استجواب هند الصبيح

  • 2/6/2018
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

من يقارن بين حال الساحة السياسية الآن وما كانت عليه قبل بضع سنين، يجد أن الخطاب السياسي بدأ ينحاز إلى العقلانية أكثر من الفترات السابقة التي ساد فيها الخطاب العاطفي، وطرأ فيها على الساحة السياسية رموز محمّلة بأفكار قلبت الحقائق وأضفت على الأشياء ستارًا يُخفي حقيقتها، فجعلوا سب الخصم السياسي وتجريحه على المستوى الشخصي داخلين في مفهوم النقد ومحاربة الفساد! وبرروا لأنفسهم الطعن في ذمم الآخرين من دون دليل، تحت ذريعة الحُرقة على حال البلد وتعرية الفاسدين! ولكن اليوم الحمد لله خف هذا الخطاب، بعد غياب المروّجين له عن الساحة، ولم يبقَ له سوى بقايا تلفظ أنفاسها الأخيرة، وبدأ يسود الخطاب العقلاني، الذي يُعطي الأشياء حجمها الطبيعي، فلا يضخّم الأخطاء إذا صدرت من خصم ويهوّنها إذا صدرت من صديق، وإنما يتعاطى مع المُشكلة بحياد واتّزان. ولا أدل على ذلك من استجواب الوزيرة الفاضلة هند الصبيح، فرغم اعجابي بطرح المستجوبين، خصوصًا النائب الفاضل مبارك الحجرف، الذي تجلّى بشموخ وهو ينتصر للبسطاء، فإني كأغلب النوّاب الذين جدّدوا الثقة بالوزيرة على اختلاف توجّهاتهم السياسية أرى أن المطلوب الإصلاح، وليس منصب الوزيرة، فالغاية من الاستجواب وضع الأيدي على مكمن الخلل وحث الوزيرة ومساعدتها على محاربة الفساد، والخروج بأداة الاستجواب عن هذا المنهج الذي جعله غالبا أداة للضغط على الوزراء والتكسّب الانتخابي.. هو سوء استعمال سلطة من بعض النوّاب! فما الذي يضير بعض النوّاب إذا قطفوا العنب من دون أن يقتلوا الناطور..؟! عبدالكريم دوخي المجهول a_do5y@

مشاركة :