خطيب جامع الخير يحذر من سوء استــخـدام شـبـكــات الــتـواصـــل الاجتــمـاعي

  • 11/17/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

قال خطيب جامع الخير بقلالي الشيخ صلاح الجودر في خطبة الجمعة: إن الله تعالى حين خلق السماواتِ والأرض خلقهما بالحق، وأرسل رسله وكتبه ليقوم الناس بالقسط، والحياة أبدًا لا تستقيم إلا بالحق، وضياع البشرية وشقوتها يعود إلى التفريط في الحق الإلهي، وإخلالها بموازين العدل، وإفشاء الظلم والجور، وانتشار الكذب والأوهام والجهل، وظهور مسالك الزور والغش والتزوير. إن نجاح الأمم وتقدمها، وصلاح البشرية وازدهارها يعود إلى ما تقدمه من فعل الخير وقول الصدق، فإن كان لدى الأمة من الحق والعدل والصدق كبير كانت في أوائل الأمم والمجتمعات، وإن كانت غير ذلك سقطت في مستنقعات الهزيمة والتهريج والهزل. لقد يسر الله لأبناء هذا العصر الكثير من وسائل الاتصال وتقنية المعلومات، هواتف نقالة، وشبكات معلوماتية، ومراكز للتواصل الاجتماعي، وقنوات فضائية وغيرها من مسموع ومقروء ومشاهد، وهي وسائل خير لأهل الخير، من تعزيز صلة الرحم والاتصال بالأقارب والأصدقاء، ومواعيد الخير وإنجاز الأعمال، والتثقيف والترويح، والعلم والمعرفة وغيرها. ومع كل ذلك فقد أساء البعض استعمالها، فكانت باب شر لأهل الشر والفتن، من زرع الحقد والكراهية، وإيغار الصدور وغرس الشحناء، ونشر الأكاذيب، وإشاعة الفتن بين الناس، والمؤسف أن هناك مواقع ومراكز ومجالس إلكترونية يرتادها البعض لإشاعة الكذب والبهتان والزور، وقد قال تعالى: «لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أو مَعْرُوفٍ أو إِصلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا» [النساء: 114]. حري بكل مسلم أن يعي خطورة تلك الرسائل النصية التي تنطلق من مراكز التواصل الاجتماعي لتفكيك المجتمع والنيل من رموزه، حري بكل مسلم أن يتذكر قول النبي محمد كما جاء في الحديث الصحيح: (رأيت الليلةَ رجلين أتياني، قالا لي: الذي رأيتَه يُشقّ شدقُه يكذب الكذبة، فتُحمل عنه حتى تبلغ الآفاقَ، فيُصنع به هكذا إلى يوم القيامة) [البخاري]، بل حذر من أناس يخرجون آخر الزمان ديدنهم الكذب فقال: (يكون في آخر أمتي أناسٌ دجَّالون كذابون، يحدِّثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم، لا يضلونكم ولا يفتِنونكم) [البخاري ومسلم]. أيها المسلمون، أعلموا أن المجتمع الصالح لا يبنى إلا على محاربة الإشاعات ورفض الشائعات، وأن الحقائق هي وحدها التي يجب أن تظهر وتسود بين الناس، وقد وجه رسول الله وحذر من غلبة النفس فقال: (فلا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانًا، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره، كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه)، بذلكم أوصاكم نبيكم محمد. إن من أهم ما تحتاجه الأمة هو جمع كلمتها، وإن الأمة لتسعد حين تنتظم شؤون حياتها بتحري الحق والتزام الصدق، وقد جاء في الحديث الصحيح عن رسول الله : (عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البرّ، وإن البرّ يهدي إلى الجنة، ولا يزال الرجل يصدق ويتحرّى الصدق حتى يُكتب عند الله صدّيقًا. وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإنَّ الفجور يهدي إلى النار، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرَّى الكذبَ حتى يُكتب عند الله كذابًا) [البخاري ومسلم]. ألا فاتقوا الله رحمكم الله، «.. وَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيدًا. يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَـلَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا». [الأحزاب: 70-71].

مشاركة :