أنا أعلم جيدا أن الرئيس يهتم بكل ما يخص المواطن المصري وأعلم جيدا أنه يقرأ المقترحات , ويوجد الحلول , وأنه يريد مصر أعظم دولة في العالم . ولذلك أكتب رسالتي.لقد بدأنا ببناء مدن جديدة ومصانع وزراعات وطرق , ولكننا نعاني من مشكلة القرن وهي السلوكيات التي بدأت تتدني في البشر , وفي الشباب بصفة خاصة . بالطبع لا أقصد الجميع , ولكننا حقيقة نتعرض إلي مؤامرة تهميش الدين , وذلك يؤدي إلي نشر الأفعال السيئة والأخلاق الغير حميدة .و انتشار الجريمة بكافة صورها . المشكلة تكمن في عدم اتخاذ الدولة طريقا وسطا وذلك منذ ثلاثين عاما أو أكثر . فعندما احتل ذووا الفكر المتطرف منابر المساجد والزوايا , وتم تلويث فكر الشباب حيث أنهم لم يقوموا بالتوعية الدينية , ولكنهم قاموا بنشر أفكار ضد الدولة وحرصوا علي خلق عداء بين المواطن ودولته , وحدث ما حدث من أحداث بعضها دموي وتفجيرات . حينها قامت الدولة بغلق المساجد وجعلها تفتح فترة الصلاة فقط , بالرغم أنه في زمن سابق كانت المساجد هي من ابواب نشر الدين الوسطي وحسن التعامل والحث علي مكارم الأخلاق , وكانت أيضا وسيلة لنشر العلم بتقديم دروس للطلاب في الشهادات بعد صلاة العصر . وكان أي شخص يلتبس عليه امر في الدين أو الدنيا يذهب ليأخذ الفتوي من أهلها . ولكن للأسف أحيانا تكون القرارات غاية في التطرف , فبدلا من المراقبة والمتابعة يتم غلق المساجد تماما . فقضينا ربما علي التطرف ولكننا أثناء ذلك قضينا علي التربية الدينية والسلوكية لكثير من الشباب .لاشك أن الدين فيه كل ما هو خير فهو يحث علي فعل المعروف وينهي عن فعل المنكر وهو الذي يهذب الأخلاق .وفي هذا الزمن الذي نعيشه والذي يتعرض فيه الإنسان لكثير من الضغوط عبر النت وعبر السلوكيات السيئة ,أصبح لزاما أن يكون الدين موجود بنفس القدر الذي توجد به المغريات . ربما وأنا أكتب تلك الكلمات أعلم مثل غيري أن من يريد الدين سوف يجده في قنوات الدين والتي معظمها أيضا متطرفة. ومن يريد البعد عن فعل المنكر سوف يبتعد . وأنه لا سلطة لأحد علي أحد . لكن لا ننكر أن من تربي علي السلوك السليم وعلي وجود القدوة الصالحة وعلي السنة النبوية . وسلوكيات الرسول سوف يكون ردة فعله لكل تصرف يحكمها الدين . ولا أريد الاقتصار في حديثي عن المساجد فقط ولكني أقصد كل دور العبادة . فمن الخطأ أن نسلم الأمر بأن من يريد إصلاح نفسه سيفعل بنفسه ويبحث بنفسه , لأني أعتقد أن التنشئة الصحيحة هي التي تستمر مع الإنسان وحتي وإن أخطأ فسوف يعود للصواب . وقد طالبت في مقال سابق( قبل جائحة كورونا ) رجوع كتاتيب تحفيظ القرآن وتعليم اللغة العربية وكتابة الكلمات صحيحة لكي نحافظ علي هويتنا العربية .ولا شك أن من يراعي حقوق ربه , يحب بلده ويحب عمله , ويحب الخير ويكره الشر .ولا سبيل لإقامة مجتمع قوي بغير يقين قوي وإيمان بالوطن , والعمل علي رفعة شأنه . ويوجد سبب ثان لسوء السلوكيات وإنتشار الجرائم وهي الأعمال التلفزيونية والسينمائية والتي تقدم الشر علي أنه الخير وأن الجزاء البشع الذي يتلقاه البطل جراء ظلمه هو العدل , فقام الشباب بالتقليد الأعمي , وأفتعلوا الجرائم التي يحرمها الدين والقانون . ولذلك لابد من قيام الرقيب علي المصنفات الفنية بدوره كاملا ولابد من تشريع يجرم تلك الأعمال ويوقف عرضها , ويحمل الذين يقومون عليها بعقوبات جزائية ومالية لكي نعيد للمجتمع المصري ما فقده من جمال وأمان . أتمني أن يقوم الممولين لتلك الأعمال بإختيار الصالح من القصص والتي تفيد الإنسان وتنمي فيه الخير والوطنية . حفظ الله مصر أرضا وشعبا وجيشا وقائدا .
مشاركة :