هل تعيد واشنطن خلط أوراق الأسد من بوابة الجنوب السوري

  • 3/13/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

دمشق - قصفت طائرة سورية الاثنين بلدات تسيطر عليها المعارضة في جنوب البلاد في أول هجوم منذ إعلان الولايات المتحدة وروسيا العام الماضي عن اتفاق لخفض التصعيد في المنطقة الحدودية مع الأردن. ويرى متابعون أن الضربات الجوية للنظام السوري هي مثابة إنذار للفصائل المعارضة من الإقدام على شن عملية عسكرية في الجنوب. وكانت مصادر عدة قد تحدثت عن أن فصائل الجنوب تتحضر لعمل عسكري ضد النظام وحلفائه بدعم من الولايات المتحدة لتخفيف الضغط على الغوطة الشرقية التي تتعرض لحملة شرسة منذ فبراير الماضي تهدف إلى إخضاع المعارضة هناك. وقال مسؤولان من المعارضة لـ“رويترز” إن ثماني ضربات جوية على الأقل نفذت على مناطق ريفية في محافظة درعا هي بصر الحرير والحراك والغارية الغربية والصورة. والمنطقة الجنوبية المحيطة بدرعا واحدة من ثلاث مناطق رئيسية في سوريا لا يزال عدد كبير من السكان فيها تحت سيطرة المعارضة بالإضافة إلى منطقة شمالية قرب الحدود مع تركيا ومنطقة الغوطة الشرقية على مشارف دمشق. وركزت القوات التابعة للحكومة السورية جهودها على الغوطة الشرقية منذ 18 فبراير، إذ شنت عليها واحدة من أشرس حملاتها خلال هذه الحرب التي تدخل عامها الثامن، باعتبارها تشكل ثغرة أمنية كبيرة تهدد العاصمة. ورغم الإدانات الدولية، وآخرها في اجتماع مجلس الأمن الاثنين، حيث جددت كل من فرنسا والولايات المتحدة مطالبتهما بوقف إطلاق النار، وبالسماح بإيصال المساعدات إلى السكان المحاصرين، بيد أن نظام الرئيس بشار الأسد وحليفتيه روسيا وإيران لا يبدو أنهم في وارد الإصغاء ومصرون على حسم ملف الغوطة عسكريا. وحذرت سفيرة الولايات المتحدة بالأمم المتحدة نيكي هايلي في مداخلة لها في مجلس الأمن من أنه عندما يتقاعس مجلس الأمن عن التحرك بشأن سوريا “فهناك أوقات تضطر فيها الدول إلى التحرك بنفسها”. وهذه المرة الأولى التي تهدد فيها واشنطن بالتحرك ضد دمشق في حال استمرت في عمليتها بالغوطة، حيث أن التحذيرات السابقة ربطت الأمر باستخدام النظام للغاز الكيميائي. ويقول مراقبون إن التحرك الأميركي ليس بالضرورة أن يكون مباشراتيا بل قد يتم عبر تحريك فصائل المعارضة في مناطق أخرى مثل الجبهة الجنوبية. وذكرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية وجود مؤشرات تفيد بأن فصائل المعارضة السورية تخطط لشن هجوم جديد واسع النطاق في محافظتي القنيطرة ودرعا جنوب البلاد. وحسب تقرير نشرته الصحيفة الإسرائيلية فإن التخطيط للهجوم يجري بدعم من الولايات المتحدة، ومن المرجح أنه يهدف إلى تخفيف الضغط على المسلحين المحاصرين في الغوطة. ونقلت الصحيفة عن تقرير نشرته وكالة “الأناضول” التركية الرسمية الجمعة أن “مصادر موثوقا بها” عند الحدود السورية الأردنية أكدت زيادة الحضور الأميركي العسكري في المنطقة في الأسابيع الأخيرة. وذكرت مصادر الوكالة التركية أن الولايات المتحدة نشرت أكثر من 200 عسكري إضافي في قاعدة التنف، مضيفة أن الخطوة اتخذت على خلفية انتشار قوات إيرانية في جنوب سوريا بالقرب من الجولان المحتل، مع تسجيل أنشطة لحزب الله في مدينة البعث وبلدة خان أرنبة بمحافظة القنيطرة، على بعد كيلومتر واحد فقط من مواقع للقوات الإسرائيلية. ونقلت “جيروزاليم بوست” عن مؤسسة “ميدل إيست مونيتور” المراقبة إعلانها أن بدء التحضيرات لهجوم الفصائل المعارضة الجديد تزامن مع وصول تلك القوات الأميركية الإضافية إلى التنف، حيث تقع على وجه الخصوص غرفة عمليات “الجيش السوري الحر”. وسجلت المؤسسة أيضا وصول عدد من الضباط البريطانيين إلى الحدود السورية الأردنية في الفترة نفسها. وأكدت “جيروزاليم بوست” ورود تقارير أخرى تتحدث عن إرسال دمشق تعزيزات إضافية إلى مدينة درعا والمناطق الخاضعة لسيطرتها في أريافها، بينما أشارت مصادر معارضة إلى أن الحكومة السورية تستعد لمعركة شرسة في الجنوب وخاصة في محيط مدينة إزرع في ريف درعا الشمالي. وفي تعقيب له على ضربات النظام الأخيرة في الجنوب قال أحد قادة المعارضة إنها بدت وكأنها تحذير لمقاتلي الفصائل التي تخطط لشن هجوم خلال الأيام المقبلة لتخفيف الضغط الواقع على رفاقهم في الغوطة. وقال أبونبوت، وهو قائد عسكري في فصيل “لواء توحيد الجنوب” التابع للجيش السوري الحر، إن الفصيل يستعد لتنفيذ عملية لم يحدد موعدها بعد وإن النظام السوري نفذ ضربة استباقية. ويرى مراقبون أن شن المعارضة لعملية في الجنوب يشكل تحديا كبيرا خاصة للأردن وإسرائيل وإن أبدت الأخيرة في أكثر من مناسبة عدم رضاها على الاتفاق الروسي الأميركي الذي اعتبرت أنه لا يحد من التهديد الإيراني لها. في المقابل فإن الالتزام بموقف سلبي قد لا يكون جيدا، حيث أن النظام سيفكر بعد حسمه لجبهة الغوطة وبعدها إدلب في التوجه نحو الجنوب لاستعادة السيطرة عليه، وهذا يعني بالضرورة انتهاء الصراع لصالحه وحليفتيه إيران وروسيا، وهذا الأمر بالتأكيد سيكون كارثيا بالنسبة للولايات المتحدة وإسرائيل. والتقت روسيا، التي تدعم الحكومة السورية، مع الولايات المتحدة، التي تدعم فصائل تابعة للمعارضة، سرا في الأردن في يونيو وأعلنتا في الشهر التالي وقفا لإطلاق النار في جنوب غرب سوريا.

مشاركة :