المقال: ما الذي جعل جنود هادي ومقاتلي قوات المقاومة، الذين حاربوا حتى الأمس القريب كتفا إلى كتف ضد المتمردين الحوثيين، يرفعون أسلحتهم ضد بعضهم بعضا؟ فيجيل: الحكومة السعودية تلعب لعبة مزدوجة، فهي تدعم الرئيس هادي، الذي يدافع عن يمن موحد، بإحدى يديها، وبالأخرى، تدرب مقاتلي "الحراك الجنوبي"، مدركة أن الجبهة الجنوبية سوف تنهار بأكملها على الفور، من دونهم. وحتى وقت قريب، تمكنت الرياض من تحقيق التوازن بينهما. ولكن الآن، على ما يبدو، انهار التوازن الدقيق. وعلاوة على ذلك، لوحظ الانقسام في الائتلاف نفسه، الذي ساعد هادي على العودة إلى السلطة. ويضيف المقال: فقد أفادت الصحافة بأن اجتماع المجلس الانتقالي الجنوبي حضره ممثلون عن دولة الإمارات العربية المتحدة - الركيزة الثانية للتحالف المناهض للحوثيين، وأن دولة الإمارات العربية المتحدة أعلنت دعمها النشط للانفصاليين الجنوبيين. ليصل إلى القول: إذا لم تتفق الحركة الجنوبية وهادي (أو بالأحرى من يقف وراءهما، أي الإمارات العربية المتحدة والعربية السعودية)، فسوف ينهار الائتلاف المناهض للحوثيين، والحرب الأهلية في اليمن، ستتحول من نزاع بين طرفين، إلى حرب الجميع ضد الجميع.
مشاركة :