مؤسس بلاك ووتر الروسية عاشق لفاغنر ولأيديولوجيا الرايخ الثالث

  • 2/25/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن - أعلنت واشنطن في السابع من فبراير الجاري أنها قتلت بضربات جوية ما لا يقل عن مئة مقاتل من الموالين للنظام السوري في منطقة دير الزور في شرق البلاد، ردا على هجوم استهدف قاعدة لقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة. لكن، اللافت في الإعلان كان الجدل الذي أثير عقب تحديد هوية عدد من القتلى بأنهم من الروس، ليتبيّن بعد ذلك أنهم مجموعة من المرتزقة الروس. واعترفت موسكو بذلك، في ردها على أن هناك جنودا من الجيش الروسي بين قتلى القصف الأميركي. وتوسعت دائرة الاهتمام ومتابعة الأخبار المتعلقة بشركة “فاغنر”، وهي الشركة التي تهتم بتجنيد المدنيين الراغبين في المشاركة في الأعمال القتالية في سوريا. وتعبر هذه الشركة النسخة الروسية من بلاك ووتر، الشركة العسكرية الأميركية، التي وصفت بأكبر “مقاولي الحروب” في العالم على خلفية دورها في حرب العراق أساسا. وتأسست شركة بلاك ووتر في عام 1997 على يد رجل الأعمال وضابط البحرية الأميركية السابق إيريك برنس؛ لتقدم خدمات الحراسات الخاصة والتدريب، لكن مجال عملها ونطاقه اختلفا تماما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، ثم غزو العراق في 2003. أما النسخة الروسية، فتعد حديثة العهد، حيث ظهرت الشركة في السنوات الأخيرة وبدأت نشاطها في أوكرانيا، ثم برزت بشكل أكبر في سوريا. وذكرت تقارير صحافية، منها تقرير لصحيفة لوس أنجلوس تايمز أن فاغنر تأسست سنة 2014، لكن دورها الحقيقي وكما، نقلت وكالة رويترز عن صحيفة فونتاكا الروسية بدأ سنة 2015، بالتزامن مع دخول القوات العسكرية الروسية إلى سوريا. وتشير لوس أنجلوس تايمز إلى أن الشركة مسجلة في الأرجنتين، لأن الشركات العسكرية الخاصة غير قانونية في روسيا. وتذكر لوس أنجلوس تايمز ورويترز أن الشركة تأسست على يد العميد السابق في الجيش الروسي ديمتري أوتكين الذي يخضع لعقوبات أميركية على خلفية دوره في الأزمة الأوكرانية، حيث قاتل في شرق أوكرانيا إلى جانب الانفصاليين. مجموعة فاغنر أسست على يد المقدم المتقاعد ديمتري أوتكين الخاضع لعقوبات أميركية بعد أن قالت وزارة الخزانة إن الشركة جندت جنودا سابقين للانضمام إلى الانفصاليين الذين يقاتلون في أوكرانيا ووصفت صحيفة فونتاكا، فاغنر/أوتكين بأنه عاشق لأيديولوجيا الرايخ الثالث النازي. وقالت إن اسمه العسكري مأخوذ من اسم المؤلف الموسيقي الألماني ريتشارد فاغنر الذي كان هتلر يعتبره الموسيقي المفضل لديه. وذكرت وكالة رويترز، نقلا عن الصحيفة الروسية، أن النشأة الحقيقة لهذه الشركة الأمنية كانت 2015 بالتزامن مع دخول القوات العسكرية الروسية إلى سوريا. وتشير لوس أنجلوس تايمز إلى أن الشركة مسجلة في الأرجنتين، لأن الشركات العسكرية الخاصة غير قانونية في روسيا. وقدّرت صحيفة فونتاكا عدد المرتزقة الروس الذين انضموا إلى الميليشيات المقاتلة إلى جانب قوات النظام السوري بنحو 3000 متعاقد روسي منذ عام 2015، وبدأ عملهم قبل أشهر من التدخل الروسي الرسمي. ويشير فابريس بالونش، هو أستاذ مشارك ومدير الأبحاث في “جامعة ليون 2”، وزميل زائر في معهد واشنطن، إلى أن روسيا نشرت في بداية تدخلها في سوريا عددا من جنودها من أجل توفير الحماية الكاملة لمناطق تَعتبرها مهمة استراتيجيا مثل تدمر والمناطق الواقعة شمال غرب البلاد المحيطة باللاذقية وحلب، لكن بعد أن قتل 20 عنصرا من جنودها، الذين بلغ عددهم في ذلك الوقت 5 آلاف شخص، ومع تصاعد حدة الحرب بدأ نشاط شركة في توظيف المرتزقة ليقاتلوا في الأماكن الخطرة بدلا من الجنود النظاميين. ووفقا للوكالة الإعلامية الروسية “آر بي سي”، فقد قتل عدة مئات من المرتزقة الروس لأن معظمهم أُرسلوا إلى خطوط المواجهة الأمامية. والمرتزقة الروس هم غالبا أكثر استعدادا للقتال أكثر من نظرائهم المجنّدين في الجيش الذين يتقاضون أجورا منخفضة، كما أن موسكو لن تكون ملزمة بالاعتراف رسميا بتضحياتهم. اختراق الصمت يفغيني بريغوزين (يسار).. من توفير الطعام لبوتين إلى توفير المرتزقة في تقرير نشرته في نوفمبر 2016، وثّقت وكالة رويترز مقتل شابين روسيين هما ماكسيم كولغانوف وسيرجي موروزوف، وكلاهما يبلغ من العمر 38 عاما. قتل الأول قرب حلب والثاني قرب تدمر. وقالت إن جثمانهما نقلا إلى روسيا بواسطة طائرة عسكرية، وإن أسرتيهما تلقيتا ميداليتي شجاعة تحملان توقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تقديرا للتضحية التي قاما بها في سبيل بلادهما. ولكن الشابين لم يكونا جزءا من القوات العسكرية الروسية الرسمية بل كانا “متعاقدين”، ضمن المئات من المتعاقدين الذين تستخدمهم موسكو سرا في المعارك السورية. ولم يتحدث أحد في العلن عن مقتلهما، ولا عن مقتل الكثيرين غيرهما من المرتزقة الروس. وتذكر رويترز أنه يتم إبلاغ أسر المقاتلين الذين يلقون حتفهم بضرورة عدم مناقشة الأمر مع أي أحد. ومن بنود العقد الذي يوقعه المقاتل المرتزق مع الشركة أن لا يتحدث المتعاقد ولا أفراد أسرته عن طبيعة عمله. وتستخدم المغريات المادية لشراء الصمت، لكن مع الإعلان الأميركي الأخير، لم يعد الصمت يجدي نفعا، وكثر الحديث عن المرتزقة الروس وكشف النقاب عن الكثير من عمليات فاغنر في سوريا تحديدا. وقال مايكل كاربنتر، وهو مسؤول سابق في البنتاغون والبيت الأبيض عمل على ملف السياسة الروسية في عهد إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، إن استخدام فاغنر للقيام بعمليات مثل تلك التي حدثت يوم 7 فبراير يظهر كيف أن جماعات المرتزقة الخاصة تكمل جهود الجيش الروسي في سوريا وأماكن أخرى. بين فاغنر ويوروبوليس على إثر البيان الأميركي بخصوص قصف دير الزور، نقلت رويترز عن مصادر وصفتها بالمطلعة، أن نحو 300 رجل يعملون لصالح شركة عسكرية روسية خاصة مرتبطة بالكرملين، إما قتلوا وإما أصيبوا في سوريا، يوم 7 فبراير 2018. وهذا أكبر عدد من الضحايا الروس يسقط في معركة واحدة منذ وقوع اشتباكات ضارية في أوكرانيا عام 2014، عندما قُتل أكثر من 100 مقاتل. وتعالت بعد ذلك التقارير والاكتشافات والاعترافات المتعلقة بقضية المرتزقة الروس في سوريا. وفي أحدث شهادة حول هذه القضية عرضت قناة “فرانس 24”، السبت، لقاء مع قائد ميليشا روسي، أخفى التقرير وجهه، لكنه أظهر لباسه العسكري، تحدث خلاله عن كيفية تجنيد المقاتلين المرتزقة روس ليحاربوا إلى جانب الجيش النظامي في سوريا، كما كشف تفاصيل جديدة عن القتلى الروس الذين سحقتهم الطائرات الأميركية في دير الزور. وبعد القصف العسكري الأميركي في محافظة دير الزور السورية في السابع من فبراير الجاري، أعلنت وزارة الخارجية الروسية عن مقتل خمسة من الرعايا الروس خلال القصف، لكن وكالة الأنباء رويترز، أكدت مقتل حوالي مئة مقاتل روسي، نقلا عن مصادر عسكرية. وفي تعليقه على ذلك، أشار المتحدث، الذي قالت القناة الفرنسية إنه يعمل في إكاتيرنبورغ بمنطقة الأورال لصالح منظمة تعنى بالمقاتلين المتطوعين في دونباس شرقي أوكراني، لقي 150 مقاتلا روسيا حتفهم خلال قصف الجيش الأميركي لقوات مساندة للنظام في دير الزور. وقال إن “150 شخصا يتواجدون حاليا في ثلاجات الموتى في مقر فاغنر بسوريا. هم عبارة عن لحم مفروم، هي حالة جثثهم حاليا. هكذا وصف لي الأمر”. وذكر التقرير الفرنسي أن المقاتلين في المنطقة يتوجهون إلى هذا القائد لكي يدلهم على طريقة للعمل لصالح شركة فاغنر. ونقلت عنه قوله “أستقبل من خمسة إلى ستة أشخاص أسبوعيا، منهم من يتصل بي ومنهم من يأتي إليّ مباشرة. حاليا، هناك عدد كبير من الأشخاص يريدون الذهاب إلى سوريا”. وبحسب قائد الميليشيا الروسي، فإن الدافع وراء التحاق هؤلاء المقاتلين بجبهات المعارك في سوريا هو “الدفاع عن مصالح الحكومة التي لا تستطيع استخدام جيشها النظامي في ذلك. الهدف هو المكاسب المالية بالإضافة إلى سيطرة بلدنا على سوق كبيرة جدا من الموارد النفطية. وللوصول إلى ذلك هذا جيد بالنسبة لنا. لسنا نحن من بدأنا الحرب لكن يجب علينا إتمام مهمتنا”. وفيما لم يهدأ الحديث عن فاغنر وأدوارها والمرتزقة الروس في سوريا، فجرت صحيفة لوموند الفرنسية جدلا جديدا بقولها في تقرير لمراسلتها في موسكو إيزابيل ماندرو، إن “المرتزقة الروس المتواجدين بين القوات السورية التي أغار عليها الطيران الأميركي هم أعضاء سابقون في شركة فاغنر الأمنية انضموا في ما بعد إلى يوروبوليس وهي شركة جديدة متعاقدة مع نظام بشار الأسد مهمتها استعادة ومراقبة المنشآت النفطيةحماية حقول النفط السورية مقابل حصة 25 في المئة من إنتاج النفط والغاز من تلك الحقول”، وهي شركة روسية مالكها هو يفغيني بريغوزين، الذي يطلق عليه اسم طباخ بوتين، لأن لديه مطعما في مدينة سان بطرسبرغ يتردد عليه الرئيس الروسي”. وكان بريغوزين يتولى مهمة الإشراف على مستلزمات الأطعمة للحفلات في الكرملين. وتوسعت أعماله من سلسلة مطاعم فاخرة إلى خدمة القوات الروسية المسلحة. وقالت وزارة الخزانة الأميركية في ديسمبر 2016، إن لدى وبريغوزين "معاملات تجارية واسعة" مع وزارة الدفاع الروسية وكان مرتبطا ببناء قاعدة عسكرية جديدة بالقرب من أوكرانيا، وهو مدرج ضمن لائحة عقوبات أميركية بسبب نشاطه في أوكرانيا. ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن تقارير استخباراتية أن بريغوزين كان على اتصال وثيق بالكرملين في الفترة التي سبقت الهجوم على قاعدة قوات سوريا الديمقراطية العسكرية في السابع من فبراير 2018 في دير الزور. وأضافت أن المجموعة التي لقيت حتفها كانت تستعد لهجوم بعد حصول بريغوجين على ضوء أخضر من الكرملين. لكن باغتها القصف الأميركي.

مشاركة :