«قطر قد تصمد إلى الأبد أمام الحصار»، هكذا وصفت وكالة «بلومبيرج» الأميركية، وضع الأزمة الخليجية بالنسبة للدوحة، المفروض عليها حصار منذ يونيو الماضي من قبل السعودية وحلفائها»، وأضافت الوكالة في تقريرها الذي كتبه محمد سيرجي تحت عنوان «لماذا يتسع الخرق بين السعوديين والقطريين أكثر وأكثر؟»، أنه عندما وقعت الأزمة الخليجية «كانت هناك توقعات واسعة النطاق بأن يتم حل الخلاف بسرعة»، كما كان الحال قبل 3 سنوات في إشارة لأزمة 2014.تابعت الوكالة: «قادة قطر قد تحركوا، واختاروا العزلة بدلاً من الانقلاب على السعوديين، إضافة إلى فشل جهود الوساطة حتى الآن، كما حاول وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون نزع فتيل التوتر، لكن الرئيس دونالد ترمب أطاح به في 13 مارس». وترى «بلومبيرج» -في تقريرها المطول الذي جاء في شكل 10 أسئلة وإجاباتها حول الأزمة- أن قطر قادرة على الصمود إلى الأبد أمام الحصار، حيث تعد واحدة من أغنى دول العالم على أساس نصيب الفرد من الدخل، علاوة على تمتعها بعلاقات مميزة مع شركاء عالميين، بالإضافة إلى ممرات مفتوحة جوية وبحرية للتجارة، لم تتأثر بالحصار، واستشهدت الوكالة بما جاء في تقرير لصندوق النقد الدولي، في 5 مارس الحالي، بأن التأثير المباشر للحظر والحصار على قطر بدأ يتلاشى، متوقعاً توسع الاقتصاد القطري. ونقلت «بلومبيرج» عن اقتصاديين قولهم إن «اقتصاد قطر استوعب الصدمة، وإن النمو سيتحسن في 2018»، وأشارت الوكالة إلى أن الأزمة الخليجية الحالية تختلف عن أزمة شبيهة لها وقعت في 2014، عندما قررت السعودية والإمارات والبحرين سحب سفرائها من قطر، وأوضحت أن قطر ردت على تلك الأمور بسلسلة من المحادثات السرية مع الدول الثلاث. وتابعت أن الأمر حالياً مختلف، فالسعودية وحلفاؤها يرون أن قطر حنثت بوعودها، ويريدونها الآن أن تقوم بتنفيذ 13 مطلباً لفك الاحتقان، أبرزها إغلاق شبكة «الجزيرة»، وقطع العلاقات مع إيران، وإنهاء الوجود العسكري التركي على الأراضي القطرية، لكن الدوحة رأت أنها مطالب غير ممكنة التنفيذ، وغير واقعية، لأنها تمس سيادتها. ولفتت «بلومبيرج» إلى الضيق الأميركي الذي بدأ يظهر أخيراً بسبب الإجراءات ضد قطر، التي تستضيف أكبر مركز للعمليات الجوية الأميركية في المنطقة بقاعدة «العديد». وقالت الوكالة إن قطر بدأت حملات مكثفة دبلوماسياً لتوضيح موقفها، وأخرى إعلامية لانتقاد السعودية وحلفائها، بالإضافة إلى حملة لشراء أسلحة من أطراف غربية، والولايات المتحدة. واعتبرت أن التوقعات التي كانت سائدة، إبان اندلاع الأزمة، باحتوائها سريعاً، تبخرت مع فشل الوساطة، وكذلك عجز وزير الخارجية الأميركي، حينها ريكس تيلرسون، في تحقيق أي تقدم، قبل أن يطيح به ترمب في 13 مارس الحالي.;
مشاركة :