الأخضر بين العاطفة والعقل!

  • 4/1/2018
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

قبل أشهر كان أكثر ما يهدِّد المنتخب السعودي في مشاركته المقبلة في مونديال روسيا 2018م هو ارتفاع سقف التوقعات عند مسؤولي الرياضة السعودية ولدى شريحة كبيرة من إعلام وجمهور الرياضة؛ وعزز ذلك بعض التصريحات والقرارات الرسمية والتعديلات الغريبة والاستثنائية على "روزنامة" المنافسات المحلية التي جعلتك تعتقد أن "الأخضر" ذاهب إلى روسيا لينافس على اللقب بعد أن ينتهي مبكرًا وبأقل مجهود من الروس، ويقضي على طموحات كافاني وسواريز ورفاقهما، وينهي مغامرة محمد صلاح وبقية الفراعنة!. أما اليوم فأظن أن أكثر ما يهدد حظوظ المنتخب السعودي في المونديال الروسي هو هذه الانهزامية والتشاؤمية التي باتت تحيط بإعداد "الأخضر"؛ الذي بدأ للتو مراحل الإعداد الحقيقي لتلك المشاركة التاريخية بعد العديد من معسكرات التعارف والتنزه السابقة!. لا شك أنَّ ما نشاهده حتى الآن مقلق ومحبط، ولا شك أنَّ المستوى في وديتي أوكرانيا وبلجيكا كان مرعبًا وأخطاء اللاعبين والمدرب كانت كوارثية؛ إلا أنَّ ذلك لا يعني أن نرمي المنديل، وأن نبدأ بتشريح جثة "الأخضر" وإرسال جنازته للدفن بينما هو لا يزال حيًا يتنفس، وبينما لايزال بالإمكان أن نبحث بهدوءٍ واتزان وحكمة وتريث عن أفضل الحلول لإنعاشه وعلاج ما يمكن علاجه، فـ"الأخضر" مريض بلا شك، لكنه لم يمت بعد!. يجب أن نكون منطقيين وعقلانيين، وأن نبتعد عن العاطفة التي قادتنا سابقًا لتضخيم حجم منتخبنا وتقودنا اليوم لتقزيمه وتحطيمه، وعلينا أن نتفق جميعًا على أنَّ البذخ في صرف الأموال على تأهيل سريعٍ لبعض اللاعبين أو لإرسال بعض نجوم "الأخضر" لتجارب احترافية خادعة ومزيفة ومدفوعة الثمن لن يجعل من منتخبنا منتخبًا مدججًا بالنجوم والمحترفين الحقيقيين، وأنَّ القرارات المسكنِّة والحلول المتعجلة لن تصلح ما أفسده الاحتراف المزيف الذي أنتج لنا في العقدين الماضيين محترفين بالاسم فقط لا يملكون أحيانًا بعض أساسيات كرة القدم، لكنهم يجدون طريقهم سريعًا إلى الشهرة والملايين والصفوف الأولى في المنتخب الأول. الجميع مثلًا تحدث عن رباعية بلجيكا ومستوى "الأخضر" في المباراة، لكنِّي لم أجد من يسأل: ماذا نريد من مواجهة خامس العالم في هذا الوقت والمنتخب السعودي لم يتشكل بعد، بل أجزم أن مدربه الأرجنتيني خوان بيتزي مازال يجهل الكثير عنه؟! والسؤال الأهم: هل وضعنا هدفًا واضحًا ومنطقيًا وعقلانيًا لمشاركتنا العالمية يتوافق مع قدراتنا وإمكانياتنا حتى نحظى على الأقل بمشاركة مشرفة ونهاية سعيدة، أم أن الخطة ستكون: "شدُّوا يا شباب"؟!. -قصف أتفق مع ياسر القحطاني في حديثه عن وجود الكثير من الإمعات والجبناء في إعلامنا الرياضي، وعلى ياسر أن يكون ممتنًا لذلك، لو لم يكن الأمر كذلك لما بقي في الهلال حتى الآن!. ياسر منذ أعوام صار أحد نجوم الإعلام الجديد و"السوشال ميديا" أكثر من كونه لاعب كرة قدم، لماذا لا يُظهر شجاعته ويعلم أولئك الإعلاميين الجبناء درساً في الإعلام الحر والجريء؟!. ثلاثة أسابيع في مانشستر يونايتد لن تجعل محمد السهلاوي محمد صلاح، وإلا لعاد إلينا أحمد الفريدي من هناك ليونيل ميسي بدلًا من العودة ببعض الأرطال الزائدة!. -لا يصلح العطار ما أفسده.. السَّهَر!.

مشاركة :