قال الشيخ الدكتور فيصل بن جميل غزاوي، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن هناك حكمة عظيمة لابتلاء المؤمنين بالغربة؛ ألا وهي تمييز الخبيث من الطيب، ومعرفة الصادق من الكاذب، وتبيين المؤمن من المنافق؛ وبذلك يتساقط الأدعياء وأهل الباطل ويثبت أهل الحق.واستشهد «غزاوي» خلال إلقائه لخطبة الجمعة اليوم بالمسجد الحرام، بقوله تعالى: « مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ» الآية 179 من سورة آل عمران، منوهًا بأن الغرباء حياتهم طيبة وهم كرماء على الله ينالون تلك البشارة العظيمة التي بشّر بها النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- بقوله: «فطوبى للغرباء».واستدل بما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “ولا يقتضي هذا أنه إذا صار غريبًا -أي الإسلام- أن المتمسك به يكون في شر؛ بل هو أسعد الناس؛ كما قال في تمام الحديث: «فطوبى للغرباء» وطوبى من الطيب؛ قال تعالى: « الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَىٰ لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ» الآية 29 من سورة الرعد؛ فإنه يكون من جنس السابقين الأولين الذين اتبعوه لما كان غريبًا وهم أسعد الناس”.
مشاركة :