بعض دور النشر تقوم باستبدال عنوان المؤلف بعنوان خاص من قبلها، لأهداف تجارية دون أن تهتم بمضمون العمل، ما يجعل العنوان يأتي من خارج السياق العام للنص، دون أن يكون للمؤلف أي علاقة به.العرب مفيد نجم [نُشر في 2017/11/14، العدد: 10812، ص(15)] يتعامل البعض مع المناهج النقدية الغربية الحديثة وكأنها مسلمات، لا يجوز نقدها أو التوقف عند بعض مفاهيمها وتصوراتها الخاطئة. إن هذا النقد لا يقلل من أهمية المنجز النقدي الغربي الكبير، وتأثيره الواسع على الممارسة النقدية العربية، التي يجب أن تستبدل العلاقة الاستتباعية بالعلاقة النقدية عندما يكون ذلك ضروريا. إن أهمية ما قامت به النظريات النقدية الحديثة من إعادة الاعتبار لمفهوم العتبات النصية الذي يشمل العناوين الرئيسة والفرعية والمقدمات والاستشهادات وغلاف الكتاب، لا تلغي التوقف عند بعض هذه العتبات كعتبة الغلاف الذي يدرج خطأ ضمن هوامش النص. إن الغلاف يتم تصميمه عادة من قبل دار النشر وليس من قبل صاحب العمل، وبالتالي فليس هو من العتبات الأخرى التي تأتي في سياقات نصية من قبل صاحب العمل. كذلك الأمر بالنسبة للعنوان الرئيس، الذي يكون اختياره اعتباطيا من قبل المؤلف دون أن تكون له علاقة بمضمون العمل. لذلك لا يمكن أن يشكل هذا العنوان عتبة قرائية في إطار السياق النصيّ. إن العنوان هنا يشكل علامة خاصة به، معزولة عن سياق النص، وبذلك فهو يفقد أي دلالة إيحائية بمضمون العمل، ما يجعله يشكل مرجعية خاصة به لا تحيل إلا على نفسها. وهناك بعض دور النشر تقوم باستبدال عنوان المؤلف بعنوان خاص من قبلها، لأهداف تجارية دون أن تهتم بمضمون العمل، ما يجعل العنوان يأتي من خارج السياق العام للنص، دون أن يكون للمؤلف أي علاقة به. ويمكن أيضا أن نعتبر بعض المقدمات التي يكتبها نقاد أو كتاب آخرون للعمل، هامشا آخر لهوامش العمل، لأنها قراءة خاصة بمن يقوم بها، سواء اتفقنا معها أو اختلفنا، فهي ليست جزءا من عتبات الكتاب، لأنها تحمل وجهة نظر لشخص آخر في العمل، غالبا ما تكون ذات طابع احتفائي به أكثر مما هي عمل نقدي له. كل هذا يفترض بالناقد عند دراسة عتبات النص التمييز بين المفاهيم الصحيحة، ووظائفها التي تقوم بها كنص مواز للنص الأصلي، قادرعلى خلق أفق التوقع عند القارئ، وتأويل العمل أو الإيحاء بمضمونه. إن التوقف عند هذه العناصر نقديا لا يقلل من الأهمية الخاصة، التي يتمتع بها الغلاف والعنوان الرئيس في عملية التلقي والتأثير في المتلقي سلبا أو إيجابا، ولذلك تحرص الكثير من دور النشر على عملية تصميم وإخراج الغلاف بالصورة التي تحرض القارئ على الشراء، باعتبارهما الواجهة الإشهارية للكتاب، وصلة الاتصال الأولى مع القارئ. كاتب سوريمفيد نجم
مشاركة :