مؤتمر يستعرض مواقع جذب السياحة البيئية في السعودية

  • 2/7/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

للوهلة الأولى التي تطأ بها أقدام من يزور مقر المؤتمر الجيولوجي، المقام في مدينة جدة، يستشعر قيمة المكان للجزيرة العربية، التي كانت حافلة بالعديد من الحيوات لكائنات حية عاشت قبل ملايين السنين.مؤتمر «خيراتنا من أرضنا»، الذي تنظمه هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، أتاح عرض العديد من الأحافير التي ظلت في ذاكرة الكتب، لتعود مجددا في المكان الذي مرت به واستوطنت فيه، حيث حرصت الهيئة على إتاحة الفرصة للاطلاع والمعرفة عن تلك الكائنات في المنطقة وأبرز الاكتشافات.وتقود جولة المهندس أحمد باهميم، نائب رئيس قسم الأحافير بهيئة المساحة الجيولوجية، للتعرف على أهم الأحافير المكتشفة في السعودية، التي كان من بينها الديناصورات، وجمجمة لقرد انقرض قبل 29 مليون سنة.يقول باهميم لـ«الشرق الأوسط»: «أكدت الاكتشافات التي قام بها قسم الأحافير في هيئة المساحة الجيولوجية، التعرف على نوعين من الديناصورات التي عاشت في منطقة عينونة التابعة لإمارة تبوك شمال غربي السعودية، وعرفت أحافير هذه الديناصورات على أنها فقرة ذيلية لفصيلة الديناصورات آكلة الأعشاب وتسمى (تيتانوسوريان)، وكذلك أسنان لفصيلة ديناصورات آكلة اللحوم تسمى (أباليسورياد)، قدر عمرها بنحو 75 مليون سنة».وتحدث باهميم عن اكتشاف بقايا جمجمة قرد، عاشت فصيلته وانقرضت قبل 29 مليون سنة في منطقة الخيف، بمحافظة الجموم شمال غربي مكة المكرمة، وأطلق على هذا الاكتشاف اسم «سعدان الحجاز» نسبة إلى إقليم الحجاز غرب السعودية، واصفا إياه بأبرز الاكتشافات التي أسهمت علميا في زيادة الفهم العام للامتداد الجيولوجي للسجل الأحفوري.وعرض قسم الأحافير بقايا عظام لفيلة عملاقة تمثلت بأجزاء كاملة من الأطراف الأمامية والخلفية والأضلاع والفقرات والفكوك السفلى وأنياب فيلة صغيرة وكبيرة، وأيضا بقايا عظام لخيول وثيران وثعالب وضباع عمرها نحو 500 ألف عام مضت.من جهته، تحدث محمود الشنطي، رئيس قسم دراسات الكهوف بهيئة المساحة، عن أبرز الكهوف الموجودة في السعودية التي يبلغ عددها 250 كهفا، ويأتي أبرزها غار أم جرسان في حرة خيبر البركانية التي تبلغ مساحتها نحو 12 ألف كلم مربع شمال المدينة المنورة غرب السعودية، ويعتبر أكبر كهف في العالم العربي.وقال في حديث مع «الشرق الأوسط»، إن غار أم جرسان كان مأوى وملجأ للإنسان القديم وعلى مر العصور، ولوحظ وجود بعض النقوش التي تبدو قديمة على الأرضية الطينية الجافة، وأدوات حجرية وقطع صخرية أكبر حجما يعتقد بأنها أدوات لصناعة رؤوس السهام والحراب الصخرية التي كان مصدرها من داخل الكهف، ووجود بقايا لعظام حيوانات وأخشاب تم حرقها في الماضي، كما تظهر آثار لأقدام حيوانات برية كانت تتخذه مسكناً.إلى ذلك، حفلت جلسات المؤتمر بنقاشات واسعة حول السعودية وجغرافيتها التي تشهد تناميا في السياحة البيئية والجيولوجية، لا سيما مع اكتشاف أكثر من 250 كهفا، في حين أكد الخبراء وجود آلاف الكهوف الأخرى التي ستسهم في تنامي حجم السياحة في البلاد.وأوضحت جلسات المؤتمر الذي تنظمه هيئة المساحة الجيولوجية السعودية بالتعاون مع الجمعية السعودية لعلوم الأرض، أهمية الكهوف باعتبارها مصدرا مهما للسياح الأجانب، فضلا عن اهتمام الحكومة السعودية بها، التي ستسهم في تنشيط السياحة الداخلية خصوصا السياحة البيئية أو السياحة الجيولوجية.وكشف الخبراء عن وجود 5 آلاف كهف سياحي في العالم يزوره نحو 250 مليون سائح سنوياً، في حين تستفيد الدول ما يقارب من ملياري دولار في العام.واستعرض المؤتمر جهود هيئة المساحة الجيولوجية السعودية والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، التي بدأت منذ عام 2000 في جانب اكتشاف الكهوف وتفعيل سياحة الكهوف بعد دراسة وضع الكهوف، واختيار الأفضل منها لتدشين السياحة البيئية والجيولوجية، فضلا عن أن الكهوف تجذب العلماء في جانب دراسة ما بها من آثار فضلا عن تدريب المرشدين والمنظمين السياحيين في كيفية التعامل مع الكهوف والاستفادة منها كمرجع سياحي.

مشاركة :