قطر العز.. شـريان حياة غزة الصمود

  • 2/9/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الدوحة - الراية: أكّدت دولة قطر بتوجيهات سامية من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، لتقديم مساعدات عاجلة لقطاع غزة، على موقفها المبدئي وعهدها الصادق كواجب قومي في دعم ومؤازرة الشعب الفلسطينيّ الشقيق. وترصد الراية عدداً من الرسائل المهمة التي تعكس المواقف القطرية الثابتة تجاه دعم القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطينيّ العادلة باعتبارها أولوية راسخة في السياسة الخارجية القطرية من جهة، ويعكس تواصل تلك المساعدات للشعب الفلسطيني التأكيد على أن الحصار الجائر المفروض على قطر لن يحول دون مواصلة قطر دورها وواجبها الداعم للقضايا العربية والإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، كما يعكس فشل محاولات دول الحصار في عزل وشيطنة قطر تمهيداً لإقصائها أو تحييدها عن القضية الفلسطينية برمتها، لتمرير صفقة القرن المشبوهة التي تقود فيها إسرائيل محوراً عربياً برعاية أمريكية لتصفية وليس تسوية القضية الفلسطينية من جهة أخرى. وكشف توجيه صاحب السمو بتقديم مساعدات عاجلة بقيمة ٣٣ مليون ريال قطري (9 ملايين دولار)، تشمل الأدوية والمستلزمات الطبية والمواد الغذائية ووقود تشغيل مولدات المستشفيات في قطاع غزة، عن رسالة مهمة مفادها أن قطر لا تلتفت وراءها لأي أكاذيب أو فبركات ولا يمكن أن تتمكن من إرادتها وسيادتها واستقلالية قرارها الوطني أي مخططات ومؤامرات. كما أن الدوحة لن تقف عاجزة أمام أجندات سياسية تحاول دول الحصار تنفيذها أو الاستفادة منها على حساب القضية الفلسطينية ليبقى أهل فلسطين ومؤازرتهم أولوية قطرية مهما عظمت التحديات والمؤامرات. وأكّدت قطر في رسالة أخرى أنها لن تتوانى أبداً عن القيام بدورها المعهود في إغاثة أهل غزة والشعب الفلسطيني الشقيق رغم الأزمة الراهنة. وبادرت بإرسال المساعدات العاجلة للقطاع في ظل تحذيرات صادرة عن الأمم المتحدة، من تدهور الأوضاع في القطاع خلال أيام مع النقص الحاد في المواد الأساسية من الأدوية والوقود اللازم لتشغيل المنشآت الحيوية مثل المستشفيات. ويرى مراقبون أن فصول الأزمة الخليجية كانت خير شاهد على التزام دولة قطر الأخلاقي بدعم الشعب الفلسطيني رغم ما خططت له دول الحصار من محاولة عبثية لإزاحتها عن المشهد بزعم اهتمامها فجأة برعاية المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس، فيما تدعم وراء الستار أطرافاً فلسطينية على حساب أطراف أخرى، بهدف كسب الولاءات وتنصيب قيادات مستأنسة لتنفيذ صفقة القرن دون إزعاج والتقرب من البيت الأبيض عبر بوابة تل أبيب. وقد تكشفت خلال الشهور القليلة الماضية استخدام دول الحصار المساعدات كورقة ضغط وابتزاز لأهل غزة والسلطة الفلسطينية بقول إملاءات وصفقات خبيثة ومشبوهة مقابل التخفيف من معاناة أهل غزة.خلال 3 سنوات١.٣٧ مليار دولار من قطر لدعم الفلسطينيين تشير بيانات رسمية فلسطينية وقطرية ومؤسسات أهلية وإغاثية، أن إجمالي الدعم المالي الذي قدمته قطر للاقتصاد الفلسطيني، يقترب من مليار دولار في السنوات الخمس الماضية. ويتجاوز الدعم القطري لفلسطين في الفترة من 2015 حتى 2017، أي في 3 سنوات فقط، 5 مليارات ريال (1.37 مليار دولار)، موزعة بواقع 3.874 مليار ريال (1.064 مليار دولار) من الحكومة القطرية، و1.344 مليار ريال (369 مليون دولار) من مؤسسات أهلية وخيرية قطرية. وتحرص دولة قطر على دعم الشعب الفلسطيني في كافة الظروف والمحن. ولم تثنها أزمة الحصار الجائر عن القيام بدورها الأصيل في دعم قضية العرب الأولى. ويسجّل التاريخ لدولة قطر مواقف مشرفة في دعم قطاع غزة عبر شهور الأزمة الخليجية الراهنة. وشملت دعم جهود إنسانية وتنموية مستدامة في مختلف القطاعات الحيوية والتي لم تتوقف أو تتأثر بحصار قطر الجائر. وتنفّذ قطر عشرات المشاريع الحيوية في القطاع، ضمن منحة صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، التي تبلغ قيمتها 407 ملايين دولار، إضافة إلى المنحة التي تبرعت بها خلال مؤتمر القاهرة لإعمار غزة في أكتوبر 2014 التي تبلغ قيمتها مليار دولار.الدعم القطري للقضية الفلسطينية يثير جنون المتآمرين تبرهن شهور الأزمة الخليجية التي دخلت شهرها التاسع، على مبادئ قطرية لا تحيد عنها الدوحة، في دعم القضية الفلسطينية قولاً وفعلاً. كما استطاعت دولة قطر إسقاط الأقنعة الزائفة عن دول الحصار بحكمتها في إدارة الملف الفلسطيني سياسياً وإنسانياً وتنموياً. وكشفت أزمة حصار قطر الجائر، ما يخطط لتصفية القضية الفلسطينية عبر عددٍ من المحاور بينها استبدال الدور القطري في المسألة الفلسطينية. وتجسّد ذلك بصورة واضحة بتزامن الحصار الجائر على دولة قطر، والترويج لمزاعم دعمها للإرهاب بهدف شيطنتها وعزلها مع عودة مصرية مفاجئة للاهتمام بملف المصالحة الفلسطينية واستضافة القاهرة في ١٢ أكتوبر الماضي اتفاقاً للمصالحة بين حركتي فتح وحماس رغم أن الأخيرة على قوائم الإرهاب الصبيانية لدول الحصار، ما يؤكّد على تخبط وعشوائيّة رباعيّة الحصار وصواب الرؤية القطرية التي ترفض التصنيفات القائمة على أهداف سياسية. وتأكدت حكمة دولة قطر بترحيبها باتفاق القاهرة طالما يصبّ في صالح الشعب الفلسطينيّ، فهي لا تحتكر المُصالحة ولا القضية ولا تقوم بدورها لصالح أجندات خارجيّة.مصر تضغط .. والإمارات تموّل المخطط المشبوهابتزاز الفلسطينيين لتمرير صفقة القرن كشف إرسال قطر مساعدات عاجلة من الوقود إلى قطاع غزة لتشغيل محطات الكهرباء عن التزامها الثابت غير المؤقت بمصالح أو مخططات كما تفعل دول الحصار. ويبرهن سجل الدعم القطري على عدم ارتباطه بمواقيت محددة لكسب نقاط سياسية على عكس دول الحصار. ففي بداية العام الماضي ٢٠١٧، أصدر حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، توجيهات سامية، بسداد 43.8 مليون ريال «حوالي 12 مليون دولار» لحل مشكلة الكهرباء في قطاع غزة. وعلى الجانب الآخر، في أواخر يونيو الماضي، بعد أيام من بدء حصار قطر، أعلنت مصر لأول مرة منذ سنوات عن عزمها إرسال ٥٠٠ طن من السولار إلى قطاع غزة لتخفيف أزمة انقطاع الكهرباء هناك.. وتبين أن الإمارات هي من قامت بدفع الفاتورة لا لشيء إلا لتنفيذ المخطط المتفق عليه بين دول الحصار وتل أبيب بتحجيم دور قطر بل واستئصاله نهائياً من القضية الفلسطينية وإعادة مصر إلى الواجهة باعتبارها شريكاً أساسياً في مخطط أكبر هدفه تمرير صفقة القرن. وكشفت الأيام الأخيرة عن دلائل جديدة على تنفيذ دول الحصار وإسرائيل لبنود صفقة القرن على حساب القضية الفلسطينية وارتباط مساعداتها بهذا المخطط المشبوه. ومنذ يومين، كشفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أن السعودية منحت شركة طيران الهند الموافقة على تشغيل رحلات مباشرة من دلهي إلى تل أبيب تمر عبر أجواء المملكة، مضيفة أنها ستكون المرة الأولى التي تسمح فيها السعودية بمرور رحلات تجارية عبر أجوائها، وإذا حدث ذلك فسيكون أول اعتراف علني سعودي بتحسن علاقتها مع إسرائيل، على حد تعبيرها. فيما علَّقت هيئة الطيران المدني السعودية، نافيةً منح أي إذن لرحلات جوية بين الهند وإسرائيل. وتتلخص صفقة القرن في قبول السلطة الفلسطينية باتفاق يتضمن تبادل بعض الأراضي وتجميد المستوطنات وليس تفكيكها، ثم فتح المجال الجوي بين إسرائيل ودول الحصار وتبادل السلع والبضائع، تمهيداً لتبادل العلاقات الدبلوماسية. كما تستهدف الصفقة إقامة تحالف «سني إسرائيلي أمريكي«، تندمج فيه إسرائيل، إلى جانب دول عربية، في منظومةٍ إقليميةٍ تمثل حلفاً جديداً، مهمته الأساسية مواجهة إيران وحركات الإسلام السياسي.

مشاركة :