قال المهندس أسامة كمال، وزير البترول والثروة المعدنية السابق، إنه وفق الإحصائيات فإننا إذا وصلنا إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي محليا من إنتاج البترول والغاز، فهذا لن يغطي تكلفة الإنتاج الحالية، وبالتالي لا نستطيع الاستمرار في منظومة دعم الوقود الحالية، وأيضا لا يمكن الاستمرار في رفع الأسعار على كل المواطنين، الذين يمثل 80% منهم طبقات محدودي ومتوسطي الدخل.وأضاف «كمال» في حوار خاص لـ«صدى البلد»، ينشر لاحقا، إذا أردنا أن نحقق العدالة الاجتماعية لابد أن يتم التمييز بين عناصر الدخل المختلفة وعناصر الإنفاق المختلفة وعناصر الدعم المختلفة، إذ إننا لا يمكننا تخفيض أسعار الوقود حتى ما المزيد من الاكتشافات البترولية وتحقيق الاكتفاء الذاتي.وتابع: أن تكلفة الإنتاج اليوم من البوتاجاز على سبيل المثال، فإن أنبوبة البوتاجاز نصفها منتج محلي والنصف الآخر مستورد من الخارج، وطن البوتاجاز اليوم بالنسبة لأسعار البترول حاليا 70 دولارا، يساوي في حدود 800 دولار أي ما يساوي 15 ألف جنيه مصري، ما يعني 550 للطن أي أن طن البوتاجاز يساوي 10 آلاف جنيه، وطن البوتجاز ينتج 80 أنبوبة، أي أن الأنبوبة تكلف الدولة 123 جنيها، والدولة تبيعها رسميا بـ30 جنيها، ما يعني أن الدولة تدعم أنبوبة البوتاجاز في حدود 80 : 85 جنيها، ومع تحقيق الاكتفاء الذاتي سيبلغ سعر الأنبوبة 70 جنيها، وإذا تم بيعها رسميا فإن الدولة ستدعمها بـ40 جنيها.وأوضح أن هذا لا يبيح تخفيض سعر الأنبوبة، وبالتالي فإن وصولنا إلى الاكتفاء الذاتي من المنتجات البترولية لن يكون في الإمكان تخفيض الأسعار، وبالتالي نحن في حاجة إلى التفرقة بين الشرائح المستخدمة وأن نحرص على وصول الدعم لمستحقيه من خلال ما يسمى بـ"كارت الدعم"، كما حدث في منظومة "دعم الخبز"، وأن يتم طرح السلعة بتكلفتها في السوق، وسيكون الغني قادرا على سداده، أما محدودو الدخل فسيعتمدون على كروت الدعم.
مشاركة :