في وقت تشهد خطوات المصالحة الفلسطينية تعثراً يوماً تلو آخر، أعلن عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» مسؤول ملف المصالحة عزام الأحمد أن «أطرافاً دولية أبدت استعدادها لتقديم المساعدات المالية اللازمة لتوفير متطلبات تنفيذ اتفاق المصالحة»، كاشفاً أن تلك الأطراف «وضعت اقتراحاً وخطة للمساعدة في حل مشكلة رواتب موظفي حكومة حماس السابقة في قطاع غزة، ومساعدة الشعب الفلسطيني». في غضون ذلك، دعا البيان الختامي لـ «المؤتمر الشعبي» الذي نظمته «لجنة دعم المصالحة وإسنادها» في مدينة غزة أمس، حركتي «فتح» و «حماس» إلى «تنفيذ بنود اتفاق المصالحة بما يضمن تشكيل حكومة وطنية موحدة تأخذ دورها في معالجة المشاكل العالقة كافة، على قاعدة الشراكة والمهنية ومن دون تمييز». وأشار الأحمد في حديث إلى إذاعة «صوت فلسطين» الرسمية أمس، إلى أن «ثمة قناعة تشكلت لدى الأطراف كافة بأن الانقسام لا يهدد الشعب الفلسطيني فقط في غزة، بل يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة، وفي مقدمها مصر التي أدّت دوراً في توقيع اتفاق المصالحة عام 2011، ثم اتفاق تنفيذه عام 2017». وأوضح أن الاجتماع الأخير الذي عُقد في العاصمة البلجيكية بروكسيل «أتى من أجل كشف الصعاب وكيفية تذليلها لقطع الطريق على كل المحاولات لاستمرار الانقسام»، مشيراً إلى أن «اتصالات السلطة وحكومة الوفاق ستتركز الأسبوع المقبل مع الأطراف التي دعمت هذا الاتفاق والاقتراح». إلى ذلك، طالب البيان الختامي حكومة التوافق الوطني بـ «القيام بدورها وتحمّل مسؤولياتها في قطاع غزة، بما في ذلك رفع الإجراءات المفروضة عليه والتي أدت إلى تفاقم الأوضاع المعيشية وزيادة تدهورها في ظل استمرار الحصار وأخطار العدوان»، مؤكداً استعداد اللجنة الوطنية «للعمل مع الأطراف كافة لرفع المعوقات التي تواجه عمل الحكومة كي تؤدي مهماتها المطلوبة»، ومشدداً على «التصدي لكل مسؤول عن معاناة شعبنا ورفع الغطاء عنه». ودعا البيان مصر إلى «مواصلة دورها في رعاية المصالحة وتفعيله بما يضمن تطبيق بنودها، وفتح معبر رفح في شكل دائم أسوة بمعابرنا مع الأردن»، كما دعا الدول العربية والإسلامية إلى القيام بدورها في مساندة وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينين وتشغيلهم (أونروا) في أزمتها الراهنة، وضرورة توفير الدعم المطلوب لعملها في رعاية جموع اللاجئين وحماية حقوقهم في العودة والتعويض عن معاناتهم. واعتبر منسق اللجنة عضو المكتب السياسي لـ «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» مسؤول فرعها في غزة جميل مزهر أن «أخطر المهمات التي تواجه الحركة الوطنية الفلسطينية إنجاز اتفاقات المصالحة، بما يحفظ غزة كخزان بشري متقدم في إطار معارك الصمود والبقاء التي يخوضها شعبنا على أرضه ضد الاحتلال الصهيوني، وفي مواجهة المشاريع التصفوية الأميركية».
مشاركة :