قدمت الكتلة البرلمانية لحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي طلبا لحظر غطاء الوجه بالنقاب أو بالبرقع في الأماكن العامة. فيما سخر مشرعون ألمان من هذه المطالب وذكروا أن برنامج الحزب معادٍ لجميع النساء. دعا حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي إلى تطبيق حظر تام لغطاء الوجه في الأماكن العامة. وقدمت الكتلة البرلمانية لحزب البديل اليوم الخميس (22 شباط/فبراير 2018) طلبا لتنظيم قانون بهذا الشأن وبرر الحزب حملته بـ "حماية حق الحرية الفردية للمرأة المسلمة". وأعرب النائب البرلماني عن حزب البديل غوتفريد تسوريو عن استيائه من أن غطاء الوجه الكامل بالنقاب أو البرقع، يعد تمييزا خالصا بين الجنسين ويمثل "صلاحية غير مقبولة بالسيادة على المرأة". وأنتقد كثير من البرلمانيين حزب البديل لعرضه لنفسه كمدافع عن حقوق المرأة على الرغم من أنه يهدف للنقيض. ومن جانبها، أشارت النائبة عن الحزب الديمقراطي الحر الليبرالي كاترين هيلينغ-بلار إلى أن حزب البديل يتظاهر فقط بأنه يرغب في مساعدة نساء مسلمات، ولكن في حالة الحظر التام لغطاء الوجه، لن يعد ممكنا لهؤلاء النساء مغادرة منازلهن مطلقا. وقالت: "إنهم لا يساعدون النساء، وإنما يسلبوهن الجزء الضئيل المتبقي لديهن من الحرية"، وناشدت حزب البديل خلع "رداء الإنسانية الخيرة". ومن جانبها، أعربت البرلمانية اليسارية كريستينه بوخهولتس عن استيائها من تصرف حزب البديل، وقالت إنه لأمر مثير للسخرية المطلقة أن "يتظاهر حزب البديل هنا بالدفاع عن حق المرأة في تقرير المصير"، لافتة إلى أن برنامج حزب البديل معاد للمرأة كليا. وأكد الحزب الاشتراكي الديمقراطي أن عددا قليلا للغاية من النساء هن اللائي يرتدين غطاء للوجه. ومن جانبه، قال شتيفان ماير خبير شؤون السياسة الداخلية بالحزب المسيحي الاجتماعي بولاية بافاريا الألمانية إنه صحيح أن ساسة الاتحاد المسيحي بزعامة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ينتقدون البرقع أو النقاب بصفتهما إشارة للقمع وعائق أمام الاندماج، إلا أن الحكومة الاتحادية استنفدت بالفعل جميع الإمكانات القانونية من خلال الحظر الجزئي لغطاء الوجه خلال الفترة الانتخابية الماضية، مؤكدا أن أية إجراءات أخرى ستكون مخالفة للدستور. يشار إلى أن الاتحاد المسيحي بزعامة ميركل يتكون من حزبها المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي البافاري. من جانب آخر، يسعى عضو بارز في حزب البديل من أجل ألمانيا لرفع حظر فرضه الحزب على مشاركة أعضائه في مسيرات تنظمها حركة بيغيدا المناهضة للإسلام. وتشكل الخطوة إشارة جديدة على تحول الحزب المعارض الذي تتزايد قوته على الساحة السياسية الألمانية بصورة أكبر نحو اليمين المتطرف. وفي السابق كان حزب البديل من أجل ألمانيا يحرص على أن ينأى بنفسه عن حركة (أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب)، بيغيدا، التي تنظم مسيرات وندوات متكررة مناهضة للإسلام كي يضمن عدم خسارة الناخبين المنتمين للوسط. وقال يورغ مويتن الزعيم المشارك لحزب البديل من أجل ألمانيا لصحيفة فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ اليوم الخميس "ينبغي أن نرفع الحظر المفروض على التعاون بيننا" مشيرا إلى مسيرات لحركة بيغيدا في مدينة دريسدن التي اكتسبت زخما في بداية 2015 لمعارضة تدفق المهاجرين على البلاد. وأضاف أنه يريد أن يتمكن أعضاء الحزب من التحدث في تجمعات حركة بيغيدا ومن رفع شعارات الحزب فيها. ويواجه المحافظون بزعامة المستشارة أنغيلا ميركل والحزب الديمقراطي الاشتراكي صعوبة بالغة في وقف تحول الناخبين لتأييد حزب البديل من أجل ألمانيا الذي حصل على نحو 13 بالمئة من الأصوات في انتخابات أيلول/ سبتمبر ودخل البرلمان. وأظهر استطلاع للرأي هذا الأسبوع أن شعبية الحزب بلغت 16 بالمئة لتتفوق على شعبية الحزب الديمقراطي الاشتراكي لأول مرة. ز.أ.ب/ح.ع.ح (د ب أ، رويترز)
مشاركة :