عامر سالمين: «عاشق عموري» دراما هادئة بنكهة «الفرجان»

  • 2/8/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

وصف المخرج الإماراتي عامر سالمين المري فيلمه الجديد «عاشق عموري»، الذي يبدأ عرضه اليوم في دور السينما، بأنه دراما اجتماعية هادئة بنكهة «الفرجان»، مشيراً إلى أن الفيلم على خلاف ما يتوقع البعض، ليس سيرة للاعب عمر عبدالرحمن، ولا يتطرق إلى حياته من قريب ولا بعيد. 38 يوماً، مجموع أيام تصوير الفيلم، موزعة على أربعة أشهر. 95 % من مشاهد الفيلم، صورت في أبوظبي والعين وليوا والفجيرة، ونسبة ضئيلة في استوديو. أهلاً بـ «الخسارة» لم يحفل مخرج «عاشق عموري» بتحذيرات من أن الفيلم قد لا يجد اهتماماً من قبل جمهور قد لا يحفل بقصة من وحي واقع رياضي، أو أولئك الذين قد يتأثرون ببعض الجدل الذي أثير حول اللاعب عمر عبدالرحمن، منذ ختام دورة كأس الخليج لكرة القدم. وقال سالمين، لـ«الإمارات اليوم»: «لقد بدأت صناعة الفيلم قبل إثارة هذا الجدل بأشهر، ولا أسعى إلى استثمار شهرة اللاعب، وكل ما أطمح إليه هو تقديم عمل سينمائي يكسر النمطية، ويقدم رسالة اجتماعية واضحة، للأسرة الإماراتية والأجيال الصاعدة». وأضاف: «إذا رافق العرض السينمائي قبول جماهيري ونقدي، وحقق خسارة مادية، فأهلاً بالأخيرة، ومرحباً بما قبلها». أيقونة هذا الزمان أجاب عامر سالمين عن سؤال «الإمارات اليوم»: لماذا اخترت «عموري» تحديداً، ولم تلجأ إلى سواه من المشاهير، سواء في كرة القدم، أو غيرها من المجالات، ليكون منطلق الفيلم؟ بقوله: «نعم هناك أسماء مهمة في كرة القدم، مثل عدنان الطلياني وأحمد خليل ومبخوت، وغيرهم، لكن بالأرقام والواقع عمر عبدالرحمن هو أيقونة هذا الزمان الكروية، وافضل موهبة إماراتية داعبت الكرة». وتابع: «أنحاز إلى عالم الرياضة باعتبار تكوني ونشأتي، لكن دون شك هناك الكثير من الأسماء في مجالات العلوم والثقافة والشعر والأدب وغيرها، يمكن أن تكون موحية لصناعة أفلام سينمائية ذات قيمة ورسالة». وأضاف سالمين، في حواره مع «الإمارات اليوم»: «لا أخاطب شباك التذاكر، ولن أكون مبتهجاً إذا حقق العمل إيراداً جيداً، دون أن يُحدث تأثيراً في أفكار صانعي السينما المحلية، فحرصي على إخراج فيلم (نظيف)، ليس له علاقة بالمردود التجاري للعمل». وأضاف: «لاتزال التجربة السينمائية المحلية بعيدة عن استثمار قصص نجاح إماراتيين مؤثرين، تمكنوا بمواهبهم وجهودهم وفرادتهم من أن يكونوا أعلاماً مبهرين، في حين ظلت السينما بعيدة عن استيعاب تلك النجاحات، وصناعة قصص سينمائية مؤثرة وملهمة، تحمل خصوصية أهل الدار». وتابع: «هذا الحديث لا ينسحب على المجال الرياضي وحده، ممثلاً في أيقونة الفيلم (عموري) اللاعب عمر عبدالرحمن، الذي أعتبره أيقونة كرة القدم الإماراتية، لكنني آثرت أن تكون بداية تلك النوعية من الأعمال في المجال الرياضي، لأنه فضاء اهتمامي الأول، وقد لا يتذكر العديدون أنني كنت لاعب كرة سلة في منتخب الإمارات، قبل أن أمارس التقديم الرياضي لسنوات طويلة». وأكد سالمين أن فيلمه الأول مخلص لخصوصية المكان: «أنضجت الفيلم على نار هادئة، ليكون دراما اجتماعية هادئة غير صاخبة، مخلصة لخصوصية ونكهة فرجان الإمارات، من خلال أسرة الفتى عامر، وهو عاشق (عموري)، ويؤدي دوره الموهبة الإماراتية جمعة الزعابي، حيث يتحول (عموري) لدى عامر إلى مفتاح للحلم وتحفيز للطموح، الذي لا يتوقف لديه، ليبدأ من صبي يمارس الكرة في الفرجان مع أقرانه، إلى لاعب في نادٍ رسمي، ثم لاعب منتخب، قبل أن تذاع وتنشر سيرته في الأفق مدوية». وتابع سالمين: «الفيلم عكس ما يتوقع البعض ليس سيرة ذاتية لعمر عبدالرحمن، ولا يتطرق إلى حياته الشخصية من قريب أو بعيد، لكن هو بمثابة رسالة اجتماعية للأسرة الإماراتية التي تحتضن مواهب متنوعة، يجب عليها رعايتها والأخذ بيدها، من أجل أن تكون قادرة على الذهاب بعيداً في دروب التميز والابداع». وأكمل: «في المقابل تبقى الرسالة الموازية بالنسبة للأجيال الصاعدة، هي أنه عليك أن تصارع ولا تبخل بجهد استثنائي من أجل الوصول إلى حلمك، صارع من أجل حلمك، ولا تسمح لآخرين بأن يحولوا هذا الحلم إلى وهم، مهما كلفك ذلك من مشاق، لأن طريق تحقيق الأحلام والطموحات ليس مفروشاً بالورود». أمل لم يتحقق وفنياً؛ أفاد سالمين بأن التصوير الفعلي للعمل استغرق 38 يوماً، لكنه امتد على مدار أربعة أشهر، حيث تم تصوير 95% من مشاهده تقريباً في أماكن خارجية بأبوظبي والعين وليوا والفجيرة، كاشفاً عن أنه كان يأمل اللحاق بعروض مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته الماضية، لكن بعض العراقيل في مرحلة التصوير حالت دون ذلك، متوقعاً أن تكون للفيلم فرص في مهرجانات دولية أخرى. وقال سالمين: «لن أتوقف عن الاستمرار في التجارب الإخراجية، إذا حقق العرض السينمائي لـ(عاشق عموري) المردود المادي المناسب، أو حتى مُني بخسائر»، مضيفاً: «كسرت القوالب التقليدية الإخراجية، من حيث الفكر والمحتوى والشكل، ولم أقدم على هذه التجربة لتحقيق مكاسب مادية، بل يدفعني في المقام الأول صناعة فيلم (نظيف) ومخلص للإبداع السينمائي، بمعايير فنية لا تستسهل السائد والأكثر رواجاً». وأضاف: «هذه النوعية من الأفلام ليست هي الأنسب لضمان حصاد شباك التذاكر، لكنها بالنسبة لي الأنسب، والأكثر إلحاحاً في مكتبة السينما الإماراتية، التي لاتزال بعيدة تماماً عن منارات يجب تسليط الأضواء عليها، واستلهام تجربتها، كي تكون بمثابة محفز لمزيد من النجاحات، التي تتحول بدورها إلى مصادر إلهام لمن يسير على الدرب بعدها، وتلك رسالة سينمائية يجب أن تحظى بالأولوية في تقديري». ويضم الفيلم، الذي كتب قصته والسيناريو الخاص به سالمين أيضاً، إلى جانب جمعة الزعابي، كلاً من: منصور الفيلي، وآلاء شاكر، وعبدالرحمن الملا، ومطر الزعابي، ومجموعة من الفنانين الإماراتيين.

مشاركة :