نفى السفير الأميركي بالرباط، دوايت بوش، أن يكون قد طرأ أي تغيير على موقف واشنطن من قضية الصحراء، مؤكدا أنها لا تزال تدعم حلا سياسيا متوافقا عليه لهذا النزاع تحت إشراف الأمم المتحدة. ويعرف ملف الصحراء جمودا كبيرا بعد توقف المفاوضات بين أطراف النزاع، على إثر خلافات حادة بين الرباط والمبعوث الأممي في الملف تتعلق بطبيعة المهام التي يضطلع بها الأخير. وادعت تقارير إعلامية أن واشنطن قد غيرت من موقفها الداعم للمغرب في قضية الصحراء، كما أنها تمارس عليه ضغوطا لتقديم مزيد من التنازلات وقبوله استقبال المبعوث الأممي كريستوفر روس. غير أن السفير بوش أكد أن واشنطن لا تزال تعتبر أن مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب يصلح ليكون أرضية لإنهاء النزاع في الصحراء، واصفا هذا المقترح ب"الجدي والواقعي وذي المصداقية". وشدد الدبلوماسي الأميركي، في حوار صحافي، نشر الخميس، على أن موقف الولايات المتحدة الأميركية من قضية الصحراء "لم يتغير بتاتا"، مبرزا أن واشنطن مع قرارات الأمم المتحدة ومع المسار الأممي. وأشار إلى أنه ينبغي احترام القرارات الأممية مشددا على أن "الحوار يبقى الحل الأنسب لإيجاد مخرج للصراع". وكانت الرباط اتهمت المبعوث الأممي بتجاوز صلاحياته وخروجه عن الحياد، ما أشعل أزمة بين الطرفين انتهت بتدخل من الأمين العام بان كي مون، وإصدار تقرير أممي يثني على جهود المغرب وتجاوبه مع الأمم المتحدة في هذا الملف. غير أن الرباط كانت قد اشترطت التزاما من المبعوث الأممي بعدم تكرار نفس الأخطاء، وهو ما استجاب له الأخير شفويا فقط، بحسب ما كشفت عنه مصادر دبلوماسية. ولا تزال الرباط تصر على عدم استقبال المبعوث الأممي في غياب توضيحات حول حدود مهمته المقبلة.