أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أمس، أن على الولايات المتحدة الخروج من مدينة منبج بشمال سورية، لأن «تركيا تعتزم إعادتها إلى أصحابها الحقيقيين». وبحسب صحيفة «ديلي صباح» التركية، انتقد أردوغان، أمام اجتماع للكتلة البرلمانية لحزبه «العدالة والتنمية» في أنقرة، الولايات المتحدة لعدم وفائها بتعهداتها في سورية، مهدداً باتخاذ التدابير اللازمة إزاء استمرار الولايات المتحدة في شحن أسلحة للأكراد. تركيا جددت تهديداتها بالمضي في عملياتها بشمال سورية حتى شرق نهر الفرات. وقال: «لقد أبلغونا (أي الأميركيون) بأنهم سيغادرون منبج، لكن لماذا لاتزالون هناك؟»، محملاً الولايات المتحدة مسؤولية تموضع المسلحين الأكراد في منبج. وجدّد القول إن تركيا ليست لديها أي نيات احتلالية، على عكس الولايات المتحدة «الموجودة في أفغانستان والعراق منذ أكثر من 15 عاماً». وتساءل: «لماذا تواصل الولايات المتحدة إرسال الأسلحة إلى شمال سورية حتى بعد القضاء على داعش؟ لماذا تظلون هناك؟ ولِمَ لاتزال تصل هذه الأسلحة؟ لابد أن لديكم حسابات ضد تركيا، أو إيران، أو ربما روسيا». وشدد على أن تركيا ستتخذ التدابير اللازمة ضد شحنات الأسلحة التي تسلمها الولايات المتحدة للمسلحين الأكراد في سورية. وكانت الحكومة التركية جددت تهديداتها بالمضي في عملياتها بشمال سورية حتى شرق نهر الفرات، وأكدت في الوقت نفسه أنها لا تريد الدخول في مواجهة مع القوات الأميركية في منبج أو أي مكان في سورية. وقال المتحدث باسم الحكومة التركية، بكر بوزداغ، في مقابلة تلفزيونية، إنه إذا لم يخرج المسلحون الأكراد من منبج، الواقعة إلى الشرق من منطقة عفرين التي يشن الجيش التركي عملية ضدها حالياً، «فإننا سندخلها ونواصل طريقنا نحو شرق نهر الفرات». من ناحية أخرى، شارك مئات الأكراد السوريين القادمين من مناطق عدة في شمال وشمال شرق سورية، في تظاهرة حاشدة، أمس، بمدينة عفرين، بعد ساعات من وصولهم إليها، تعبيراً عن تضامنهم ضد الهجوم التركي المستمر منذ أكثر من أسبوعين. ووصل مئات المواطنين من مدن وبلدات ذات أغلبية كردية عدة، بينها القامشلي والحسكة (شمال شرق) وعين العرب (كوباني)، على متن حافلات وسيارات، سلكت طريقاً طويلاً مروراً بمنبج التي يسيطر عليها المقاتلون الأكراد في ريف حلب الشمالي، إلى بلدات تحت سيطرة قوات النظام قرب مدينة حلب وصولاً إلى عفرين. وحمل المتظاهرون رايات «وحدات حماية الشعب» الكردية، مرددين شعارات عدة، بينها «كلنا معك للموت يا عفرين» و«يسقط المرتزقة ويسقط أردوغان» و«باقون على أرضنا». وتشن تركيا وفصائل سورية موالية لها، منذ 20 يناير، هجوماً تقول إنه يستهدف «وحدات حماية الشعب» في منطقة عفرين. ويتصدى المقاتلون الأكراد، الذين أثبتوا كفاءة عسكرية كبيرة، للهجوم، لكنها المرة الأولى التي يتعرضون فيها لعملية كبيرة بهذا الحجم تتضمن قصفاً جوياً ومدفعياً كثيفاً. وتتواصل الاشتباكات على محاور عدة في منطقة عفرين، حيث تمكنت القوات التركية والفصائل الموالية لها من السيطرة حتى الآن على 15 قرية وبلدة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
مشاركة :