الابتكارات وحدها لا تكفي «2 من 2»

  • 3/2/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يقول هانسن: "ما وجدناه أن فكرة التسارع تجتمع مع صفة أخرى نسميها ميزة الريادة في "البارانويا الإنتاجية". ونعني بذلك أن بعض الفائزين الذين اخترناهم، مثل بيل جيتس ــ مايكروسوفت، أو آندي جروف ـــ إنتل، كانوا شديدي الحذر إزاء البيئة التي كانوا فيها. ما التهديدات التي يمكن أن تصيبهم؟ وأي رياح سيئة يمكن أن تعترضهم؟ لقد شغل هؤلاء القادة مجسات استشعارهم؛ فهم لا يعرفون متى أو كيف أو بأي شكل ستأتي الأوقات العصيبة. قد تتخذ هيئة انهيار في الطلب، أو ربما تغيير في التشريعات، أو لعله ركود الصناعة. وقد أعدوا العدة لمواجهة هذه التهديدات. فراكم كل من بيل جيتس وآندي جروف سيولة نقدية كبيرة في الميزانية العمومية، باعتبارها إحدى الطرق للتهيؤ للعاصفة". ثم هناك سؤال "حسن الحظ" الكبير. يحلل هانسن وكولينز ذلك أيضا. وربما كانت فئة 10Xers أوفر حظا فحسب. يوضح هانسن: "وجدنا أن الفائزين وغير الفائزين كانوا على القدر نفسه من الحظ، حسنه وسيئه". لذا لا يمكن للحظ منفردا أن يفسر الاختلاف. عليك أن تفعل شيئا إزاء حظك. عليك ألا تفرط فيه. عليك أن تتصرف ببراعة في لحظتها. "لذا فالفائزون لا يتوقعون أوقاتا عصيبة آتية في المستقبل فحسب، بل يتوقعون كذلك قدرا معينا من حسن الحظ ويستعدون له أيضا. عندما يصادفهم حسن الحظ يمزقون خططهم ويتصرفون ببراعة للحصول على أقصى عائد من هذا الحظ. إذن فالمسألة ليست في كم أنك محظوظ، بل في عائدات هذا الحظ". عموما، يبطل كتاب هانسن فكرة أن الابتكار هو الكل في الكل بالنسبة للمستقبل. فليس من الضروري لأعظم المبتكرين أن يكونوا أعظم الفائزين. بمجرد وصولك "عتبة الابتكار" التي تضعك في مصاف الفئة العليا من قطاعك أو صناعتك، وبدأت تلعب مع الكبار، فلن يجدي نفعا أن تكون أكثر ابتكارا. يجزم هانسن: "بمجرد التوصل إلى عتبة ما في مجال عملك، تبدو أنها لا تنطوي على ثمار أكبر، فهذه مجرد تذكرة دخول إلى ميدان اللعب. ما وجدناه هو أن ما تحتاج إليه إلى جانب الابتكار هو الانضباط. إن إيجاد مزيج الانضباط والابتكار هو الجزء الصعب. ولا يمكن سوى لقلة من الشركات والأفراد أن يفعلوا ذلك". يقول هانسن إن إنتل شركة من هذا القبيل، وقد جسدت ذلك في شعارها Intel Delivers، الذي يمكن بالعربية أن يعني كثيرا من المعاني، منها: إنتل تقدم، وإنتل تلبي، وإنتل توزع، وإنتل تفي بالتزاماتها. ويتابع هانسن: "إن هذا الشعار يعني نحن منضبطون، ويمكننا توسيع نطاق الابتكار، وبمقدورنا صنع كميات ضخمة بنوعية جيدة وفي الوقت المناسب". إذن فلديك الابتكار والانضباط معا. إن شعار Intel Delivers يقدم وصفا ملائما أكثر من شعار "إنتل تبتكر" Intel innovates. أما عما تعلمه هانسن نفسه من بحثه، فيجيب: "كان ثمة درس تعلمته شخصيا حول مسألة "الحظ السعيد". لا يمكنك القول: "حسنا لم يحالفني الحظ"، أو: "أولئك كانوا محظوظين. أو لعل الحظ يحالفني". فليس هذا ما يحسم الأمر في نهاية المطاف. فالحظ يحالفنا جميعا أحيانا، لكن هذا لا يتسبب في فوز هذا الشخص وخسارة الآخرين. إن ما يتسبب في ذلك هو ما تفعله مع الحظ حين يحالفك في الحياة، أي بعبارة أخرى: عائدات الحظ". كما أن هانسن مقتنع بأن الأعمال تجد نفسها في عالم جديد. فهو يقول: "أعتقد أن عالم الأعمال لن يعود إلى حقبة من الاستقرار". ويرى: "أنه نظرا لذلك فنحن نعيش في حالة دائمة من الغموض والاضطراب. وبالتالي نحن في حاجة إلى مبادئ جديدة في القيادة تلائم هذا النوع الجديد من عصر الأعمال".author: شيلي كارابيلImage:

مشاركة :