دوما – الوكالات: دخلت قافلة مساعدات إنسانية الإثنين إلى الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق، التي بات الجيش السوري يسيطر على ثلث مساحتها مع استمرار هجومه البري والجوي العنيف عليها. وهذه القافلة هي الأولى التي تدخل إلى الغوطة الشرقية منذ بدء الحملة العسكرية العنيفة لقوات النظام على هذه المنطقة قبل أكثر من أسبوعين. وعمدت الحكومة السورية إلى منع القافلة من نقل بعض المواد الطبية الضرورية، إلى منطقة تشهد يوميًا سقوط قتلى وجرحى منذ بدء التصعيد الجديد للقصف في 18 فبراير. ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 740 مدنيًا وإصابة أكثر من 3800 آخرين بجروح منذ أكثر من أسبوعين، رغم هدنة مؤقتة تسري لساعات قليلة يوميًا. ودخلت قافلة المساعدات الإنسانية ظهر الإثنين مدينة دوما أبرز مدن الغوطة الشرقية، بعد قصف جوي عنيف بالبراميل المتفجرة استهدف المنطقة منذ منتصف الليل. وأفاد مراسل فرانس برس والمرصد السوري عن غارة جوية استهدفت دوما الإثنين بينما كانت القافلة لا تزال تفرغ حمولتها. ووثق المرصد السوري مقتل 50 مدنيًا الإثنين في الغوطة الشرقية، بينهم ستة أطفال، بعدما كان تحدث صباحًا عن مقتل 14 شخصًا. وواصلت الحصيلة الارتفاع طوال النهار، بحسب مدير المرصد رامي عبدالرحمن، «نتيجة استمرار انتشال الضحايا من تحت الأنقاض، ثم مقتل ست مدنيين جراء تجدد الغارات الجوية بعد الظهر». وطالب مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الإثنين بـ«فتح تحقيق شامل ومستقل في الأحداث الأخيرة في الغوطة الشرقية». وندد القرار الذي طرحته بريطانيا بـ«استخدام أسلحة ثقيلة وغارات جوية على مدنيين دونما تمييز واللجوء المفترض إلى أسلحة كيميائية في الغوطة الشرقية». وطلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الإثنين من نظيره الروسي فلاديمير بوتين «اتخاذ إجراءات فعلية وملموسة» لكي تقبل دمشق «بدون لبس» بهدنة في الغوطة الشرقية. وتتألف القافلة المشتركة بين الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري التي دخلت الإثنين من 46 شاحنة محملة بالمواد الغذائية والطبية وتكفي لـ27500 ألف شخص في معقل الفصائل المعارضة الأخير قرب دمشق. إلا أن قوات النظام لم تسمح بإدخال العديد من المواد الطبية الضرورية وبينها «حقائب الإسعافات الأولية»، وفق ما قالت متحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ليندا توم. وأوضحت توم أنه «جرى إبلاغ الأمم المتحدة وشركائها هذا الصباح بأنه لم يُسمح بتحميل الكثير من المواد الصحية التي كان من المفترض إرسالها إلى دوما، كما لم يُسمح باستبدالها بمواد حيوية أخرى». ودعت الأمم المتحدة إلى ضرورة إضافة تلك المواد إلى قافلة ثانية يُفترض أن تدخل الغوطة الشرقية الخميس. وزاد التصعيد العسكري الأخير من معاناة سكان الغوطة الذين كانوا يعتمدون أصلا على مساعدات دولية تدخل بشكل متقطع وعلى زراعات محلية أو يأتون بالمواد الغذائية عبر طرق التهريب. وتعاني الكوادر الطبية أيضًا من نقص في الأدوية والمستلزمات الطبية مع توافد الجرحى يوميًا إلى المستشفيات. وتحدثت منظمة «سايف ذي شيلدرن» التي وزعت ثيابا وأغطية شتوية، عن «نقص خطير في المضادات الحيوية وأدوية أخرى للأطفال»، ونقلت عن أطباء أنهم «يستخدمون الضمادات والإبر ذاتها على مرضى عدة». وتراجعت وتيرة القصف منذ بدء الهدنة الروسية، لكنه لم يتوقف وخصوصًا خارج أوقات سريانها. كما لم يُسجل خروج أي مدني عبر المعبر، بحسب المرصد. وأفاد المرصد السوري الإثنين أن قوات النظام تواصل تقدمها من الجهة الشرقية، وكانت الإثنين على مسافة كيلومترين فقط من مدينة دوما. وباتت قوات النظام تسيطر، وفق المرصد، على ثلث الغوطة الشرقية.
مشاركة :