يبدو أن ما تمر به مصر الآن من أوضاع بسبب الحرب الدائرة ضد الجماعات الإرهابية في سيناء وبعض المناطق الأخرى، ناهيك عن اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في مارس المقبل، قد يرجئ عودة الجماهير خشية تسلل مخربين، قد يأتون بأفعال تحوّل المباراة الرياضية إلى مأتم. وبعيدا عن الحسابات الأمنية، فإن بعض الأندية المصرية رفضت من قبل عودة الجماهير إلى المدرجات مع بداية الدوري الثاني من مسابقة الدوري الممتاز، لتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص، وهي الرغبة التي نقلها اتحاد الكرة إلى الجهات الأمنية، وهو سبب آخر يمنع مسؤولي الاتحاد من الإفصاح عن القرار الذي نقلته وسائل الإعلام المصرية قبل أيام. أندية ترفض رفضت بعض الأندية غير الجماهيرية، منها الأسيوطي والإنتاج الحربي، قرار عودة الجماهير معللة ذلك بأنه لا يعقل مواجهة فريق مثل الأهلي أو الزمالك أو الإسماعيلي دون جمهور في مباريات الذهاب بالدور الأول، ثم تقام مواجهة العودة بحضور جماهيري، ولم تعترض هذه الأندية على قرار العودة مع بداية الموسم الجديد، وبضوابط معينة تخطر بها الجميع قبل انطلاق المسابقة. ويرى المدير الفني لفريق بتروجت طارق يحيى أن عودة الجماهير لن تكون بالسهولة التي يتوقعها البعض، ولا بد أن يكون اتحاد الكرة أقوى من الأندية، بحيث يضع العقوبات المناسبة للحد من الشغب، ويتم تطبيقها على كل فرد في المنظومة دون التفرقة بين ناد كبير وآخر صغير. وشدد على ضرورة تطبيق دوري المحترفين، وتكون هناك لجنة من خارج اتحاد الكرة لإدارة مسابقتي الدوري والكأس، مثلما يحدث فى الدوري السعودي، أما غير ذلك فإن الوضع حاليا لا يسمح بعودة الجماهير. ويعتقد كثيرون أن قرار اتحاد الكرة هذه المرة سيكون إلزاميا، لا سيما مع تقنين عقوبات مغلظة على المشاغبين، منعا لتكرار الكوارث التي شهدتها الملاعب من قبل، كخطوة أولى نحو اتخاذ القرار النهائي بعودة الجماهير بصورة طبيعية، خصوصا وأن رئيس اتحاد الكرة هاني أبوريدة اتفق مع رؤساء الأندية على المشاركة في وضع ميثاق ملزم لجميع الأطراف، وتطبيق العقوبات على المشاغبين تقضي بمنع الجماهير من حضور المباريات لمدة 5 لقاءات، وفي حالة تكرار الشغب يتم منعها حتى نهاية الموسم، وقد يصل الأمر إلى عقوبات جنائية.
مشاركة :