مصفاة فيتنام التي تستثمر فيها الكويت Nghi Son كانت ومازالت مثار جدل منذ مراحلها الاولى، بدءا من توقيع مذكرة تفاهم عام 2007 بين الشركاء واستلام تراخيصها عام 2008 وجاهزيتها للتشغيل في عام 2013! تعددت مرات التأجيل الى ان بدأت المصفاة التشغيل التجريبي في نوفمبر 2016 على ان تبدأ التشغيل التجاري في مايو2017، إلا انه تأجل الى اكتوبر ومن ثم تأجل الى الربع الاول من هذا العام ومؤخرا تحدثت صحيفة فيتنامية رسمية عن تأجيل رابع محتمل وموعد جديد للتشغيل التجاري في اغسطس 2018! المصفاة متوقع لها ان تنتج سنويا 2.3 مليون طن بنزين، و2.9 مليون طن ديزل، ومليون طن وقود طائرات ومنتجات اخرى كلها للاستهلاك المحلي. قد تعزى اسباب التأجيل الى تصريحات وزير الصناعة والتجارة الفيتنامي قبل عام من اجراء التشغيل التجريبي لمصفاة ني سون في ،2016 حيث اشارالى انها (لن تستطيع انتاج مواصفات يورو 5.4). وقد كان مقررا شراء منتجات المصفاة بقيمة مبنية على اسعار الاستيراد ويضاف اليها 5 – %7 ولمدة عشر سنوات معفاة من الضرائب. المنتجات يجب ان تكون وفق المعايير البيئية لقرار رئيس الوزراء الصادر في سبتمبر 2011 رقم 49/2011/QD-TTg الذي يحدد مواصفات انواع الوقود وزمن التنفيذ كالتالي: 1 – اعتبارا من يناير2017 يستخدم وقود البنزين والديزل وفق يورو 5.4 للسيارات المصنعة و المجمعة محليا والمستوردة من الخارج. 2 – اعتبارا من يناير2017 يستخدم وقود البنزين والديزل وفق يورو 3.2 للموتورسيكل المصنع والمجمع والمستورد. القرار المذكور اعلاه تم تمديد العمل به الى يناير 2018 وفقا للقرار الحكومي398/TB-VPCP، الى جانب ذلك بدأت شركة Petrolimex في ديسمبر 2017 باستيراد كميات من وقود يورو 4.5 لتغطي %65 من احتياجات السوق المحلي بالاضافة الى مصفاة Nghi Son التي تبلغ كلفتها 9.2 مليار دولار توجد مصفاة Dung Quat وهي اول مصفاة بدأت العمل عام 2009 تكرر نفط فيتنامي Bach Ho وقد وضعت خطط لتطويرها ورفع طاقتها من 140 الف برميل الى 192 الف برميل يوميا بهدف انتاج مواصفات يورو 4 في 2021، المشروع سيكلف الدولة 1.2 مليار دولار، وتوجد مصفاة ثالثة Long Son تحت الانشاء بتكلفة 8 مليارات دولار بسعة 200 الف برميل يوميا تكرر نفط قطري ومتوقع تشغيلها عام 2020 لإنتاج مواصفات يورو 5.4. يبدو ان المصافي في فيتنام ستواجه تحديات لتطبيق القرار والايفاء بالمواصفات والمعايير المطلوبة. وهذا يتطلب تكاليف اضافية ووقتا اطول ولا يبقى امام مصفاة Nghi Son سوى التفاوض لتحسين الظروف التصنيعية لبدء التشغيل التجاري. ان تأخير اي من المشاريع سيطيل فترة استيراد البنزين والديزل من الخارج، علما ان كلفة الاستيراد الشهري تصل الى 550 مليون دولار. وستكون الحكومة الفيتنامية ايضا امام قرار صعب يأخذ بالحسبان الخسائر/الارباح، سواء من الانتاج المحلي اواستيراد المشتقات من الخارج. مقابل المزايا الممنوحة هذا الامر سيترتب عليه ارتفاع اسعار المنتجات في الاسواق وله تأثير سلبي ايضا على الكويت كونها تستورد البنزين وزيت الوقود بعد اغلاق مصفاة الشعيبة، وقد تبلغ الخسائر المتوقعة من ضياع فرصة التشغيل التجاري وفق الاسعار الحالية حوالي 15 مليون دولار اميركي يوميا نصيب الكويت منها 5.2 ملايين دولار اميركي يوميا. العلاقات النفطية بين الكويت وجمهورية فيتنام تعود الى اواخر الثمانينات عندما بدأت KPC بتزويد الديزل والبنزين الى شركة Petrolimex الفيتنامية مستخدمة الناقلة Chilham Castle التي حمولتها 25 الف طن، وهي ناقلة كويتية تسمى (راس الجليعة) قبل رفع العلم البريطاني عليها، وبعد التحرير لجأت KPC الى عمل لم يسبقها اليه احد عندما حولت ناقلة نفط الى ناقلة مشتقات بترولية (عربية) حمولتها 120 الف طن واتخذت مكان لها في المياه الدولية قريبة من سنغافورة وبمعدل 8 رحلات سنويا. واستجأرت سفنا صغيرة تقوم بنقل المشتقات من (عربية) الى فيتنام. وبفضل هذا التكتيك استطاعت KPC من كسر المنافسة الشديدة من مصافي سنغافورة، وفي عام 2010 قامت KPC بتزويد فيتنام 800 الف طن سنويا من الديزل تسليم الكويت واستمر العقد حتى نهاية 2015، واليوم تستورد فيتنام 3 شحنات شهريا من النفط الخام الكويتي وبدأت اول ناقلة تسمىMillennium اعقبتها ناقلة ثانية تدعى Prosperity وفق عقد استئجار سنوي لعدد 27 ناقلة يبدأ من يوليو2017 وينتهي يونيو 2018 يحقق عوائد مالية تقدر بحوالي 15 مليون دولار، وللاسف لم تستفد منه ناقلات KOTC الكويتية!عبدالحميد العوضيخبير متخصص في تكرير وتسويق النفط