في يوم من الأيام قابلت صديقة لي , لم أكن قابلتها منذ أكثر من عشرين عاما ,منذ الدراسة الجامعية . وفرحت جدا باللقاء . وأثناء أحاديثنا الكثيرة , تكلمنا عن أحوال البلد وذلك في بداية الفترة التي تولي الرئيس السيسي فيها الحكم .وقالت لي : ( خليه يشرب ويورينا هيعمل أيه ) فرددت عليها المفروض نتمني أن ينجح , لأنه لو فشل كلنا هنضيع أيا كان أنتماء أي حد فينا . وأكملت يعني حال البلد كان كويس وهو هيبوظه , علي الأقل لن نكون أسوأ .وغيرت الموضوع عندما عرفت إنتماءها كي لا أخسرها . فأنا لا أحب الجدال الذي ليس منه فائدة .ومرت الأيام وعانينا كثيرا جدا من التفجيرات والقتل في كل مكان في أكمنة الشرطة , وفي الجيش . وبالرغم من أن ظروف البلد لم تكن جيدة إقتصاديا , تحقق قدر كبير من الأمن والأمان , أستطعنا الخروج من منازلنا والسفر والشراء والبيع .توفر لدينا البترول والذي كان يتم إستعمال السلاح وتم إطلاق النار من البعض علي البعض في محطات البترول هنا في الصعيد .وكان طابور السيارات يصل إلي نهاية شارع بأكمله في إنتظار وصول ناقلة البترول وتوفرت أنابيب البوتاجاز.وتوفر الخبز بطريقة فيها كرامة بعد أن كنا في عصر مبارك نفسه نقرأ في أخبار الحوادث سقوط أشخاص دفعوا حياتهم من أجل العثورعلي الخبز .لن أطيل كثيرا لأننا كلنا نعرف ماذا حدث ومعاصرين لما حدث , ولكن أقول أقل ما يمكن فعله من أي شخص أن يذهب للإدلاء يصوته , لأننا لسنا أقل من الذين يموتون كل يوم من أجل كرامة هذا الوطن .إن المظهر الذي أتمني أن نراه في اللجان وهو مشاركة الجميع ليس من أجل التصويت كتصويت ولكن ليعرف العالم أننا ما زلنا نعرف حقوقنا وليعلموا أننا أقوياء وأصحاب إرادة . فلا يفكرون لحظة في السيطرة الفكرية علي هذا الشعب .لأنهم سيعلمون أننا نملك الوعي الكافي وأن مصر لدينا أغلي من أي شئ . لا تعتقدوا أن العالم لا يهمه ما يحدث من حراك في أي دولة عربية . بالعكس هم يدرسون كل سلوك وكل توجه , وكل عادات وتقاليد للشعوب العربية بالذات ليستطيعوا غزو تلك الدول فكريا وإقتصاديا , إن لم يكن جرها إلي حروب بغرس قيم التطرف والإرهاب .نحن الحمد لله سنقضي علي كل إرهاب يحاول تدمير بلادنا , وماضون في طريقنا , ولعلكم تتذكرون أن البعض من الشعب المصري والذي له إنتماءات معينة كان يشكك في جيش مصر ويقول أنه يضرب بعضا بعضا إلي أن قامت قواتنا بالعملية الشاملة سيناء 2018 والتي كانت الضربة القاصمة لهم , لأنهم علموا وتيقنوا أنه يوجد لها ضحايا وطبعا هؤلاء الضحايا يهمونهم لأنهم طبعا ليسوا من قواتنا المسلحة , ولكنهم جماعات إرهابية هم يعلمونها .عندئذ فقط صرخوا وإستغاثوا , ولكن هيهات فجيشنا ماضي في طريقه إلي أن يقضي علي آخر إرهابي في سيناء وفي أي مكان في مصر .ولنقدم لوطننا أقل شيء في الوقت الذي يدفع فيه الآخرون الروح , ويعيش أهاليهم ثكالي وحزاني , وبعضهم يعيش وقد فقد جزء من جسده .وموعدنا في لجان الإقتراع فقط لنقول كلمة واحدة فقط ..... شكرا
مشاركة :