على هامش انطلاق القمة التركية الأوروبية في مدينة فارنا البلغارية، أكدت مصادر أوروبية عدم تلقي أي ردود محددة من الرئيس التركي أردوغان على قائمة طويلة من المخاوف تشمل العملية التي تقوم بها تركيا في سوريا وسجن الصحفيين. التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رئيسي مجلس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك، والمفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، فضلًا عن رئيس وزراء بلغاريا بويكو بوريسوف في مدينة فارنا البلغارية اليوم الاثنين (26 مارس/ آذار) وذلك ضمن فعاليات القمة التركية الأوروبية وقال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك للصحفيين بعد محادثات مع أردوغان "لم نتوصل لأي شكل من حلول الوسط المحددة اليوم. ولكن ما زلت أتعشم أن يكون ذلك ممكنا في المستقبل. إحراز تقدم بشأن هذه الأمور هو فقط الذي سيتيح لنا تحسين العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا بما في ذلك عملية الانضمام" للاتحاد الأوروبي. وأكد توسك في أعقاب المحادثات مع أردوغان، أن الاتحاد الأوروبي لا يزال يشعر بالقلق حيال سيادة القانون في تركيا. وانتقد إلقاء السلطات التركية القبض على مواطنين تابعين للاتحاد الأوروبي ومنع تركيا لقبرص من التنقيب عن الغاز الطبيعي، كما أعرب توسك عن قلق الاتحاد حيال العملية العسكرية التركية في سوريا. وعلى الرغم من ذلك، أبدى أردوغان تفاؤله حيال إمكانية تحسين علاقات بلاده مع الاتحاد الأوروبي، وقال "نأمل أن نتجاوز بهدوء الفترة الصعبة في العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي". وأكد الرئيس التركي أن بلاده تتطلع منذ عام 1963 إلى عضوية الاتحاد الأوروبي ولا تزال حتى الآن مرشحة. وكان أردوغان طالب الاتحاد الأوروبي، مباشرة قبل بدء القمة، بإعادة إحياء عملية الانضمام المجمدة. يذكر أن العلاقة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا تشهد توترا منذ ما يزيد على عام ونصف العام، وتتوافق الآراء داخل الاتحاد الأوروبي على أن الحكومة التركية خالفت بشكل كبير القواعد القانونية واحتجزت بشكل غير مشروع حقوقيين، وذلك خلال الإجراءات التي اتخذتها حكومة أنقرة ضد الأنصار المزعومين لحركة الداعية فتح الله غولن التي تحملها تركيا المسؤولية عن محاولة الانقلاب في تموز/ يوليو 2016. وعلى إثر ذلك، جمد الاتحاد الأوروبي مفاوضات الانضمام مع تركيا، كما لم تبدأ محادثات بشأن تعميق الاتحاد الجمركي بين الجانبين. وأعرب أردوغان عن تأييده لسرعة معالجة تحديث الاتحاد الجمركي الذي تطمح إليه تركيا بدون التعرض في هذا الموضوع للجوانب السياسية، ولفت إلى أن حكومته قدمت للاتحاد الأوروبي في شباط/ فبراير الماضي مقترحات بشأن كيفية وفاء تركيا بالشروط المعلقة الخاصة بتحرير التأشيرة، وطالب بتطبيق رفع التأشيرة على وجه السرعة. وأكد اردوغان أن بلاده "دولة قانون ديمقراطية وتحترم حقوق الإنسان والحقوق الأساسية والحريات". وفيما يتعلق بالخلاف حول منع تركيا لقبرص من التنقيب عن الغاز الطبيعي، قال أردوغان إنه يجب مراعاة مصالح القبارصة الأتراك. ووعد الاتحاد الأوروبي تركيا، بتقديم ثلاثة مليارات يورو أخرى لرعاية اللاجئين السوريين في تركيا، وقال جان كلود يونكر، رئيس المفوضية "لا ينبغي أن يكون هناك شك في أن الاتحاد الاوروبي سيفي بوعوده". ع.أ.ج/ ع ج (د ب ا، أ ف ب، رويترز)
مشاركة :