قف على ناصية الشارع واشعل سيجارة بقلم: لبنى الحرباوي

  • 2/8/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

لقد أصبح اليوم من الضروري النظر بعين ناقدة إلى الدور السلبي الذي لعبته ديزني في تشكيل ثقافة كاملة للطفولة قائمة على العنصرية الجنسية.العرب لبنى الحرباوي [نُشر في 2018/02/08، العدد: 10894، ص(21)] “حبيبتي، ماذا تريدين أن تكوني حين تكبري”، كان سؤالا عاديا من أم لابنتها لكن الإجابة كانت صادمة. لقد قالت بكل عفوية “أريد أن أصبح مثل سندريلا، أن يتزوجني الأمير!”. “لكن يا حبيتي سندريلا غبية وكل ميزتها أنها حلوة ومقاس قدمها 35! كما أن أميرها أخرق دليله الوحيد لفتاته لم يكن سوى حذاء يناسب قياس قدمها!”. كانت الطفلة صغيرة جدا لتستطيع أن تفهم أن جمال المرأة ليس مهما ما دامت غبية، وأن المال الوفير مع رجل أخرق طريق مفتوحة للكآبة. تتحمل هذه الأم التي تريد أن تصلح الآن ما أفسدته أفلام الكرتون في عقل صغيرتها المسؤولية، لأنها تركتها دون رقابة تشاهد نماذج صنعت أحلام أجيال من الفتيات. عليها الآن أن تجد طريقة لتعلمها كيف تكون سعيدة قوية وواثقة من نفسها فقط! لخصت القصص الغبية التي شاهدتها الفتيات في الطفولة وطبعت في ذاكرتهن أحلامهن بالفارس الذي سيأتي على حصانه الأبيض ليطير بهن على جناح الريح لتحقيق أحلامهن. وتمر السنون ولا يأتي الفارس لتوقن الفتيات متأخرات أنه لا وجود للفرسان في الحياة. ورغم ذلك لا يفهم أحد أن سبب فشل فتيات كثيرات في الحياة هو أفلام الكارتون التي أنتجت ديزني معظمها، وبطلاتها على شاكلة سندريلا الغبية المستسلمة! لقد أصبح اليوم من الضروري النظر بعين ناقدة إلى الدور السلبي الذي لعبته ديزني في تشكيل ثقافة كاملة للطفولة قائمة على العنصرية الجنسية. لا يتغير الأمر كثيرا بالنسبة للصبيان، فقد شاهدت قبل فترة إعلانا لبيع “أحلام على الزيرو” لم يتحقق منها شيء قد يتقدم أحدهم لا يملك أحلاما لشرائها والتفرغ ربما لتحقيقها. كان حلم الشاب حين كان صغيرا أن يصبح لاعب كرة قدم محترفا تنزل عليه النقود من السماء مدرارا ليكون في الأخير فارس أحلام إحدى الفتيات. تحطم حلمه حين لم يكن من بين المختارين لتشكيل أصاغر فريق كرة قدم معروف. من سخرية القدر أن أحلام الماضي أصبحت “مضحكة”، لا أحد يريد أن يصبح طيارا أو دكتورا أو رائد فضاء، الجميع يريدون أن يكونوا رونالدو أو ميسي أو نيمار. وفي الأخير مثل “سندريلا” المنشودة، لم يستطع هو الآخر أن يكون “نيمار” جديدا وانضم إلى أصدقائه القدامى في حفلة تسكع. وكأن مقولة الشاعر “قف على ناصية الحلم وقاتل” أصبحت، وبلا فخر، “قف على ناصية الشارع واشعل سيجارة” قد تكون حشيشا على الأغلب لنسيان الفشل والخيبات. صحافية من تونسلبنى الحرباوي

مشاركة :