راعي الجمال بقلم: فاروق يوسف

  • 2/19/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

معرض تستعيد من خلاله الكويت حضورها المفعم بالجمال، يستحق عبدالرسول سلمان أن ترفع له القبعات. العرب فاروق يوسف [نُشر في 2018/02/19، العدد: 10905، ص(16)] ذهبت إلى الكويت وكنت على يقين من أنني سأرى بلدا ينعم بالخير، لقد كانت الكويت دائما بلدا معطاء وكريما، غير أنني كنت قلقا في شأن المهمة التي أنا ذاهب من أجلها. الجمال كم هو صعب، لقد صار أكثر صعوبة مع تراجع قيمه وصعود قيم القبح في أنحاء عديدة من العالم العربي. الكويت ليست بعيدة، ولكنها منذ أن انكفأت على نفسها بشعور عميق من الألم صارت أخبارها شحيحة، هناك جائزة سنوية باسم أميرها تُمنح لأفضل عمل فني في معرض تقيمه الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية. خبر ينطوي على معاني الكرم والخير والفضيلة، فهل سيكون الفن بمستوى ذلك العطاء؟ ذلك السؤال كانت إجابته مدهشة بقوة حضورها. فما إن ألقيت بأولى خطواتي في ذلك المعرض، حتى قلت لنفسي “لقد فعلها عبدالرسول سلمان”، فالفنان والمؤرخ الكويتي كان قد نذر نفسه من أجل أن يعيد للمشهد الفني في بلاده توهجه وألقه في مواجهة أفول النجوم التقليدية التي توارت بحكم العمر. لم يكن أمامه سوى أن يفتح أبواب الجمعية التي يقودها للفنانين الشباب الذين كان من الممكن أن تذهب مواهبهم سدى في ظل تمسك القاعات الفنية بشروط تضمن لها الربح المادي، وهو ما كان عبدالرسول سلمان جريئا في تخطيه. فالجمعية التي لا تملك أموالا كثيرة تحوّلت خلال سنوات إلى صرح ثقافي كبير يضم محترفات ومشاغل وورش عمل يصقل الشباب فيها مواهبهم، ويتعرّفون من خلال لقاءاتهم التي تكاد تكون يومية على ما يعينهم على تهذيب خطواتهم في الطريق إلى الفن. ولم يكن المعرض الذي رأيته إلاّ واحدة من ثمار ذلك الجهد الكبير الذي هو أشبه بالحفر في الصخر بأصابع ناعمة، مقارنة بسواه من المعارض الشبيهة التي رأيتها في غير مدينة عربية كان المعرض الكويتي هو الأفضل. معرض تستعيد من خلاله الكويت حضورها المفعم بالجمال، يستحق عبدالرسول سلمان أن ترفع له القبعات. كاتب عراقيفاروق يوسف

مشاركة :