لم تكن المرة الأولى، بل هي اليوم ممارسة مستمرة لفريق (تميزي) التطوعي في جامعة طيبة. وما الخبر الذي نشرته عكاظ يوم 5 أكتوبر بعنوان (طلاب وطالبات جامعة طيبة يعيدون تأهيل منزل أيتام) إلا عينة من الجهود النوعية المباركة التي تدعمها إدارة الجامعة؛ وعلى رأسها معالي مديرها الدكتور/ عدنان المزروع. إنها الأفعال التي تسبق الأقوال. وهي أفعال ليست كالأفعال، فمن السهل مثلاً أن تقود حملة لجمع تبرعات مالية أو عينية لتنتهي في حوزة أم الأيتام أو أخيهم الأكبر. لكن ليس من السهل أن يُنفق هذا المال لتأهيل منزل أوشك على السقوط أو اهترأ كل ما فيه حتى لم يعد صالحاً للعيش فيه. البيت الجيد والسكن المريح أول صور البيئة السليمة الجيدة المحتضنة لأسرة سعيدة متماسكة قادرة على المضي قدماً لمواجهة مصاعب الحياة والتغلب عليها والانتقال بها إلى مستوى أفضل ومستقبل أجمل. هذه عينة نادرة في مجتمعنا الذي تعوّد إلى حد كبير إنفاق المال لسد جوعة أو تأمين ملبس وربما توفير علاج. لكن ليس أبعد عن ذلك، بل أقل من ذلك، إذ تذهب كثير من الأموال لبناء مساجد حتى تكثر في الحي الواحد وتتقارب حد الترف. وطبقاً لأقوال أعضاء فريق (تميزي) التطوعي، فلقد شارك في المشروع الصغير الكبير متبرعون من جهات مجتمعية أخرى مؤسسية وفردية، حتى إن إحدى الطالبات أقنعت أبويها بزيارة الموقع والتبرع بأبواب المنزل (الجديد). وعمل الفريق هذا هو عينة لما يمكن أن تكون عليه بعض مؤسسات المجتمع المدني الذي يتمنى المجتمع صدور نظامها وآلياتها قريباً. تصوروا كم من الأفعال الرائعة التي يمكن القيام بها من خلال تكاتف المجموع! كل حسب طاقته وقدرته الفكرية والجسدية والمالية، وليس بالمال وحده تكون النتائج الباهرة الرائعة. هذه الدار ما كانت لتُبنى بالمال وحده، حتى لو كثر. أما لو كثر، فإن منه يمكن بناء عدة دور لا واحدة لأن جهود المتطوعين الأخرى لا يعادلها مال ولا وعظ، فثمة معرفة وتجربة وخبرة، وقبل ذلك كله همة وعزيمة وصدق ونية حسنة. جامعة طيبة: شكراً لك وأنت تضربين مثلا يندر له في مجتمعنا مثيل. salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :