الإنترنت وساحات الإنجاز - شعاع الراشد

  • 9/13/2013
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

قبل البدء أود أن أنقل لكم صورة كاريكاتيرية طريفة وربما تكون معبرة عن حال كثير من مراهقي العالم العربي الان، والذين يلتقطون معظم مفاهيمهم وميولهم من موضات العصر فيملأون بها أذهانهم ولا يفكرون في توظيف هذا الكم الهائل من المعلوماتية والعلوم في سبيل الاكتشاف والانجاز. رغم وجود نماذج وطنية منجزة ومشرفة من الممكن ان يقتدى بها. الكاريكاتير العربي يصور مراهقا يأتي لأمه فرحا وهو يقول لها: مامي عندي إلك خبر حلو "فترد عليه امه فرحة بدورها: أكيد جبت علامة تامة بالرياضيات" يعبس الابن ويذكرها" شو بنا حجة؟ عم نقلك خبر حلو مو معجزة!! ورغم الابتسامة فإن المفهوم يحكي عن ذاته دون عناء لاشك. على الوجه الاخر يطل علينا وجه مراهق آخر اسمه جاك اندراكا توفي احد اقربائه من مرض سرطان البنكرياس حينما كان جاك في الثالثة عشرة من عمره، ولم يكن يدرك عندها ما هو البنكرياس بالضبط كما قال في محاضرة القاها في مؤتمر تيدكس العالمي منذ قريب بمناسبة قصة اكتشافه لاسلوب جديد في الكشف عن سرطان البنكرياس تختلف عن الطريقة المعتادة (يلتزم بها الاطباء منذ اكثر من ستين عاما) والتي تكلف اكثر من 800 دولار.. ومع ذلك تفشل في تشخيص 30 من الحالات. جاك الان في السادسة عشرة وقد توصل بعد مثابرة وعمل متواصل بفضل الاستعانة اولا بالانترنت ومواقع مفضلة حددها مسبقا، وهي جوجل وويكيبديا يستخدمها عادة معظم الطلبة في حل واجباتهم الدراسية، ساعدته من خلال اوراق علمية ومحاضرات عن الموضوع، الى تبني مهمة محاولة حل لغز هذا المرض، ويبدأ محاضرته بسؤال الحاضرين عما اذا كانوا مروا بلحظة ملهمة من قبل دفعتهم للبحث عن تفسير او ايجاد حلول لمآسي صحية. لقد حدث هذا معه وبعد العثور على 8000 نوع من البروتينات التي توجد لدى شخص مصاب بالمرض قرر ان يجعل هذا الامر قضية حياته. وصار يبحث في هذه البروتينات ليعرف اي واحدة منها من الممكن ان تعطي علامات بيولوجية لسرطان البنكرياس ووضع خريطة معايير علمية وبعد محاولات عدة وصلت ل 4000 محاولة والاستعانة بمعمل الاحياء في مدرسته توصل إلى البروتين المسؤول (الميزوثلين). المراقبون يعتبرون ان هذا الكشف سوف يحظى بمستقبل واعد خاصة وان النتيجة هي ورقة استشعار صغيرة هي اكثر فعالية وبحد أدنى من التدخل الجراحي واسرع 168 مرة وارخص واكثر حساسية ب 400 مقارنة بالمعيار الطبي الحالي في الكشف عن المرض (صحيفة سبق).. والجميل في هذا الانجاز وكما يقول جاك اندراكا في محاضرته بأن المستشعر الذي اكتشفه دقته توازي 100 وبمقدوره اكتشاف السرطان في مراحله الاولى، وعندما تكون فرصة نجاة الشخص المصاب عالية عكس اسلوب التشخيص الحالي والذي تصل فرصة نجاة المريض إلى 2! وفي النهاية يؤكد المراهق بأن المستشعر لا يتوقف عند الكشف عن سرطان البنكرياس فقط بل قد يمتد إلى الكشف المبكر عن سرطان المبيض والرئة وايضا لامراض اخرى مثل المالاريا وامراض القلب والايدز. وهو يدعو في نهاية حديثه إلى استخدام الانترنت بشكل مفيد فكل شيء محتمل من خلال الانترنت غير استخدام مواقع التواصل الاجتماعي والتسالي وينهي كلماته بالقول لا يهم العمر او المستوي الثقافي او العرق لأن الافكار هي ما تهم بالفعل..

مشاركة :