النص والنقد بقلم: مفيد نجم

  • 2/13/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

لقد كان لتطور الفنون وظهور الفن السينمائي تأثيره الواضح في الكتابة الشعرية الحديثة، إلا أن مخيلة الشاعر القديم لم تكن بعيدة عن رسم هذه المشهدية لحركة الجسد الأنثوي وغواياته.العرب مفيد نجم [نُشر في 2018/02/13، العدد: 10899، ص(15)] على هامش التطور الكبير الذي شهدته النظريات النقدية والأدبية الحديثة، ثمة قضايا تستدعي التوقف عندها حول المفاهيم الجديدة، التي قدمتها هذه النظريات. في بداية هذه القضايا تأتي مسألة العلاقة بين النص والنقد، لأن هذه المناهج وعلى الرغم من تطورها الكبير، ظلت في إطار محاولة قراءة النص وتفسيره وتفكيك بنيته، أو معرفة دلالاته وقيمته الجمالية. انطلاقا من فهم هذه العلاقة بين النص والنقد فإن المفاهيم، التي جاءت بها هذه المناهج كانت أدوات يستخدمها الناقد أو الدارس في مقاربته للنص، وفهم آليات اشتغاله وتشكله، وما يحمله ذلك من قيمة أدبية. إن محورية النص في اشتغال هذه المناهج والدراسات، قد أعطت للنص قيمة خاصة، وأولوية جعلت النقد يجتهد باستمرار لاكتشاف مفاهيم ونظريات جديدة تعينه في فهم ديناميات عمل الكتابة، وتطور أشكال التعبير فيها، على خلاف ما كان الحال عليه في النقد القديم. من هذه النظريات كان التناص ومفهوم النص المفتوح، الذي يلغي الحدود بين الأجناس الأدبية، ويستفيد من تقنيات الفنون الأخرى في الكتابة جزء من المفاهيم الجديدة في هذه النظريات. والسؤال هل كانت هذه المفاهيم حديثة على النص أم أن النص القديم شعرا ونثرا كان قد عرفها؟ قبل الإجابة لا بد من الإشارة إلى أن هذه المفاهيم ليست جديدة، فقد ظهرت بشكلها الجنيني في نقدنا العربي القديم، كذلك مفهوم النص المفتوح، حيث كان يتداخل النثر والشعر والرواية أو السرد في النص القديم، في حين أن وجود السرد والتصوير في القصيدة العمودية كان مألوفا. كل هذا لا ينفي التكامل المنهجي في المفاهيم والرؤية التي صاغتها النظرية النقدية الحديثة. لقد كان المسرح الشعري واحدا من الأمثلة على تداخل هذه الأجناس، وكذلك السرد الحكائي في القصيدة، والمشهدية المتحركة كانت حاضرة في وصف النابغة الذبياني للمتجردة، أو وصف الغيم أو الربيع عند البحتري. لقد كان لتطور الفنون وظهور الفن السينمائي تأثيره الواضح في الكتابة الشعرية الحديثة، إلا أن مخيلة الشاعر القديم لم تكن بعيدة عن رسم هذه المشهدية لحركة الجسد الأنثوي وغواياته، أو لعناصر الطبيعة والحيوان، والأمثلة التي يمكن الوقوف عندها في هذا الصدد كثيرة. إن هذه المقاربة للمعطيات الحديثة للنظرية النقدية، ليست محاولة لاستعادة الجدل الذي كان محتدما وما زال حول أولوية النص أو النقد، على الرغم من معرفتنا أن النقد جاء في مرحلة لاحقة بعد ظهور الكتابة، في حين أن النص بصورته الشفاهية، كان سابقا لهذه المرحلة بكثير. كاتب سوريمفيد نجم

مشاركة :