خطيــب جامـع الخيـر يحذر من استخــدام المتطرفين وسائـــل التواصـــل الاجتمـــاعي

  • 3/3/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

قال خطيب جامع الخير بقلالي الشيخ صلاح الجودر في خطبة الجمعة أمس: من نعم الله تعالى على عباده في هذا الزمان أن منَّ عليهم بوسائل للتواصل ومراكز للاتصال الحديثة، فسهلت عليهم التواصل ونقل المعلومات حتى أصبح البعيد قريبًا، وفتح أبوابًا من المعرفة والتعارف، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (الحجرات: 13)، فأصبحت تلك الوسائل والمراكز من لوازم الحياة العصرية، فما من شاب ولا شابة، ولا كبير ولا صغير، ولا امرأة ولا رجل، ولا غني ولا فقير إلا وبيده تلك الأجهزة، لذا أصبح لزامًا الحديث عن ضوابط وآداب تلك الوسائل والمراكز حتى تحقق الأهداف المرجوة منها، وبما يعود بالخير والفائدة على الجميع. هناك من الناس من أحسن استخدام تلك الوسائل والمراكز بما يعود عليه وعلى مجتمعه وأمته بالنفع والأمن والسعادة، ويقدم الحلول الناجعة للمشاكل العصرية، وهناك - مع الأسف الشديد - من أساء استخدامها فجعلها أداة هدم وتخريب وتدمير، بل حولها إلى باب للفساد الأخلاقي والتلوث الفكري والمناهج المنحرفة، بل وإلى سلوكيات سيئة من نشر الأكاذيب والإشاعات، والإساءة للناس ومس الأعراض. إن أول ما يجب على المسلم فعله وهو يقتني مثل تلك الوسائل والمراكز أن يقوم بشكر الله تعالى فهو المتفضل المنعم على خلقه، قال تعالى: (وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) (الجاثية: 13)، ومن شكر النعم ألا تستخدم تلك المراكز في معصية الله وغضبه، قال تعالى: (يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون) (النور: 24)، وقال قتادة: (ابن آدم، والله إن عليك لشهودًا غير متهمة، فراقبهم واتق الله في سرك وعلانيتك، فإنه لا يخفى عنه خافية، والظلمة عنده ضوء، والسر عنده علانية، فمن استطاع أن يموت وهو بالله حسن الظن فليفعل ولا قوة إلا بالله). على المسلم أن يتقي الله فيما يقول ويكتب وينشر، وليحذر من نشر الأكاذيب وقول السوء أو رمي الناس بالباطل، ليكون المسلم عند استخدامه لتلك الوسائل والمراكز منارة خير وإصلاح بين الناس، فيكون ممن نفع الناس من نشر الخير بينهم، وليحذر من أن يكون مصدر إزعاج لهم ومبعث سوء بينهم فيحمل أوزارهم، قال تعالى: ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون (النحل: 25)، جاء عن أبي هريرة أن رسول الله قال: (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا) (مسلم)، وتأملوا معي –عباد الله- في صنفين من البشر، صنف نشر الخير ودعا إلى الإحسان وأصلح بين الناس ونصر المظلوم وأغاث الملهوف، فلا تزال حسناته تتوالى في ميزانه وتكتب في صحيفته، وصنف آخر-عياذًا بالله- سيئاته تتوالى جزاء ما قاموا به من دعوة إلى الشر والإفساد وتقطيع الأرحام. إن مما ينبغي الحذر منه هو التسرع في نشر الأخبار غير الموثوقة، أو الإشاعات والأكاذيب، فهي والله الحالقة التي حذر منها رسول الله، فتسبب زعزعة الأمن المجتمعي، وتثير الشكوك والبغضاء بين الناس، لذا حذر تعالى قائلا: (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مسؤولا (الإسراء: 36)، وقد حذر رسول الله من ذلك السلوك بقوله: (كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع) (مسلم). لقد أثبتت الدراسات العلمية أن مواقع التواصل الاجتماعي تساعد على نشر الحقد والكراهية، حيث تنتشر فيها مواد السخرية والعنصرية والحقد والعنف مستغلة في ذلك حرية التعبير المتوافرة بالمجتمع، وعدم وجود رقابة مباشرة عليها مثل بقية الوسائل الإعلامية، بل أصبحت مكانًا مناسبًا للتخطيط لنشر الجريمة والدعوة إلى التطرف، فوسائل التواصل الاجتماعي باختلاف أنواعها اليوم هي ساحات مفتوحة للمتطرفين لنشر تجاربهم وبرامجهم الإجرامية. ولنعلم أن وسائل التواصل الاجتماعي تعتبر منجزات حضارية إذا تم استغلالها بالشكل الجيد، لذا فإن الإنسان هو وحده من يملك طريقة الاستفادة منها لتطوير مجتمعه وتعزيز الأمن العالمي.

مشاركة :