توّجت الزيارة التي قام بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إلى مملكة بلجيكا بالتوقيع على اتفاقية تعاون بين جامعة قطر وجامعة هاسلت في مملكة بلجيكا؛ تهدف إلى تعزيز التعاون الأكاديمي والبحثي بين الجامعتين وتبادل الخبرات والزيارات بين الباحثين والطلاب وأعضاء هيئة التدريس. وتشهد زيارة صاحب السمو برنامجا ثرياً، بلقائه جلالة الملك فيليب ملك بلجيكا، والسيدة كريستين ديفرايجن رئيسة مجلس الشيوخ، وسعادة السيد جيفرد براكي رئيس مجلس النواب، وعدد من أصحاب السعادة أعضاء مجلسي البرلمان البلجيكي بالعاصمة بروكسل. كما التقى حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، مع ملك بلجيكا، عدداً من رجال الأعمال والمستثمرين، ورؤساء كبرى الشركات التجارية في قطر وبلجيكا المشاركين في منتدى الأعمال القطري البلجيكي، في خطوة تعكس توجّه قيادة البلدين لتحقيق طفرة قوية ونقلة في العلاقات الاقتصادية مستقبلاً، لترتقي مستقبلاً إلى مستوى العلاقات الشخصية بين الأسرة الحاكمة في كلا البلدين؛ حيث تشير لغة الأرقام إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ نحو 1.6 مليار يورو العام 2017، تشمل حوالي 300 مليون يورو صادرات بلجيكا إلى قطر، ومنها الآلات والأجهزة الكهربائية والمنتجات الكيمائية ومعدات النقل، إلى جانب صادرات قطر من الغاز الطبيعي إلى بلجيكا. وتستورد بلجيكا الغاز من قطر، وتشمل الواردات القطرية من بلجيكا بنسبة 35 % من الآلات والمواد الكيمياوية بنسبة 30 %. وقد وقّعت كل من دولة قطر ومملكة بلجيكا العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، منها اتفاقية المشاورات السياسية عام 2013، اتفاقية تجنّب الازدواج الضريبي عام 2007، واتفاقية التشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة عام 2007. ولم يقتصر التعاون بين دولة قطر وبلجيكا على الناحية الاقتصادية والسياسية فقط، بل شمل جميع المجالات. ففي مجال التعليم؛ حيث وقّعت جامعة قطر -ممثلة بمركز قطر للنقل والسلامة المرورية- ومعهد أبحاث النقل بجامعة «هاسلت» في بلجيكا اتفاقية تعاون في مجال النقل والسلامة المرورية في نوفمبر الماضي. وتوجد في قطر أكثر من 12 شركة بلجيكية تعمل في مختلف قطاعات البناء والإنشاءات والخدمات، وأبرزها يرتكز في أشغال البنية التحتية والمنشآت وتكنولوجيا المياه النظيفة بمنطقة الشمال. كما ساهمت في الأعمال الإنشائية الأساسية في مبنى متحف الفن الإسلامي، ومشروع اللؤلؤة، ومركز قطر الوطني للمؤتمرات، وبرج الشعلة، وبرج التورنادو، واستاد خليفة الدولي الذي سيكون أول ملعب جاهز العام المقبل لمونديال 2022. وتم في السنوات الأخيرة تأسيس نادي الأعمال البلجيكي في قطر لاستقطاب رجال أعمال بلجيكيين وقطريين إلى هذا النادي. بالمقابل، تتركز الاستثمارات القطرية في بلجيكا في مجال الشحن الجوي للقطرية للطيران، ومشاريع في قطاع البتروكيماويات، والعقارات، إلى جانب الاستثمار الرياضي الذي يجسده مشروع مؤسسة «أسباير زون» التي اشترت نادياً لكرة القدم من الدرجة الثانية. وهناك توجّه لزيادة الاستثمارات القطرية في بلجيكا، لاسيما من قِبل رجال الأعمال القطريين. إلى جانب مشروع شركة للشيكولاتة «جالار» التي توزّع منتجاتها بالدوحة، بينما لم تُسجل حتى الآن مشاريع في مجال السياحة. وفي مجال الطاقة، وقّع البلدان اتفاقيتين لمدة 20 عاماً وقعتا عام 2007، باعتبار أن بلجيكا أول بلد أوروبي يشتري الغاز من قطر. وسبق لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى زيارة بلجيكا. وزارت قطر في السنوات الأخيرة البعثة التجارية البلجيكية التي ترأستها صاحبة السمو الملكي الأميرة أستريد، ممثلة لملك بلجيكا. وضم الوفد ضم 400 شخص، بينهم رجال أعمال ومديرو شركات لبحث فرص التعاون والاستثمار، ومساعدة قطر في تحقيق رؤية قطر 2030، وهذا جزء مهم من علاقاتنا الثنائية.;
مشاركة :