إصلاح بين القلب والعقل

  • 3/17/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لولو الحبيشي [إصلاح بين القلب والعقل] lolo.alamro@gmail.com - حين تنتفض الكرامة يتفق العقل معها فورا، فيصدران بيانًا مشتركًا يُجرِّم ما تعرَّضت له الكرامة من إهانة، وما واجه العقل من استخفاف، ويضمِّنان البيان قرارهما القطعي بقطع الحبال السرية التي تربط أجنة العواطف بالقلب، يتفاجأ القلب فينكسر كزجاج رقيق مليء بالماء الساخن، ثم ما تلبث الأوردة أن تتداعى معه فتُنصب سرادقات العزاء، وتشعل الدماء بجمر الحسرات وعويل النائحات، حتى لا يبقى في المعنويات معنويات، وتتوارى دوافع الحياة، واحتفالات الصباح. - قرارات العقل المفاجئة تفجع القلب، وتصيب النبض بالكآبة، حتى أننا حين نستجيب لألمه لا نعد نحسن المشي، فالأثقال تنقض ظهورنا، والعجز يشل حياتنا، كل هذا لأن القلب لم يكن ضمن لجنة القرار الصعب، وهو المعني به أكثر. - العقول معنيّة بحماية القلوب من الصدمات، والمعنويات من النكسات، وعليها أن تضع خططًا لاحتوائهما، وآليات تنفيذية تجعل القلب مؤهلاً لفك ارتباطاته بأقل الخسائر المعنوية، ما يشعره أنه هو من أملى القرار على العقل، هذه الخطط إذا صِيغت بموضوعية عاطفية ستجعل القلب أكثر ذكاءً، وأسرع إجراءً للحسابات، فلا مبررات للإهمال، ولا مسوغات للتجاوزات، وتضع حدوداً للغفران، وضوابط للتسامح. - تحرير القلوب من الضغوط يجعلها أكثر تقبُّلا للقرارات الصعبة، ويجعل التبعات المعنوية أخف من أن تثقل الحياة وتخنقها بالأحزان، فنصبح قادرين على عمل ممارساتنا الروتينية، وستكون عاملاً مساعداً على تخطي الصدمات، وتجاوز النكسات. - تقريب وجهات النظر بين العقل والقلب يتطلب تحقيق موازنة بين وتيرة عملهما، فيتباطأ العقل مراعاةً للقلب، ويتسارع القلب ليلحق بالعقل. - نحن نهدر الكثير من حياتنا بسبب اختلاف اللغة بين العقل والقلب، ونخسر الكثير من سعادتنا لأن القلب يُحمِّل قرارات العقل أكثر مما تحتمل، ولأن العقل يُعذِّبنا حين نتجاهله ونُحكِّم قلوبنا وحدها.

مشاركة :