صراعات قطاع تجميع السيارات تربك الحكومة الجزائرية بقلم: صابر بليدي

  • 2/8/2018
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

صناعة تجميع السيارات بالجزائر منذ أشهر أزمات متلاحقة ومعقدة لا سيما بعدما عدلت الحكومة عن قرارها بتحديد عدد المصانع المرخص لها بالنشاط في البلاد. وكانت الحكومة قد أدرجت الحد من استيراد السيارات ضمن أولوياتها بعد صدمة تراجع أسعار النفط منتصف 2014، لإيقاف نزيف النقد الأجنبي، حيث كان النشاط على رأس قائمة المواد المعنية برخص وزارة التجارة، قبل أن تقرر حظر استيرادها تماما. وتصنف سوق السيارات الجزائرية، ثاني سوق في أفريقيا، بعد جنوب أفريقيا فترة الريع النفطي قبل أن تدخل في انكماش غير مسبوق بسبب حظر الاستيراد وتضاعف الأسعار. وكانت جمعية وكلاء السيارات قد وجهت انتقادات لإجراءات وزارة الصناعة بعد التضييق على نشاطهم مما دفع بعضهم إلى تسريح جزء من عمالتهم، والتوقف عن النشاط في أحيان أخرى. واعتبر خبراء أن لجوء الحكومة إلى نشاط التركيب دون النهوض بقطاع المناولة، “استيراد مقنع واحتكار خفي للنشاط”، بالنظر لنسبة الاندماج التي لا تزال منخفضة جدا ولا تتعدى حدود الخمسة بالمئة. وكانت صور تداولها ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي تتعلق بسيارات مستوردة تقول الحكومة إن تركيبها قد تم في البلاد، قد أثارت فضيحة منتصف العام الماضي، ما دفع الحكومة إلى مراجعة دفتر الشروط المتعلقة بالنشاط.عبدالرحمن عشايبو: وزير الصناعة جردني من العلامات التي أمثلها ليمنحها لأقربائه وأصدقائه وأظهرت الصور من داخل مصنع تركيب لعلامة هيونداي الكورية الجنوبية المملوك لرجل الأعمال محي الدين طحكوت، سيارات شبه مكتملة ولا يتم في المصنع إلا تركيب ونفخ العجلات فقط. وكشفت أرقام رسمية صادرة عن إدارة الجمارك، بأن كلفة استيراد مصانع التركيب بلغت خلال العام الماضي 2.5 مليار دولار، ما يكرس حالة الاحتكار والفوضى التي تعم نشاط تركيب السيارات، لا سيما في ظل الامتيازات المالية والضريبية التي تستفيد منها اللوبيات. وشهدت السوق المحلية التهابا غير مسبوق في أسعار السيارات يتعدى بكثير القيمة المسجلة في تراجع قيمة الدينار المحلي أمام العملات الكبرى كاليورو والدولار. ويشكك اقتصاديون في جدوى خطط الحكومة للتوسع في صناعة السيارات، وأكدوا أن البيانات تشير إلى أن تكلفة تجميع السيارات في البلاد تفوق تكاليف استيرادها وبنوعيات أفضل، الأمر الذي يمكن أن يفاقم أزمات البلاد الاقتصادية. وتصاعدت انتقادات الخبراء مؤخرا بسبب إصرار الحكومة على توسيع صناعة السيارات في البلاد. وقالوا إنها تدير هذه البرامج بسياسات مرتبكة غير قادرة على جذب المستثمرين الأجانب إلى السوق المحلية.

مشاركة :