طبعة جديدة من «معجز أحمد»لأبي العلاء المعري بتقديم صلاح فضل

  • 3/31/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كتاب "معجز أحمد" لأبي العلاء المعري، صدر مؤخرا في سلسلة "الذخائر"، عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، في أربعة مجلدات بتحقيق د. عبدالمجيد دياب، وتقديم الناقد الكبير الدكتور صلاح فضل.وذلك التحقيق صدر في طبعته الأولى في منتصف ثمانينيات القرن الماضي بتقديم للمحقق الدكتور عبدالمجيد دياب. مقدمة الدكتور صلاح فضل جاءت تحت عنوان "حوار التماهي بين طه حسين والمعري والمتنبي"، وتضمنت ملاحظته أن المعري في شرحه لديوان المتنبي "معجز أحمد" كان قارئا نموذجيا، وذلك يبرز أمرين على قدر كبير من الأهمية في "الأدبية العربية"، أولهما: يتصل بمشكلة العلاقة بين الشاعر وتراثه الفني، مما كان يحلو للقدماء أن يطلقوا عليه اسم "السرقات الأدبية"، وقد ظفر المتنبي منها بنصيب الأسد فكثرت الكتب والشروح والتعليقات والرسائل في سرقاته مما يماثل بابا خصبا في النقد التطبيقي العربي الذي أدانه تارة ودافع عنه تارة أخرى.أما الأمر الثاني فيتعلق بتساؤل يطرحه الدكتور صلاح فضل عما يمكن أن يقدمه التفسير اللغوي البحت من إضاءة كاشفة الأساليب الشعرية تبرز خصوصية المبدعين.ويقول فضل إنه عندما نستعرض بالأرقام المادة الشعرية التي يتكون منها ديوان المتنبي كما شرحه أبو العلاء نجدها تتمثل في جملة من القصائد والمقتطعات يصل عدده إلى 290 قطعة.ولاحظ فضل كذلك أن أن حوار المعري مع المتنبي كان يرتكز على مبدأ الإعجاب العميق بشاعريته والدفاع القوي عنه والاختصام مع الآخرين من أجله.ويضيف أنه عندما ننتقل إلى المثلث الحواري لنقف مع طه حسين في تفاعله الأدبي مع صاحبيه، تجد أنه من بين مصطلحات الجهاز المعرفي النقدي المحدث هناك توصيف ينطبق عليه إلى درجة كبيرة، وهو مأخوذ من مجال "الهيرمينوطيقا" ويتميز تضمنه لعدة مستويات تحدد من خلالها مواقف المتلقي عامة والناقد التأويلي في ممارسته للتجربة الجمالية بصفة خاصة، ويعني فضل به مصطلح "التماهي" الذي يشير إلى توحد المتلقي مع المرسل وامتزاج العناصر الجوهرية في شخصيتهما.ويورد فضل في ختام مقدمته قول طه حسين إن ديوان المتنبي إن صور شيئا فإنما يصور لحظات من حياة المتنبي، لا أكثر ولا أقل".. ويضيف فضل: هنا نجد طه حسين يتجاوز فكرة الانعكاس ليصل إلى مفهوم التماهي تطبيقيا في لحظات متقاطعة خلال قراءة تتفجر فيها جماليات النصوص وتلتقي عبرها مصائر المرسل والمتلقي، فتحدد درجات الاستجابة ومستويات التأويل وعناصر الشعرية عندما تنبعث في هذه الشذرات المتألقة، الناجمة من اصطدام الكواكب السيارة للمبدع والناقد معا.

مشاركة :