حمّل سعادة وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني الدول المحاصِرة لدولة قطر مسؤولية تفكك مجلس التعاون باعتباره منظومة أمن جماعي، وأكد خلال مؤتمر صحافي مشترك بمقر وزارة الخارجية، بمناسبة زيارة سعادة وزير الخارجية العراقي لقطر، أن محاولات تلك الدول تصغير الأزمة الخليجية تبوء بالفشل، تماماً مثلما فشلت الدول المحاصِرة في استثمار الأموال السياسية في «شيطنة» قطر.ومن جانبه، أكد سعادة إبراهيم الجعفري وزير الخارجية العراقي دعم بلاده للحوار لحل الأزمة الخليجية، حتى في ظل المشاكل، وأكد رفضها عزل أية دولة عن محيطها أو إبعادها أو محاصرتها. وقال سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني: «إن الدول المحاصِرة ترفض الدخول في حوار، بعد أن فشلت في إثبات ما تم اتهام دولة قطر به، وتستمر في إجراءاتها الجائرة وغير القانونية؛ مما أثر ذلك على منظومة مجلس التعاون، ونحمّل الدول المحاصِرة مسؤولية تفكك مجلس التعاون باعتباره منظومة أمن جماعي». وأكد أن «محاولات دول الحصار لتصغير الأزمة الخليجية تبوء بالفشل وتعكس قصر النظر؛ فالتداعيات خطيرة، خصوصاً أن هناك تطورات كبيرة في الظروف الإقليمية تبين أن انعكاسات هذه الأزمة وعدم تحقيق الأمن الجماعي لدول الخليج بدأت في الظهور على السطح». التطرف السياسي وأشار إلى أن «الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب ومساعيها لحل أزمات المنطقة تأثرت بهذه الأزمة الكبيرة، والتي أدخلت الدول المحاصِرة في أزمة مع الدبلوماسية الدولية لاستمرارهم في السلوك المتعنت ورفض الحوار، والاستمرار في التطرف السياسي واللغة التصعيدية التي يعتمدونها». وأبدى سعادته أمله بأن تتحدث دول الحصار بلغة العقل، داعياً إياها إلى طاولة الحوار، وأن «يبرهنوا على أن مخاوفهم تستند إلى الحق وتعتمد على أساس»؛ مؤكداً «فشلهم في استثمار الأموال السياسية في شيطنة قطر». وتابع: «إن دولة قطر تتمنى دائماً أن تسود الحكمة، وأن تتغلب دول الحصار على سلوكها العدائي باستخدام أسلوب حكيم والدخول في حوار لحل هذه الأزمة. أما تجاوزهم لها باستصغارها وتجاهلها إعلامياً والعمل بطرق مخفية وملتوية وعدم العمل على حلها فلن يقدم أو يؤخر». وشدّد على أن «دولة قطر تتجاوز الأزمة، ولكنها لن تتجاوز المخالفات التي حدثت ضد الشعب القطري؛ لأنه «إذا كانت شعوبهم لا تمثل لهم شيئاً، فإن الشعب القطري يمثل لحكومته الكثير». مشاركة البحرين وعن سؤال حول تصريحات ملك البحرين وفرض المنامة التأشيرة على المواطنين القطريين، قال سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني: «إن تلك التصريحات لن تقدم ولن تؤخر؛ لأن قرار البحرين ليس من داخلها والجميع يعلم أنه قرار من خارجها، فالبحرين شاركت في حصار قطر رغم أنها (لا ناقة لها ولا جمل في الموضوع)، ورغم ذلك شاركت في الحصار». تعيين سفير قطر في العراق قريباً وعن إعادة افتتاح السفارة القطرية في العراق، قال سعادته: «إن هناك توجيهاً واضحاً من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، بإعادة فتح السفارة بشكل عاجل وتعيين سفير هناك، في خطوة لفتح صفحة جديدة في العلاقات القطرية العراقية». وأكد دعم دولة قطر لجمهورية العراق في معركتها لمكافحة الإرهاب وتشجيعها على الاستمرار في جهود ما بعد التحرير؛ معلنا التزام دولة قطر بالمشاركة بدور فاعل في عملية إعادة الإعمار، ومشيداً في الوقت ذاته بـ «الانتصارات التي حققتها في مواجهة تنظيم داعش وتحرير المدن». كما جدّد موقف دولة قطر الثابت بدعم بوحدة العراق وتجاوز الخلافات من خلال الحوار، ووضع برنامج مصالحة وطنية يضم جميع الأطياف؛ منوهاً إلى أن لجمهورية العراق الشقيقة تاريخاً من التعايش ما بين جميع الأعراق والمذاهب، ومكانة بين الدول العربية وفي العالم أجمع. قطر تدعم الحوار العراقي الكردستاني وأشاد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، بفتح حكومة العراق للحوار مع حكومة كردستان وجهودها لمنع العراق من التفكك؛ معرباً عن أمله أن يشمل هذا الحوار جميع أطياف الشعب العراقي بمن فيهم الأشقاء في كردستان، وأن تكلل هذه الجهود بالنجاح ليعود العراق إلى مكانته، متمنياً أن تكون هذه الزيارة انطلاقة جديدة للعلاقات القطرية العراقية.;
مشاركة :