راح عهد المزاح

  • 2/7/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ما إن شاع موضوع تهديد الرئيس الفلبيني بمنع استقدام العمالة الفلبينية إلى الكويت، بسبب بعض الانتهاكات الإنسانية التي سجلت ضد بعض العاملات الفلبينيات في البيوت، والتي لا يجب تعميمها على كل البيوت بالكويت، حتى أصيبت الأسر الكويتية وأصحاب الأعمال والمشاريع، التي تكاد العمالة الفلبينية هي السائدة فيها، بحالة من الهلع، ليس فقط لتميز هذه العمالة بالعمل المتقن والنظافة، بل لصعوبة تصور أننا سنفقد خير معين لنا في إدارة البيوت. حالة من الاضطراب أصابت كثير من ربات البيوت، لمجرد تخيل أن بيوتهن ستخلو من العاملات الفلبينيات، اللاتي يتميزن عن غيرهن. وأصابت أيضاً أصحاب المطاعم والمقاهي، التي لا تخلو من هذه الجنسية، التي تميزت بكل شيء جيد، مقارنة بغيرها. قد ينفذ الرئيس الفلبيني تهديده أو يتم حل المشكلة.. ولكن ما أوردته أعلاه هو ما اعتبرته بروفة لبداية تغيير وانتقال حالة الرفاه، التي يعيشها مجتمعنا الكويتي، إلى مرحلة قادمة أقل رفاهية بسبب تغيّر الأحوال والأوضاع على المستويين المحلي والعالمي. وبالكويتي نقدر نقول إن عهد المزاح والدلال بدأ بالتلاشي لنعرف معنى الحياة الحقيقية القائمة على مسؤولية الفرد في مجتمعه. سيقل الاعتماد على العمالة المنزلية، إما لارتفاع أسعارها أو ندرتها مستقبلاً، وستفرض ضرائب على بعض الخدمات، وترفع أسعار خدمات أخرى، مثل الماء والكهرباء، مما سيقلل الصرف على كثير من الكماليات التي تحولت في الفترة الأخيرة إلى أساسيات.. وهذا بحد ذاته، بقدر ما هو إيجابي، سيكون مؤلماً وموجعاً للمجتمع الكويتي الذي زاد تدليله ورفاهيته من قبل ماما حكومة، التي زودتها حبتين في مرحلة من المراحل.. في حال لم يجهز حاله لهذا الانتقال. على مجتمعنا الاستعداد والتأهل لمواجهة الوضع الجديد، وهو آت لا محالة، مما يتطلب منا كمجتمع إعادة النظر في كثير من الأمور التي تعودنا عليها، وأصبحت جزءاً أساسياً من حياتنا، فبيوتنا يجب أن يتغير تصميمها وتقل مساحتها.. أسلوب حياتنا يجب أن يتغير من خلال إعادة أولوياتنا في الحياة. بعض الأسر تسكن بيوتاً بها من الغرف والمساحات التي لا تستخدم إلا بالسنة مرة.. أدوار وأدوار تحتاج إلى جيش من الخدم لتنظيفها، خصوصاً أننا نعيش في بلد طقسه نادراً ما يكون نظيفاً ونقياً.. وهي تشعر أن هذا الوضع غير صحيح، وأنها ترغب بالتغيير.. إلا البعض الآخر يواصل بناء هذا النوع المرهق من البيوت. لننتبه كلنا الى أن القادم من السنين يحتاج إلى كثير من التغيرات في أسلوب حياتنا من كل الجوانب، والأهم من ذلك كله أن تبادر الحكومة في إعداد وتحضير الشعب الكويتي لهذا التغيير بأسلوب علمي وواع، والابتعاد قدر الإمكان عن ردود الفعل الفورية، التي لا ينجم عن معظمها سوى القرارات الخاطئة والمرفوضة فوراً من المجتمع. إقبال الأحمدIqbalalahmed0@yahoo.comIqbalalahmed0@gmail.com

مشاركة :