قال الدكتور كمال زاخر، الكاتب والمفكر القبطي، إن زيارة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي للكاتدرائية المصرية اليوم، تحمل العديد من الرسائل على صعيد الداخل المصري والعالم العربي والمصريين الأقباط داخل المملكة العربية السعودية.وأضاف «زاخر» في تصريح لـ«صدى البلد» أن الرسالة الأولى من زيارة محمد بن سلمان للكاتدرائية تحمل ردا على المتشددين؛ إذ إن السعودية لا يمكن المزايدة على إسلامها باعتبارها المنبع للدين الإسلامي كما أنها متفردة بالمقدسات الإسلامية، وعندما تمد يدها لمصافحة الأقباط فإن ذلك ردا على المتشددين الذين يحرمون مثل هذا الأمر ويستهدفون الأقباط، فضلا عن التعبير عن الجيل الوسطي وصعوده مرة أخرى في مقابل اندثار فئة المتشددين فكريا.وأوضح أن الرسالة الثانية هي تأكيد على الخط الإصلاحي الذي تبناه الجيل الوسيط الذي يمثله الأمير محمد بن سلمان وظهر جليا في العديد من القرارات السيادية التي غيرت وجه المملكة خصوصا فيما يتعلق بالمرأة والسينما والحفلات الغنائية، كما أنه يمد يده إلى غير المسلمين بالسلام، كما أن اختيار الكاتدرائية المصرية يأتي من أنها تمثل أكبر تجمع للمسيحيين في مصر وفي العالم العربي أجمع، كما أنها ليست مجرد كيان ديني فقط بل إنها مكون رئيس في المكون المصري.وتابع: أن الرسالة الثالثة موجهة للغرب المهتمين بمتابعة الأمور في مصر وفي المنطقة، خصوصا فيما يتعلق بالشأن القبطي، فالأمير محمد بن سلمان يرسل إلى هؤلاء أن إجراءاته الإصلاحية لم تقتصر على السعودية فقط بل إنها ستشمل دول المنطقة ككل، وزيارته للكاتدرائية تأكيد على أن خطواته الإصلاحية جادة.وأكد المفكر القبطي أن الإيجابيات التي تحملها زيارة ولي العهد السعودي للكاتدرائية كثيرة سواء على الصعيد المصري أو العربي أو حتى الاقتصادي، كما أنها رسالة قوية للأقباط المصريين العاملين في السعودية، وربما تشهد أزمة حملهم للكتب الدينية انفراجة بعد هذه الزيارة؛ إذ إن السلطات الأمنية في المطارات السعودية تصادر الكتب الدينية التي يحملها الأقباط سواء الإنجيل أو التفاسير، وربما يتم السماح لهم بحمل تلك الكتب الدينية.ومن المقرر أن يقوم الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي بزيارة الكاتدرائية المصرية مساء اليوم؛ إذ يقوم بزيارة تاريخية لمصر تعد الأولى له منذ توليه منصب ولي العهد.