معالي الشيخ الدكتور قيس المبارك عالم جليل وعضو فاعل في هيئة كبار العلماء في المملكة، له حضور مشهود ونشاط ملحوظ. وهو صاحب فقه واجتهاد معروف. وبالنسبة لي، فإن من جميل ما كتب الدكتور قيس (ومما يلامس اهتمامات شريحة كبيرة من الناس) كان عن الكفاءة في النَّسب. يقول الشيخ في مقال منشور (جريدة اليوم 17 أغسطس): (إن الكفاءة أصلُها مِن الكُفْء، وتعني المساواة. والكفاءة بين الزوجين مِن أهم أسباب السعادة الزوجية، فالتقارب بين الزوجين في أحوالهم الاجتماعية والماليةَّ والخِلْقيَّة والثقافيَّة وغيرها يورث مزيد أُلْفةٍ بينهما، بخلاف التفاوت وعدم التجانس في الطباع والعادات وغيرها، فهي مظِنَّة التنافر والتنازع. وذكر الشيخ أن ذلك لا يعني التوافق في كلِّ الأوصاف، بل ولا في معظمها، فاشتراط هذا متعذِّر لما فيه من المشقَّة، وإنما المقصود هو وجود أوصافٍ تزيد التآلف بين الزوجين، وتقلِّل من احتمالات التنافر والتباغض. وأشار إلى أن من الأوصاف المعتبرة في الكفاءة اشتراط أن يكون الرَّجل مساويًا للمرأة أو أن يكون أعلى منها، ليكون كفؤا لها، فليس لأحدٍ من أولياء المرأة أنْ يَفرض عليها الزواجَ من غير كفءٍ لها، وليس له إجبارها على التنازل عن هذا الحق الذي كفله الشرع لها، بخلاف الرجل، فلا يُشترط أنْ تكون المرأة مساويةً له ولا أن تكون أعلى منه في أوصاف الكفاءة المعتبرة، فيتزوج الرجلُ مَن هي مثله، ويتزوج مَن هي دونه في الكفاءة، مثل مَن هي أقل منه مالًا أو منصبًا أو جمالًا أو غيرها من الأوصاف، وليس له أن يجعل من عدم علمه بعدم مكافأة المرأة له سببًا مشروعًا لفراقها. وعليه للمرأة أن تتنازل لتقبل بمن تشاء من الرجال ليكون زوجًا لها، فالكفاءة حقٌ لها، فقد ترضى ذاتُ المنصب بالزواج بمن هو أقلَّ منها مكانةً) انتهى. ذلكم هو بيت القصيد الذي يثير التساؤل دومًا عن مدى صحة التفريق شرعًا بين زوجين متآلفين بينهما ذرية قائمة وود عميق، لمجرد اعتراض أخ أو قريب! نصيحتي أن ننصت لمن آتاه الله علما وقدرا وحكمة من أمثال شيخنا الدكتور المبارك قيس المبارك! salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :