«فرانس 24»: دول الحصار فشلت في ليّ ذراع قطر

  • 3/11/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

لم يكن للحصار الذي تفرضه السعودية وحلفاؤها على قطر، منذ تسعة أشهر، التأثير المتوقّع على الاقتصاد القطري، حسب ما خلص إليه تقرير نشره صندوق النقد الدولي قبل أيام. وحسب قراءة تحليلية أجراها موقع «فرانس 24»، لتقرير صندوق النقد المذكور، فإن الحصار الذي بادر به، في يونيو 2017، تحالف عربي تقوده السعودية؛ لم يكن له سوى «تأثير مؤقت» على الاقتصاد القطري. والنتيجة في النهاية أن السعودية فشلت في حصار قطر، بينما عززت السلطة القطرية شرعيتها. إذ «بدت الدوحة أولاً في موقع ضعف في مواجهة أربعة بلدان نافذة من المنطقة، وهي السعودية ومصر والإمارات والبحرين؛ بينما هي اليوم مرشحة لنسبة نمو اقتصادي تتجاوز 2.5 % في 2018، أي أكثر بقليل من السنة الماضية». رغم ذلك، فإن قوة الضغوط الخليجية لم يُعرف لها مثيل من قبل؛ فإلى جانب قطع العلاقات الدبلوماسية، أغلقت السعودية حدودها مع قطر، ومنعت البحرين والإمارات والسعودية شركات الطيران القطرية من التحليق فوق أراضيها، وأغلقت مصر أجواءها وموانئها أمام وسائل النقل القطرية. ولفت تحليل «فرانس 24» إلى أنه «في البداية، حصلت صدمة بدت وكأنها مؤشر على أن الحصار سيخنق قطر؛ حيث ذابت الاحتياطيات البنكية؛ فنحو 40 ملياراً من الدولارات سُحبت من البنوك حسب صندوق النقد الدولي». وأوضح الباحث بمركز دراسات الطاقة الأميركي، غابريال كولينس، أن «مبيعات السيارات -وهي مؤشر تقليدي على الازدهار الاقتصادي- انخفضت بقوة بعيد فرض الحصار». وحسب التحليل، فقد استرجعت قطر قواها وصمدت محركاتها الاقتصادية؛ فعجلة تصدير الغاز -وهو أهم مصدر عائداتها- تدور بأقصى سرعتها. كما نهل البنك المركزي من مدخراته الواسعة لدعم القطاع المصرفي، الذي برهن على صمود كبير.. حسب خبراء صندوق النقد الدولي. واعتبر التحليل أن نجاح الدوحة في تجاوز الأسوأ، يعود إلى سرعة ردة فعل قطر التي باغتت دول الحصار؛ فمنذ نحو عشرين عاماً تقوم البلاد بنشاط دبلوماسي على أساس تحالفات مختلقة، والهدف منه تحديداً هو تجاوز مثل هذه السيناريوهات. وأكد أن «هذا التوازن أتاحه الدور الذي لعبه أميرها على الساحة الدولية، وورثه عن والده؛ فمكّنه بسرعة من إيجاد شركاء اقتصاديين بدلاء». وتابع: «إذا كانت قطر قد تمكّنت من اتباع خطة النجدة التي هيأتها لمثل هذه المواقف، فإن السعودية وحلفاءها أظهرت أسلوباً هاوياً؛ حيث فرضت الحصار دون أن تعلن بوضوح عن هدفها». وأشار إلى أن «هناك مشكلة في طريقة فرض الحصار، أنه لم يطل قطاع الطاقة؛ لكن لم يكن لدول الحصار الخيار.. فالإمارات -وبدرجة أقل مصر- تعتمد على الغاز القطري». وأكد أنه «في النهاية، تحوّلت الأزمة إلى فشل استراتيجي بالنسبة للسعودية.. أما السلطة القطرية فقد عززت شرعيتها على المستوى الوطني وعززت تأثيرها على الساحة الدولية، كما أن هذه القضية أذكت الحس القومي القطري». وحسب التحليل، فإنه «ليس من قبيل الصدفة أن الدوحة، بعد تصريحات ترمب التي اتهمت قطر في يونيو 2017 بتمويل الإرهاب، بسطت لوبياتها من أجل تغيير موقف الرئيس الأميركي. ونتيجة لذلك، في 15 يناير 2018، شكر ترمب قطر رسمياً على حربها ضد الإرهاب وكل أشكال التطرف.;

مشاركة :