إعداد: أحمد الغر 2018/02/08 أصبحنا في عام 2017، وما زال البعض يُصر على أنه أقدر على معالجة أمراضه أفضل من أمهر الأطباء، يتعلل البعض بالمقولة الشهيرة «الإنسان طبيب نفسه»، متحصنين بثقافة صحية وطبية ضئيلة.. يبدأون رحلتهم في عالم الدواء، لكن هذا السلوك لم يعد فاعلاً، بل صار خطيراً جداً، في واقع يعج بأمراض لا تعدّ ولا تحصى، ولم يعد يجدي نفعاً المثل القائل «اسأل مجرباً، ولا تسأل طبيباً»، خاصةً أن ثقافة التداوي لدى معظمنا لا تبدو تامة الوعي، وقد بات علينا أن نتيقن أن طرق العلاج قد تطورت كثيراً، وأن الذهاب إلى الطبيب ليس عيباً أو رفاهية أو إضاعة مال ووقت، فالصحة هي أغلى ما نملك. الإنسان لم يعد طبيب نفسه، فالأم لا يمكن أن تتحول طبيباً لطفلها، خاصة أن مناعة الطفل تكون ضعيفة مقارنةً بكبار السن، وبالتالي قد يعود تناول الطفل لأي دواء بمفعول عكسي عليه، كما أن بعض الأمهات يعانين جهلاً في علاج أطفالهن، خاصة عند عدم مواصلة تناول الدواء الموصوف بسبب التحسن المبدئي لحالة الطفل، وهو أمر خاطئ ترتكبه أغلبية الأمهات، وله آثار سلبية أهمها عودة إصابة الطفل بالأعراض المرضية بشكل أشدّ وأقوى، أيضاً.. بعضنا يلجأ لقطرات العين بمجرد حدوث إحمرار بالعين أو التهاب بسيط، دون إدراك أنها قد تحتوي على الكورتيزون، وماله من آثار خطرة على العين عند استخدامه لفترة طويلة. هنا لا يكفينا أن نحفظ عن ظهر قلب أسماء أدوية وعلاجات أجنبية، صحيح أن العلاج متداول ومعروف لدى أبسط الناس، لكن ليس بالضرورة أن يكون هو العلاج المناسب لهذا المرض أو ذاك، فاعتمادنا على استشارات الأصدقاء أو التجريب يؤثر سلباً على صحتنا، وقد بات علينا أن ندرك أهمية ترشيد استخدام الأدوية. د. داليا الديب، مدرس الصحة العامة واستشاري التغذية العلاجية بكلية الطب بجامعة الإسكندرية، تقول: «الدواء الذي يصلح لمريض لا يجوز بالضرورة أن يتناوله مريض آخر، حتى ولو الأعراض قريبة من أعراض المريض الأول، فربما تكون الجرعة التي يحتاجها المريض الآخر أكبر أو أقل، وبالتالي فإن الاعتماد على وصفة طبية من صديق كانت لديه نفس الأعراض المرضية يعتبر أمراً خطيراً، فمن الوارد جداً أن يؤثر الدواء بشكل خطير على أمراض أخرى، ومن الأمور الأخرى الهامة أيضاً التي يغفلها كثيرون، هي الزيارة الدورية للطبيب لأصحاب الأمراض المزمنة، فقد جاءتني مريضة تستخدم نفس الدواء لمدة 17 عاماً، وللأسف من بين مكونات ذاك الدواء مواد تساعد على الاكتئاب، وكانت المريضة في حالة صعبة جداً، لذا فمن الضروري جداً مراجعة الطبيب من وقت لآخر، لمعرفة مدى تأثير الدواء على الجسم، كما أن علوم الدواء تتطور من يوم لآخر، ودواء الأمس قد لا يصلح لمرض اليوم»، وتضيف الديب: «للأسف من أسوأ المشكلات التي تواجهها بعض مجتمعاتنا حتى الآن، هي الثقافة السائدة بأن الذهاب إلى الطبيب عار، أو أنه لا حاجة للذهاب إلى الطبيب إلا إذا ساءت الحالة المرضية جداً، وفي بعض الثقافات يتم النظر إلى الأمراض النفسية على أنها مسّ شيطاني، وتصبح فكرة الذهاب إلى الطبيب النفسي من المستحيلات، والأمر ذاته موجود فيما يخص الأمراض الذكورية، حيث يشعر الرجل بأن هيبته أو كرامته سوف تهتز في نظر المحيطين به، وتلك الثقافة من المهم جداً أن يتم تغييرها». بين الأطباء والصيادلة هناك خلط يحدث أحياناً لدى بعض المرضى بين دور الطبيب المختص والصيدلي، وكثيراً ما نجد الصيادلة يساعدون المرضى بإعطائهم أنواعاً معينة من الأدوية، وأحياناً ما تؤتي مساعدتهم نتائج إيجابية، لكن ما يجب التأكيد عليه هو أن صحة البشر لا يمكن التلاعب بها، أو التجريب فيها، حتى لو كان الصيدلي يملك خبرة شخصية طويلة، فمثلاً قد يأتي مريض لصيدلاني ويشتكي له من الصداع، فيقدم له الصيدلي الأسبرين مثلًا بدون أن يسأله إذا كان يعاني من القرحة أم لا، فيتعرض المريض بسبب الأسبرين إذا كان مصاباً بالقرحة إلى حالة نزيف بالمعدة، إذن فالصيدلي غير مؤهل لإعطاء دواء بدون وصفة، وما هو مطلوب من الطبيب والصيدلي أن يتعاون الاثنان معاً، ويؤدي كل دوره فقط، لأن هذا سيسهم في تحسين الخدمة العلاجية التي يقدمها كليهما، وسينعكس بالإيجاب على صحة المرضى، كما سيساعد على تطوير خبرة كل منهما مستفيداً من خبرات ومهارات الآخر التي تتنوع وتختلف على حسب دراسة كليهما. من جهته يرى د. طارق أبوالفضل، وكيل كلية الصيدلة بجامعة أسيوط، أن مقولة «الإنسان طبيب نفسه» مقولة حقيقية إن فُهِمَت في سياقها الصحيح، فهي لا تمنع المريض من الذهاب إلى الطبيب، لكن يُرَاد منها أن هناك أمراضاً قد يدرك سببها وعلاجها المريض نفسه أكثر من الطبيب، فالإنسان العاقل طبيب نفسه في توخي الحذر والابتعاد عن مسببات الأمراض، شخص يعرف أن الملح يرفع الضغط لكن يصر على أن يكون الطعام الذي يتناوله مالحاً، لماذا يذهب إلى الطبيب وقد علم السبب؟!، أما مقولة «اسأل مجرباً ولا تسأل طبيباً» ففي اعتقادى الشخصي أنها صحيحة في التجارب الإنسانية الحياتية، فالسعيد من وعظ بغيره كما يقولون، وليس في أمور العلاج والتداوي، فكل مريض له ظروفه المختلفة عن الآخر، ولا يصح للمريض أن يتناول أدوية من تلقاء نفسه دون استشارة طبيبه المعالج أو الصيدلي في بعض الحالات المحدودة، ولكل من الطبيب والصيدلي دوره المحدد في رعاية المريض ولا غنى لأحدهما عن الآخر، وليس للصيدلي أن يصرف أدوية بدون تذكرة طبية من الطبيب، إلا فيما يعرف بالأدوية المسموح بصرفها خارج التذاكر الطبية، كبعض المسكنات والفيتامينات والأدوية الموضعية ومكملات الأغذية، وهي ما تقررها القوانين المنظمة لذلك وتختلف من بلد لآخر. وصفات الأصدقاء، وزيارة الأطباء: قد تكون الظروف المعيشية الصعبة أو ارتفاع أسعار زيارة الطبيب، من الأسباب التي تدفع بعضنا إلى اعتماده على الكثير من الوصفات العلاجية من الأصدقاء، أو في أحسن الأحوال.. الاعتماد على الصيادلة في الاستشارة الطبية والحصول على الأدوية منهم، هذا بخلاف الكثير من الوصفات الطبية التي يحفظها معظمنا لعديد من الأمراض، التي في أغلبها بلا سند طبي صحيح، فهي ليست سوى مجرد وصفات تناقلتها الأجيال وأصبحت من موروثاتها. لكن التسرع في تناول تلك الوصفات دون مراجعة الطبيب قد يكون له عواقب وخيمة، فبعضها قد يؤثر بالسلب في بعض الأجزاء من الجسم، مثلاً الحساسية من أبر البنسلين، فقد يأخذ أحدنا إبرة بنسلين وتسبب له مشاكل صحية، لأنه لم يكن يدرك ذلك قبل أخذها، فقط هو استجاب لنصيحة أحد الأصدقاء أو الأقارب بضرورة أخذها بسرعة كعلاج!، كما تستقبل المستشفيات بشكل شبه يومي حالات مرضية تعاطت أدوية بناءً على خبرتها الشخصية، أغلبيتها تعاطت مسكنات للألم قوية المفعول ودون وصفة طبية، وهو الأمر الذي سبب لهم قرحة في المعدة وغيرها من المضاعفات. يقول محمد عبدالله، محاسب بشركة خاصة: إن «الفرد قد يكون طبيب نفسه في حالات الوقاية من الأمراض وما شابه، أما في حالة العلاج من الأمراض ذاتها.. فلا مفر من زيارة الطبيب، لكن المشكلة في مغالاة الأطباء في أسعار الزيارة والكشف، هذا بخلاف مطالبهم المتمثلة في التحاليل وصور الأشعة وهو ما يرهق الميزانية، وهو ما يجعلني أثق أحياناً في نصائح الأصدقاء وتجارب الأسرة في تناول أدوية مجربة مسبقاً، وأظن أن لدي خبرة طويلة في التعامل مع الحالات العادية كارتفاع درجة الحرارة أو ما شابه، لذا لست في حاجة إلى زيارة طبيب إذا أصابتني نزلة برد أو حدث ارتفاع مفاجئ في درجات الحرارة، لكن هذا لا ينفي أن الأطباء لهم مكانتهم الخاصة ولا يمكن الاستغناء عنهم في حالة الطوارئ». من جهتها ترى «جيهان عمر»، ربة منزل، أنه قد باتت لديها خبرة كافية لعلاج أطفالها من كثرة زيارتها للأطباء، وتضيف: «الفترة التي قضيتها في مراجعة الأطباء وتنفيذ وصفاتهم العلاجية جعلتني على دراية لا بأس بها لعلاج أطفالي، فمثلاً لخفض الحرارة أستخدم الكمادات الباردة والدواء السائل المعتاد لهذه الأعراض، وفي بعض الأحيان أستشير الصيدلي كونه الأدرى في تركيبة الأدوية، لكن في حالة إذا لم يستجب طفلي للعلاج، أسارع إلى استشارة الطبيب». الأخذ بالأسباب والتداوي الدين الإسلامي الحنيف جاء لينظم حياة هذا الإنسان، ويبصره بطريق الخير، وقد اهتم الإسلام بصحة الإنسان اهتماماً منقطع النظير، فقد حرص الإسلامُ كل الحرصِ على أن يتمتع المسلمُ بالصحة الجسمية والنفسية السليمة، فبهما يَقْوَى الإنسان على العبادة وعمل الخير لنفسه ولأهله ولأمته، وبهما يكون قادراً على عمارة الأرض، من أجل هذا شرع الإسلام الآدابَ الصحيةَ والوسائلَ الوقائية، وأوجب الطهارةَ والنظافة، وهما عماد الصحة، وحَض على التطبب والتداوي وتلمس العافية لدى أهل الطب والدواء، يقول د. أحمد خميس شتيه، مدرس الدراسات الإسلامية بجامعة دمنهور المصرية: «التوكل على الله كما نجده في قواعد الدين الحنيف لا تعارض بينه وبين الأخذ بالأسباب الصحيحة، وذلك دون اعتقاد النفع والضرر لتلك الأسباب، بل نأخذ بالأسباب تعبداً لله، أما الشفاء فهو من الشؤون الإلهية الصرفة، هذا أولاً، أما التداوي بالأعشاب في ذاته فهو من أشكال التداوي لا شك التي يرتاح إليها البعض، ولا نستطيع اتهامهم بالخطأ في ذلك، فلهم ما يشاؤون، أما القول بالإنصراف التام عن العقاقير الكيمياوية فلا شك هو قول له غرض. إذ نرى كثيراً من الأمراض تفشل معها الأعشاب، إما لخلط خطأ في تركيباتها أو لقلة المتمكنين في هذا المجال، ولقد نصحنا الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - بالتداوي والتماس الأسباب الصحيحة للشفاء، ولاشك أن الذهاب للطبيب المختص والخضوع للعلاجات الطبية المعتمدة هي مما تدعو إليه السنة الصحيحة، ففي الحديث الشريف عن أسامة بن شريك رضي الله عنه قال: قَالَتْ الأَعْرَابُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلا نَتَدَاوَى؟ قَالَ: (نَعَمْ، يَا عِبَادَ اللَّهِ تَدَاوَوْا، فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلا وَضَعَ لَهُ شِفَاءً، إِلا دَاءً وَاحِداً، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا هُوَ؟ قَالَ: الْهَرَمُ )، وعن أنس رضي الله عنه قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَيْثُ خَلَقَ الدَّاءَ خَلَقَ الدَّوَاءَ فَتَدَاوَوْا). عيادات الفضائيات وبشكل غريب، باتت معظم الفضائيات العربية تقدم فقرات وبرامج طبية لمشاهديها، الأمر لم يعدّ يتعلق ببرنامج طبي واحد أو فقرة طبية تظهر ضمن برنامج «توك شو»، بل تطور الأمر وأصبحت الفواصل الإعلانية وسط المسلسلات والأفلام عبارة عن فقرات طبية كاملة!، بكل تأكيد هذه الفقرات عبارة عن إعلانات مدفوعة، وعادةً ما تكون المادة الدسمة لتلك الفقرات هي أمراض العٌقم والذكورة، أو الأمراض المُستعصية مثل السمنة والسرطان وغيرهما، تلك الفقرات الطبية يتخللها عرض لمقاطع فيديو من داخل غرف العمليات، تظهر مدى براعة هؤلاء الأطباء في إجراء العمليات التجميلية، أو استئصال الدهون فيما يتعلق بمجال السمنة، مع الإصرار على إقناع المشاهد البسيط بأن حياته سوف تتغير للأفضل عند زيارة هذا الطبيب أو ذاك، لكن هنا ينبغي التوقف ووضع علامة استفهام كبيرة أمام هوية هؤلاء الأطباء ومدى جدارتهم التي تؤهلهم للظهور أمام الملايين، والحديث بمصطلحات طبية يجهلها معظمنا، كما أن الوصفات التي يمنحونها مجاناً للمرضى على الهواء غير مأمونة العواقب، وهذا ما حدث بالفعل في مصر، عندما توالت الشكاوى لنقابة الأطباء المصرية من مواطنين وقعوا في فخاخ أطباء تلك البرامج، ومفادها أنهم قد نفذوا التوصيات التي حصلوا عليها من بعض هؤلاء الأطباء، الذين تغنوا بالحالات المستعصية التي عالجوها، لكن في الواقع تضاعفت مشكلاتهم وفي أحسن الأحوال لم تتقدم حالتهم الصحية، أما فيما يخص القناة الفضائية فهي تفتح أبوابها لأي طبيب يطرق بابها لعرض فقرته الطبية، بشرط أن يدفع لها المقابل المادي عن فترة البث، بغض النظر عن المحتوى الطبي الذي يقدمه خلالها. بعض هذه الفقرات والبرامج لا تتحدث عن الطب وعلوم الدواء من قريب أو من بعيد، بل برامج لتقديم الوصفات العلاجية بالأعشاب، معتمدة على أن القدماء كانوا يعالجون أنفسهم بهذه الطريقة قبل عشرات السنين، بحيث يكون الإنسان طبيب نفسه، من خلال الاهتمام بصحته وبتناول المفيد والصحي من الطعام والأعشاب، لكن المشكلة أن عشبة معينة قد تعالج مرضاً لدى أحدنا، فتضرر بآخر، وتفاقم من وضعه، خاصة أن ما يتعلق بالتداوي بالأعشاب..قد باتت مهنة من لا مهنة له، وهنا لا يمكن إنكار أن هذه الفقرات تعبث بصحة المشاهدين أكثر مما تفيدهم، فالنصائح الطبية التي يقدمها من يظهروا بهذه البرامج قد لا تكون مفيدة لكل من يراها أو يسمعها، وقد تقلب حياته رأساً على عقب، فمأساتنا أننا قد بتنا لا نفرق بين المحتوى الإعلامي والإعلاني، فأصبحنا نرى في كل من يظهر علينا مرتدياً «بالطو» أبيض، هو الطبيب المُخلص، الذي سيحقق المستحيل!، وفي ظل غياب الضمير يقدم بعضهم أنفسهم على أنهم استشاريون وخبراء وما إلى غير ذلك من ألقاب عديدة يتساهلون في حملها، دون مساءلة أو حساب، فيما يجلس المشاهد البسيط يتجرع سُمّهم عبر تلك الفقرات الطبية المبثوثة في ثنايا فترات البث، لقد بات ضرورياً سرعة التوجه إلى أقرب طبيب متخصص، بدلًا من مواصلة الاعتماد على روشتات الأصدقاء أو التفسيرات العشوائية للفقرات الطبية على الفضائيات، وإلا فلن تُحمَد العواقب. صيدليات الفيس بوك لكن إذا كانت الفقرات الطبية على الفضائيات تستضيف أطباء، بغض النظر عن مستوى خبرتهم، فإن ثمة ظاهرة مستجدة أخرى أكثر سوءاً، وهي صيدليات الفيس بوك، حيث تمتهن بعض مكاتب التسوق بواسطة الإنترنت في معظم بلادنا العربية، التوسط لشراء أدوية نادرة أو غير الخاضعة للرقابة الدوائية، أو أدوية خارقة - على حد وصفهم - لعلاج السمنة أو العجز الجنسي أو السرطانات وغيرها من الأمراض، وكذلك العقاقير العضلية التي يستخدمها الشباب في قاعات بناء الأجسام، وتجلبها تلك المكاتب من مناشئ دولية مختلفة في أوروبا وآسيا، معظم هذه المكاتب يكون لها صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، ولها أرقام هواتف على «الواتس آب» للإتصال السريع، الطامة الكبرى أن الكثير من تلك الصفحات توفر أدوية غير معروفة المنشأ أو غير مطابقة للمواصفات وأحياناً لا تصلح للاستخدامات البشرية أو تسبب نتائج معاكسة تماماً، فمكاتب تسويق تلك الأدوية تبحث فقط عن فرص الربح التجاري من دون مراعاة لجودة وملاءمة المواد التي تصنع منها تلك الأدوية التي يستوردونها، ومدى مصداقية المنشأ الأصلي، فضلاً عن صعوبة أو استحالة الحصول على ضمانات وخدمات ما بعد البيع، كما تفتقد تلك الأدوية لإرشادات الاستخدام التي تشملها البطاقة التعريفية لأي منتج دوائي، ويتفاقم الأمر عندما يتم الترويج لأدوية جنسية وعقاقير مخدرة، ويتصل الشخص المريض بهم للحصول على هذا المنتج المجهول التركيب والصنع، ومن دون وصفة طبية، ولا سيما أن القائمين على إدارة تلك الصيدليات الفيسبوكية لا علاقة لهم بأي اختصاص طبي أو صحي، ولا يمكنهم تعريفنا بنوع الأدوية التي يروجون لها أو نتائجها العكسية.
مشاركة :