سعفة القدوة اليابسة

  • 11/1/2014
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تبنى الأمير تركي بن عبدالله جائزة سعفة القدوة الحسنة لتعزيز جوانب الشفافية وتعزيز فكرة القدوة الحسنة في المجتمع، ولأنها كانت صادرة من مؤسسة تعد ضمن منظومة المجتمع المدني فقد تنبأت بعدم استمرارية الجائزة رغم أنني حضرت أول حفل لها. ورغم أن المؤسسة قد حاولت منذ البداية اتباع نهج مؤسسي ومعايير دقيقة وابتعدت عن مواقع الإثارة وركزت على جوانب القوة في الشفافية ومنحت جوائزها للشخصيات والأجهزة الحكومية، فقد كنت أدرك صعوبة المهمة، وأن هذه الفكرة سوف تموت في مهدها، والسبب ببساطة أنها نبتة كانت في غير موسمها أو تربتها. كنت أتمنى أن تواصل هذه المؤسسة التي بدأت بخطوات مؤسسية واتبعت منهجا مهنيا ــ رغم من يترصد لها ــ لأننا كنا بحاجة إلى عشرات المؤسسات المماثلة لتكريس ثقافة الشفافية والقدوة الحسنة وإكساب المجتمع جملة من السلوكيات المعاصرة في محاربة الفساد. عدم ذكر الأسباب المقنعة لتوقف المؤسسة وهي في ذروة عنفوانها، هو جزء من المشكلة ودليل على أنها كانت نبتة غريبة وغير قابلة للاستدامة. وبصرف النظر عن الأسباب، فإن موتها وهي لم تورق بعد، يعد نكسة لدور مؤسسات المجتمع المدني التي كنا نتطلع بأن يكون لها دور في الحراك الوطني ومحاربة الفساد، وإعطاؤها الفرصة كقطاع ثالث لمساندة جهود الحكومة، أو سد الفراغ في جوانب كثيرة ومؤثرة من حياتنا المعاصرة.

مشاركة :