هل تعيد روسيا انتاج نظام الاسد من بوابة محاربة "الارهاب"؟

  • 6/10/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

Image copyright Reuters Image caption اكثر من نصف سكان سوريا اما مشردين او لاجئين تتركز جهود وانظار العالم على ما يجري في مدينة الفلوجة العراقية والريف الشمالي لمدينة حلب قرب الحدود التركية حيث تخاض المعارك ضد ما يعرف بتنظيم "الدولة الاسلامية" في سوريا والعراق. ادركت روسيا وايران ونظام الاسد انحراف انظار العالم وجهوده الى محاصرة تنظيم "الدولة الاسلامية" والحاق الهزيمة به، وذلك بهدف تلافي تكرار ما شهدته شوارع باريس وبروكسيل من هجمات دامية قام به تنظيم "الدولة الاسلامية"، وركبت موجة محاربة "الارهاب" بهدف تحقيق مكاسب سياسية او عسكرية تخدم مصالح كل طرف. انفردت روسيا وبموافقة ضمنية من واشنطن المشغولة بحروبها ضد "الدولة الاسلامية"، بوضع مبادىء الحل السياسي للازمة السورية وهي المبادىء التي ترى ان اقصى ما يمكن ان يفضي اليه هذا الحل هو مشاركة قوى معارضة "عاقلة" في الحكم والعمل سوية مع الاسد للسير نحو الانتقال السياسي. الموقف الروسي الاخير والذي اكد على منع وقوع ثاني اكبر مدن البلاد حلب في يد المعارضة، وتقديم الدعم الجوي المكثف لقوات النظام حول المدينة الخالية من وجود "الدولة الاسلامية" المترافق مع القصف الكثيف لمناطق سيطرة المعارضة، والمترافق مع الهزائم المتلاحقة والمتسارعة "الدولة الاسلامية" في باقي انحاء سوريا، يمهد المسرح لتغيير اللاعبين الذين سيكونون اطرافا في أي حل سياسي قادم. الموقف الروسي لاقى صداه لدى الرئيس السوري بشار الاسد الذي قال في خطاب له ان الحرب لن تتوقف الى يتم "تحرير كل شبر من سوريا من الارهاب". ووصف مدينة حلب بأنها ستكون "مقبرة احلام اردوغان" في تحد للرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي يواجه حربا مع حزب العمال الكردستاني في جنوب شرقي البلاد وتفجيرات دامية شوارع كبريات مدنه. اما السعودية، والتي دأبت تكرر حتمية رحيل الاسد عن السلطة اما سلما او حربا، فانها منهمة في معاركها في اليمن منذ اكثر من عام دون ان يلوح في الافق ما يشي بقرب نهاية هذه الحرب المكلفة ماديا وسياسيا دون ان تحقق اي نتيجة سياسية ملموسة الى الان. الدعم السعودي والتركي لفصائل المعارضة "المعتدلة" لم يغير شيئا على ارض الواقع، وحتى النجاحات الاخيرة لهذه المعارضة في جنوب حلب جاءت في ظل توقف الطيران الروسي المقاتل عن شن الغارات على مواقع المعارضة. المجريات على ارض الواقع على الصعيد العسكري، تعني ببساطة ان قوى المعارضة العسكرية التي تحظى بدعم تركيا والسعودية في طريقها الى خسارة مزيد من الاراضي التي تسيطر عليها وبالتالي أي تراجع دورها ودور الاطراف الاقليمية التي تدعمها في تحديد مستقبل سوريا. واذا نجحت استراتيجية روسيا في السيطرة على الحدود بين تركيا وسوريا سواء بواسطة قوات الاسد، بدعم من المليشيات المتحالفة معه او عبر قوات سوريا الديمقراطية، فانها ستفقد شريان الدعم العسكري والانساني القادم من تركيا. ومن جانب آخر قال رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو، وفي خامس زيارة له الى موسكو خلال عام، خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان التعاون العسكري بين البلدين في المنطقة يسير بشكل جيد بينما ردد بوتين صدى كلمات نتنياهو بقوله "ان اسرائيل مدركة تماما ماذا يعني الارهاب وهي تحاربه في الوقت الراهن وروسيا واسرائيل حليفتان ولا توجد قيود او شروط على هذا التحالف في هذا المجال". موسكو، التي القت بثقلها العسكري خلف الاسد العام الماضي وارسلت العشرات من احدث طائراتها المقاتلة عندما كان يواجه خطرا ماحقا وانتكاسات متتالية رغم الدعم الايراني المكثف، باتت اللاعب الاساسي في الساحة السورية. يأتي ذلك في ظل تراجع اهتمام الادارة الامريكية الحالية بمسألة التوصل الى حل سياسي للازمة السورية. موسكو تسعى الى الحفاظ على النظام في سوريا ومؤسسات الدولة وعلى رأسها الجيش، اما من يكون على رأس هذا النظام أوشكل السلطة أوكيف يكون شكل الدولة المقبلة في سوريا، فلا يهم موسكو ما دامت سوريا خالية من الجماعات "الارهابية" ولا يحكمها من يهدد مصالحها الدائمة ونفوذها المتنامي في سوريا.هل تنجح موسكو في تسويق النظام في سوريا من بوابة مكافحة الارهاب؟ما شكل سوريا المنتظر وفق الرؤية الروسية؟

مشاركة :