تشكل مؤسسة القدوة الحسنة أنبوب اختبار حقيقي لمناخ الشفافية ومكافحة الفساد في المجتمع السعودي، باعتبارها المؤسسة أو الجمعية الوحيدة (غير الحكومية) التي ظلت ومنذ سنوات تبحث عن مدار مناسب لها في فلك النزاهة ومكافحة الفساد في البلاد لتستقر فيه. ورغم أن المؤسسة حاولت منذ بداياتها الابتعاد عن مواقع الإثارة وتجنب الحساسيات والتركيز على بث قيم النزاهة والشفافية فقط دون التوغل في هذا المعترك الحساس، إلا أنها رغم ذلك ظلت تلعب في زاوية صغيرة من الملعب التي تلعب فيه نظيراتها من المؤسسات الوطنية والدولية المماثلة، وبالتالي فقد تأرجح دورها بين تعزيز قيم النزاهة ومنح الجوائز والحوافز المعنوية للمؤسسات الحكومية والخاصة في هذا المجال. حرصت على تتبع مسار هذه المؤسسة لأنها تمتلك قرون استشعار دقيقة على تلمس طريقها، وبالتالي جس هذا المناخ، وعلى الرغم أنها اتبعت منذ بداياتها نهجا مؤسسيا ومعايير موضوعية ودقيقة، إلا أنها رغم ذلك أعادت إنتاج ذاتها في نسخة مطورة من خلال حفل الجائزة الذي أعلن من خلاله الفائزون الجدد لهذا العام والذي شهد تطوراً نوعيا في الأدوات والأساليب. في اعتقادي أن المؤسسة التي تمتلك الكثير من المبادرات والمشاريع التي تدعم رؤيتها في تعزيز السلوك المؤسساتي والأخلاقي في المجتمع، لكنها يبدو أنها ليست في عجلة من أمرها بعد أن اختارت أن تتجذر في الأرض قبل أن تؤرق أغصانها، خصوصا وأن رئيس مجلس إداراتها الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالرحمن رجل يتسم بالرزانة والحصافة وبعد الرؤية، وبذلك فهو يسعى للتركيز على تعزيز وتجذير مفاهيم النزاهة وبث الوعي المجتمعي والمؤسساتي أولا لتكون هذه المؤسسة رائدة في نشر هذه القيم والتقدم نحو حوكمة المجتمع من خلال حوكمة مؤسساته العامة والخاصة. Alholyan@hotmail.com
مشاركة :