* لاتزال الشائعات تنتشر وتجد من يُغذِّيها، لأن هناك من يعاني نفسيًا، ينتشي لمساهمته في نشرها، خاصة حين يغادر مسؤول منصبه أو يصاب مشهور بمرضٍ ما، حتى الأمراض لا يخافون الله في الإعلان عن الإصابة بها، حتى لو أن هذا المشهور يجري فحوصات طبية روتينية. فهناك مسؤول اختفى في إجازة، فقيل إنه يعاني ويعاني، وآخر في مهمة عمل تم ترديد شائعة عنه أنه "يواجه خلافات حادة أبعدته عن موقعه".. وهكذا. * الشائعة (كما وردت في موسوعة علم النفس للدكتور عبدالقادر طه) هي عبارة عن خبر أو قصة أو حدث يتناقله الناس بدون تمحيص أو تحقق من صحته، وغالبا ما يكون غير صحيح، أو يكون مبالغًا فيه سواء بالتهويل أم بالتقليل. ومن الناحية النظرية كان من المتوقع أن تتراجع الشائعات مع هذا الانتشار الرهيب لوسائل الاتصال حيث لم يبق هناك شيء مخفي، ولكن الواقع أن الشائعات تتزايد باستمرار، بل وتستفيد من وسائل الاتصال العادية والإلكترونية في مزيد من الانتشار. * يرى د. محمد مهدي استشاري الطب النفسي أن أصحاب مدرسة التحليل النفسي يذهبون إلى أن الشائعة تكشف عن محتويات اللا وعي الجماعي بصورة ملتوية عن طريق بعض الحيل النفسية، مثل الإسقاط والرمزية والتكثيف والإزاحة والعزل وغيرها، وفى تصورهم أن الشائعة تنجح حين تكون قادرة على تحريك كوامن اللا وعي والانفعالات المكبوتة. أما أصحاب المدرسة المعرفية فيعزون الشائعة إلى عدم الوضوح المعرفي، فكلما كانت الأمور ضبابية وملتبسة كلما كان الجو مهيئًا لانتشار الشائعات. أصحاب فكرة الاحتياجات يرون أن الشائعة تحقق لأصحابها إشباع احتياجات غير مشبعة. * البعض يمارس دور المروّج للشائعة بفرح، كأنه حقق انتصارًا بطوليًا يكتبه التاريخ، حيث يدّعي معرفته "بكل شيء" وتفاصيل التفاصيل وما يدور في الغرف المغلقة، وأن فلانًا قال وقال، ورد عليه الآخر بكذا، كأنه بينهم، في حين أن المسافة بعيدة، والأماكن مختلفة، ثم يجد من يُسوِّق للشائعة ويزيد عليها بما يراه مناسبًا من التشويه والمرض وربما القتل! * يقظة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ). تويتر: falehalsoghair hewar2010@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (103) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :