أكثر ما يغيظني حينما لا يستطيع البعض خلال محادثتي معه عبر الجوال مثلا، عدم قدرته على استخدام الوجوه التعبيرية (إيموجي) بطريقة مناسبة، ربما لأني لا أستخدم سوى الوجهين الضاحك جدا والباكي، وأجد أن المراهقين هم الأكثر قدرة على استخدام (إيموجي) بطريقة ذكية جدا. بشكل عام إن أردت أن تشعر بأنك لا تزال تقاوم تقدم سنوات عمرك، كل ما عليك أن تكون أكثر لحاقا بالتكنولوجيا، وحينها لن تشعر بأن القطار يسبقك أبدا، فمحاولة أن تكون ماهرا في كيفية استخدام التكنولوجيا بكل تطبيقاتها، ستشعرك بأنه لا يمكن لأي جيل أن يسبق عمرك.الخبر الذي استوقفني مؤخرا يتعلق بـ(الإيموجي)، إذ لم أكن أتصور أن تكون هناك أخبار جديدة تتعلق بهذا الموضوع تحديدا، ولكن في الوقت الحالي بات لكل شيء سوق وإعلام ومعجبون، فحتى الوجوه التي نجدها حاضرة أكثر من الكلمات في جوالاتنا بات لها سوق، حيث تم الإعلان أنه في شهر مارس المقبل سيتم طرح وجوه تعبيرية جديدة، ومن ضمن الرسوم المرشحة للانضمام إلى القائمة صور لكنغر وبعوضة ووجه ضاحك يتصبب عرقا، ولفة ورق تواليت، وذكر الخبر أنه ستكون أيضا هناك إضافات ذات طابع ثقافي مثل «النازار»، وهي أيقونة تركية زرقاء اللون على شكل عين، ويعتقد أنها تحمي من الحسد، وبالتأكيد فإن لهذه الأيقونة التركية شهرة مطلقة في الوطن العربي، فهي دلالة على عقائد البعض التراثية والقروية، فتلبسها النساء لصد العيون الحاسدة، ويقال إن المصريين القدماء عرفوا قيمة اللون الأزرق، ومدى ارتباطه بالحسد، وذلك عن طريق (عين حورس)، وهي عبارة عن شعار مصري قديم، يتم استخدامه للحماية من الحسد والحيوانات الضارة ومن المرض، أما كيف وصلت إلى تركيا، فبالتأكيد هناك حكاية أخرى.ونعود للوجوه التعبيرية التي ستضاف في الفترة القادمة، حيث رفع النقاب خبير البرمجيات الأمريكي في مكتبه في مدينة زيورخ، بأنه ستتم إضافة أيضا «الظرف الأحمر» الذي يستخدم للإشارة إلى الهدايا النقدية في العديد من الدول الآسيوية، ولأن الشركة قد تطرقت لهذه العوالم ونسيتنا كالعادة، فتذكرت رغبة إحدى الفتيات المبتعثات قبل سنوات، حينما أرادت أن تضيف أيقونة لشابة ترتدي الحجاب، ورغم تواصل الفتاة مع الشركة المتخصصة، إلا أن الأمر لم يتم تطبيقه، وأظن أن الشركة لديها مخاوفها الخاصة، فبمجرد موافقتها على إضافة أيقونة الشابة المتحجبة، فيعني بأنها ستحول (الإيموجي) إلى حالة من العنصرية التي يرفضها العالم، فيما يقوم بها البعض من دون وعي. أجمل ما قرأته في التقرير أن أحد المطورين الألمان في البرمجيات، اقترح شكلين تعبيريين جديدين، وهما حقيبة سفر وقطعة من البيتزا، أما لماذا قطعة من البيتزا فيقول عن ذلك «إنها ترمز إلى الوحدة، فهي جزء من كل، ومن ناحية أخرى فهي تعبر عن الشيء المركب أو المخادع».• هناك الآن أكثر من 2300 رسم تعبيري يتم استخدامه بما في ذلك صورة لكتلة فضلات بنية اللون مبتسمة للتعبير عن الحظ في الثقافة اليابانية• يعرض الموقع الالكتروني emojitraker.com الرسوم التعبيرية الأكثر استخداما في أي وقت من الأوقات• بحسب تصنيف الموقع، فقد يبدو العالم كما لو كان مكانا سعيدا• أكثر من نصف مليار من الرسائل التي يتم إرسالها حول العالم تحتوي على رسوم تعبيرية• هناك مخاوف مستقبلية أن تنتهي لغة الكتابة وتتحول إلى مجرد أيقونات!SarahMatar@
مشاركة :