قالت قريبتي معقبة على مقطع طفلة برنامج مقالب مذيع على محطة الاجيال "عندما شاهدت المقطع ووصلت لحد بكاء الصغيرة بكيت معها، فقد كنت أنظر لها بمشاعر الامومة، ولا يحتاج الامرحقيقة الى ثقافة نفسية او معلومات غامرة، فكل المطلوب كان إحساسا بمشاعر تلك الصغيرة والرفق بما تحملته من موقف صادم ! واستغربت كيف ان هذا الجانب يغيب عمن يعد برامج مسلية من هذا النوع". ووجدت أنني افكر في مواقف مشابهة تحدث امامنا من عدم مبالاة لهذا الجانب فالصغار الذين يوَبخون ويضربون في الاماكن العامة وفي الاسواق والمطارات والمدارس يمرون لاشك بقدر ما من الاذى النفسي والمعنوي وربما لا يدرك كثيرنا تأثير ذلك على تكوينهم وهنا نحن نتطرق لتفاعل الابوين الغاضب وعدم صبرهما لحالات العنف الإجرامية الموجهة. *** بودي ان أفهم لماذا يصر البعض على سحب مبالغ مالية كبيرة نقداً من البنوك بمفردهم ثم ينطلقون بمركباتهم ليتوقفوا امام احد محلات التموين او ما شابه لعدة دقائق وكأنه مقطع تمثيلي مقرر حيث يتركون الاظرف المحتوية على تلك المبالغ داخل السيارة ليستولي اللصوص عليها بعد تكسير نافذة السيارة ويلوذون بالفرار؟ لماذا يتكرر المشهد الخاطئ رغم تكرار حدوثه ونشره بالصحف والحديث عنه في المجالس؟ بالامكان الاتكاءة بالطبع على اننا نعيش في مجتمع آمن ونتذكر انه بالامس القريب كان الزوار يدهشون كيف أن المحلات لا تقفل في اوقات الصلاة وأن الاشياء لا تسرق او تضيع، ولكن انتشار المخدرات وطمع بعض الاجناس التي تأتي بلادنا لمزاولة الجريمة تؤشر بالفعل بأهمية الوعي بتلك السرقات. ومنذ عام تقريبا تعرض صديق لقريبي الشاب لسرقة مشابهة حيث كانت سيارته تحتوي على ادوات تصوير واضاءة جديدة حيث انه يعمل في المجال الاعلامي الخاص. وتوقف الصديقان امام احد المقاهي وكان الوقت مساء مبكرا، وأمضيا ربع ساعة تقريبا والمكان كان مكتظاً بالزبائن وسياراتهم حتى الطاولات في الصالة المفتوحة على الطريق. ومع ذلك تم تكسير نافذة سيارته والاستيلاء على كافة الموجود من المعدات وقد كلفته اكثر من خمسين الف ريال. والغريب بأن السيارة كانت متوقفة امام الكوفي شوب وحينما سألا الشباب المطلين على الساحة إن كانوا شاهدوا شيئا مما حدث أنكر الجميع معرفتهم. وبدا الامر مبهما بالفعل الا اذا كان مخططا له. *** لا أدري كم عدد المرات التي قرأت فيها عن مصادرة مياه زمزم مغشوشة آخرها ما ذكر عن مصادرة 700 جالون مجهولة المصدر ومعبأة بطريقة عشوائية وغير صالحة للاستخدام بمنطقة كدي بالعاصمة المقدسة، في موسم يكثر الطلب على شرب ماء زمزم لما له من خصوصية روحية وعلاجية في الشهر الفضيل. في "الرياض الاقتصادي" قرأت عن تسلل بعض الوافدين لشراء عبوات المياه ومن ثم بيعها للمستهلكين في ساحة مواقف مصنع زمزم بزيادة في السعر قليلا غير انه بتأجيل العمرة من قبل الكثيرين هذا العام فإن إمكانية الحصول على ماء زمزم نقي او غير مغشوش يبدو صعبا في ظل حالات الغش التي تمتهنها بعض العمالة الوافدة وفي الخبر المنشور ذكر بأن هناك تطلعا من المترددين إلى تبني المصنع إنشاء شركة للتسويق والتوزيع داخل مكة المكرمة وعبر منافذها الخمسة الرئيسية للحفاظ على الاسعار وإيجاد فرص وظيفية للسعوديين خاصة بين أبناء الاسر المنتجة والعاطلين عن العمل، عندها نتمنى استحداث نقاط بيع تابعة للمصنع في مدن المملكة كي يحصل الناس على ماء مضمون ونقي دون أن يتعرض لسوء التخزين أو الغش..
مشاركة :