فلسطين وإشكالية العقل العربي

  • 4/3/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

عبد اللطيف الزبيدي هل يدرك النظام العربيّ ما هي عواقب تصفية القضيّة الفلسطينيّة؟ هل لديه حسابات دقيقة؟ إن كان قد فعل ووضع ذلك في الحسبان، فسبحان الله الذي ألهمه تشغيل حاسوب الجمجمة. هذا دليل على أن المثل الصينيّ ليس دائماً صحيحاً: «إن الأسماك يدبّ إليها الفساد من رؤوسها».التصفية الثقافية غير ذات بال. كل ما هنالك أن مكبّات النفايات ستشهد سلسلة جبال همالايا من الكتب والبحوث والدراسات المطبوعة التي شغلت المفكرين والباحثين والمنظرين العرب، طوال عقود طويلة، في استنهاض الأمّة للاضطلاع بمسؤولياتها إزاء قضيتها التي كانت على أي حال مركزية. ركام الرقميّ مريح، بنقرة فأرة تلغي وجود بيتابايت (مليار ميجابايت). التصفية البشرية أيضاً لا أهمّية لها في بلاد العرب.كل ذلك هيّن ويسير هضمه على العقليّة التي يفخر النظام العربيّ بأنه يمثل فيها كل العرب وينوب عنهم في التفكير والتخطيط والتنفيذ. لندع العالم العربيّ جانباً، ولنختصر القرن الأخير، منذ وعد بلفور، ولنطرح السؤال على أهل الاتحاد الأوروبيّ، الذين لا يحظون بمثل أواصر خريطتنا: هل تقبلون بأن تلاقي قارتكم ما عانته الشعوب العربية من جرّاء زرع الدولة الغاصبة، من حصاد بشري وتدمير بلدان وتهجير قسري وقطع كل الدروب على التنمية؟ قس ذلك على كل أمم الأرض.مهزلة للفكر والعقل والحكمة، أن ندّعي وجود منظومة قيم لدينا. الأنكى هو ادّعاء النظام العربيّ أنه حارسها وحاميها. هذا يضع علامتي استفهام وتعجب أمام علاقتنا بكل ميراثنا الثقافيّ والتربوي والدينيّ. الاستفهام بمعنى الاستنكار، والتعجب بمفهوم أن الإنسانية (ناقص نحن) ليست هكذا. الذين هم السبب الخارجيّ لمصائبنا ليسوا هكذا، ولا يرضون لأنفسهم أن يكونوا مثلنا، ولو بدت لهم أشباح أوضاعنا في الكوابيس لولّوا من جلودهم فراراً وملئوا رعباً. يبقى أن النظام العربيّ من أهل الدعابة والفكاهة، فهو يفعل فعلته من أجل السلام الذي أشعل كل الحروب، وربما الآتي أفظع.السؤالان اللذان هما أكبر تحدٍّ مصيري كيف سيواجه عقل جمعيّ بهذه المواصفات قضاياه الوجوديّة مستقبلاً؟ ما هو الأداء الدماغيّ المطمئن إلى المجهول، الذي سترثه الأجيال الصاعدة والمقبلة؟ يبدو أن تصفية القضية الفلسطينيّة قصد المخططون من ورائها تصفية العالم العربيّ شعوباً وأوطاناً.لزوم ما يلزم: النتيجة الانشراحيّة: النسيان نعمة. هل يجرؤ أحد اليوم على المطالبة بالأندلس؟ ستصير قدوة. abuzzabaed@gmail.com

مشاركة :