الدوحة- كريم المالكي:عشرة أشهر تقريباً مرّت على الحصار الجائر الذي فرضته الدول الأربع على قطر، ومع ذلك، تشير الأرقام والإحصائيات والواقع إلى أن قطر تمكّنَت وباقتدار من أن تُطيح بكلّ الأوهام المريضة التي أرادت بها سوءاً. وقد أثبتت قطر أنها دولة تستند على اقتصاد قويّ ومتين، وأن من أرادوا النّيلَ منها وإيقاف عجلة التطور والتنمية باتوا يشاهدون كيف أن البلد يتطوّر وينمو ويحقّق الإنجازات على كافة الأصعدة رغم كل المؤامرات الشيطانية التي تستهدف أمن واستقرار وثروات قطر. أصبح بإمكان أيّ متابع أن يلاحظ بأن الخطط والاستراتيجيات التي تنتهجها قطر جعلتها تُبحر وتمضِي نحو الأمام بثقة وهدوء، وتنتقل من مرحلة الصّمود إلى النّهوض والانتصار. وترصد الراية بعض مما نشرته صحف ووكالات أخبار أجنبيّة وعالمية حول ما حققته قطر من إنجازات رغم الحصار، وكيف تغلّبت الإرادة القطرية على مخطّطات المتآمرين.. حيث أكدت الديلي ميل أن ارتفاع ودائع الأجانب بالبنوك القطرية يَعكس الثقة بالوضع الاقتصادي، فيما أكدت الجارديان البريطانية صمودَ قطر وسلامة موقفها السياسي وقوة اقتصادها، وأن الحصار جعل المواطنين يُدركون عناصرَ القوة المتاحة داخل بلدهم والاستفادة منها. وأكد موقع فاليو ووك الأمريكي أن النهج الاستراتيجي المدروس جعل قطر تنتصر اقتصادياً، لافتاً إلى أن قطر نجحت وبسرعة كبيرة في تقويض أهداف دول الحصار. ونوّهت الإيكونومست البريطانية بحفاظ قطر على استقلالية قرارها بفضل متانة اقتصادها، فيما أكدت الإيكونومست أنّ موانئ دبيّ الأكثر تضرراً فيما استفادت قطر من ميناء حمد الدولي، لافتة إلى أن الأرقام والإحصائيات والواقع تؤكد تفوّق قطر اقتصادياً على دول الحصار. ونوّهت وكالة بلومبيرج الإخبارية الأمريكية بسعي دول العالم للحصول على الغاز القطري وتوسعة الإنتاج، وأن الصفقات والاتفاقيات التجارية مع الكثير من بلدان العالم أثبتت متانة الاقتصاد القطري، وأكد تقرير لموقع «بزنس إنسايدر» الأمريكي أن اعتماد قطر أكبر موازنة في تاريخها يُمثل ضربة موجعة لدول الحصار التي راهنت بحصارها على تقويض الاقتصاد القطري وعرقلة مسيرة التنمية والمشروعات الكبرى وإصابتها بالشلل، إلا أن اقتصاد قطر القويّ أطاح بأوهام ومخططات دول الحصار. البورصة تواصل الصعود .. الديلي ميل:اقتصاد قطر أقوى بعد 10 أشهر من الحصارالقطاعات غير النفطية حافظت على نموها بنسبة 3.2%الاقتصاد المحلي تجاوز باقتدار كبير تداعيات الحصار أكد تقرير نشرته صحيفة الديلي ميل البريطانية أن الاقتصاد القطري بات أقوى بعد 10 أشهر من الحصار، حيث تجاوز فعلياً كل تداعيات الحصار الذي تقوده السعودية ووضعها خلفه، وقد واصلت بورصة قطر رحلة الصعود، وسط توقعات بتسجيل نموّ قويّ للاقتصاد المحلي في العام الحالي. وجاء في التقرير الذي أعدته مؤسسة الأبحاث المستقلة «كابيتال إيكونوميكس» ومقرها في لندن، أن الاقتصاد القطري نما بقوة مسجلاً نحو 2% في الربع الثالث من العام الماضي مقارنة بـ0.3% في الربع الذي سبقه، وذلك رغم الحصار المفروض من الدول الاربع. وأشار التقرير إلى ارتفاع ودائع الأجانب لدى البنوك القطرية، مما يعكس الثقة بالوضع الاقتصادي.وأضاف التقرير أن القطاعات الاقتصادية البعيدة عن النفط والغاز التي يُفترض أن تكون أكثر عرضة للتأثر بالحصار لكنها حافظت على نموها بنسبة 3.2%.. وذكرت بيانات رسميّة لمصرف قطر المركزي أن ودائع الأجانب في البنوك القطرية زادت مقارنة بالأشهر السابقة لتصل تلك الودائع إلى مستويات أعلى عما كانت عليه في مايو الماضي، أي قبل الحصار. وفي سياق متّصل، واصل مؤشر بورصة قطر صعوده متأثراً إيجاباً بنتائج أعمال الشركات وتوزيعات الأرباح، وهو ما يُظهر أن الاقتصاد المحلي تجاوز باقتدار كبير تداعيات الحصار استناداً إلى رؤية عملية. أكدت أن الحصار كان اختباراً لاقتصادها .. الجارديان:قطر تحقق الاكتفاء الذاتي وجاهزة للمونديال قال الكاتب البريطاني باتريك وينتور في مقال في صحيفة الجارديان البريطانية أن صمود قطر بوجه الحصار المفروض عليها من قبل السعودية والإمارات والبحرين؛ أثبت سلامة موقفها السياسي وقوة اقتصادها، ومن شأن ذلك الصمود أن يَدعم موقف قطر القوي خارجياً ويؤكد جاهزيتها واستعداداتها لاستضافة مونديال 2022، مشيراً إلى أن قدرة قطر على الصمود في وجه هذا الحصار كانت اختباراً لاقتصادها على البقاء والوقوف على قدميه وفرصة للحفاظ على سياستها المستقلة وإجبار الأطراف الأخرى على التراجع ببطء عن هذا الحصار. وأشار وينتور إلى أن الاكتفاء الذاتي من الغذاء في قطر وقدرتها على التحمل أظهراها بأنها أقوى وعلى استعداد لاستقبال عشرات الآلاف من الزوار في مونديال كأس العالم المقرر أن يقام في قطر عام 2022، موضحاً في مقاله أن الأمن الغذائي أصبح هدفاً أساسياً لقطر التي تواجه حصاراً برياً وبحرياً وجوّياً فرض عليها منذ 10 أشهر تقريباً. ونقل الكاتب حديثاً للسيد جون دور مدير مزارع «بلدنا» في قطر أن الحصار كان له أثر إيجابيّ على جميع المواطنين وجميع القطاعات وليس فقط على صعيد المزارع، فهو أشبه بالفرصة التي جعلتهم يُدركون عناصر القوة المتاحة داخل بلدهم والاستفادة منها وتحسينها، ليس فقط في قطاع الزراعة بل في جميع القطاعات الأخرى، حيث كان يتم استيراد ما يقرب من 80% من المواد الغذائية من الدول المجاورة، مشيراً إلى أن الدول عندما تتعرض لخطر تبدأ في البحث عن الأمن الغذائي لمواطنيها، وهذا ما استطاعت أن تُنجزه قطر فعلياً عبر اكتفاء ذاتي في الكثير من المواد الغذائية التي كانت تستوردها من دول الحصار الأربع. الأزمة ضربت سوق العقارات بدبي.. الإيكونومست:متانة الاقتصاد دعمت استقلالية القرار السياسي ميناء حمد يسمح للسفن التجارية بتخطي ميناء جبل علي وبقية موانئ الإمارات دبي خسرت الشركات والأعمال التجارية والاستثمارات القطرية في تقرير حول الحصار على قطر من قبل كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، قالت مجلة الإيكونومست البريطانية، إنه «بالرغم من كل الإجراءات التي فرضتها دول الحصار إلا أن قطر حافظت على استقلالية قرارها السياسي بفضل متانة اقتصادها واستطاعت أن تقف بثبات بوجه كل المحاولات، التي بذلتها دول الحصار. وقال التقرير « إن إمارة دبي بدأت تخسر الشركات والأعمال التجارية والاستثمارات القطرية التي كانت تُنعشها. ونسبت ذلك إلى رؤساء شركات في دبي حيث بدأوا في خفض موظفيهم في أعقاب فقدانهم لعقود قطرية بعد الحصار الذي فرض على قطر. كذلك نسبت مجلة «الإيكونومست» إلى مسؤولين بوكالات عقارية في دبي قولهم إن الأزمة ضربت سوق العقارات بدبي، إذ إن المستثمرين القطريين كانوا من كبار المستثمرين في العقارات بالإمارة، وإنهم اشتروا عقارات قيمتها 500 مليون دولار في العام الماضي 2016». وكان ميناء جبل علي أكبر المتضررين من فرض الحصار الجائر على قطر، خصوصاً أنه كان يقوم بمناولة أكثر من 30% من شحنات النقل البحري في دول مجلس التعاون الخليجي وأن 85% من هذه الشحنات كانت تشحن إلى قطر. ولكن منذ الأزمة حوّلت قطر شحناتها إلى موانئ سلطنة عُمان، أي إلى كل من ميناءي صلالة وصحار. وأشارت المجلة البريطانية إلى أن دول الجوار لدبي كانت منذ مدة تأمل في الحصول على حصة من الشحنات البحرية التي تتدفق على ميناء جبل علي، وجاءت الأزمة الخليجية لتحقق لها هذا الغرض، إذ استفادت حالياً موانئ سلطنة عُمان على حساب دبي. وقالت إن حجم التجارة بين سلطنة عُمان وقطر ارتفع بنسبة 2000% منذ الصيف الماضي، كذلك ارتفعت حركة الشحن بميناء صلالة بنسبة 29% منذ بداية الأزمة. وعلى صعيد الأضرار فقال تقرير مجلة «الإيكونومست إن موانئ دبي الأكثر تضرراً، فيما افتتحت قطر في سبتمبر الماضي ميناء حمد البحري الدولي بكلفة 7.4 مليار دولار، وهو ميناء يسمح للسفن التجارية بتخطي ميناء جبل علي وبقية موانئ الإمارات والإبحار مباشرة إلى قطر.. وبالتالي، فإن الحظر أسس لوضع تجاري جديد وزاد من عجلة سرعة التحول عن دبي كمركز للتجارة والشحن والخدمات. بلومبيرج: ضمان انسيابية صادرات الغاز شددت وكالة بلومبيرج عبر مقال نُشر على موقعها الإلكتروني على أن قطر نجحت في ضمان انسيابية صادرات الغاز الطبيعي المسال بالرغم من الحصار المفروض عليها بقيادة السعودية، واجتازت أكثر من امتحان لها في خططها الرامية إلى توسعة إنتاج الغاز الطبيعي المسال. وجاء في المقال: لقد حان الوقت الآن لكي يختار أكبر مصدر للغاز الطبيعي في العالم شركاءه، مشيراً إلى أن قطر أسدلت الستار على سنة 2017 رافعة صادراتها من الغاز الطبيعي إلى أعلى من طاقتها السنوية المقدرة بـ 77 مليون طن. وأوضح كاتب المقال أن هذه النتيجة تبشر شركة قطر للبترول بالخير، لكي تستمر في خطتها لزيادة الإنتاج بنسبة 30 % إلى مليون طن على مدى 5 أو 7 سنوات، ناقلاً عن ريتشارد ماليمسون الخبير في شركة آفاق الطاقة المحدودة في لندن، قوله إن شركات الطاقة لم تتراجع عن رغبتها في اكتشاف فرص للاستثمار أو التمويل، لأن الحصار لم يؤد إلى انقطاع الإمدادات، وبالتالي فهذا يطمئن المشترين القلقين بشأن المخاطر السياسية. وأشار المقال إلى أن شركات كبترونت للغاز المسال الهندية و»توتال اس ايه» للطاقة، أعربت عن اهتمامها بشراء حصص في مشروع توسعة إنتاج الغاز الطبيعي المسال في قطر، كما تواصلت شركات في الصين وروسيا وأمريكا وأوروبا مع شركة قطر للبترول خلال الأشهر الأخيرة للمشاركة في مشروع التوسعة. كما أن اتخاذ القرار بشأن الشريك سيعتمد بشكل كبير على الاعتبارات التجارية. بزنس إنسايدر: الحصار فشل في تركيع الاقتصاد القطري قال تقرير لموقع «بزنس إنسايدر» الأمريكي إن قطر تمكنت من تخطي كافة تبعات الحصار الذي تجاوزته وبات خلفها بمجرد أن استوعبت صدمة الحصار وامتصتها بذكاء وقد خرجت من تبعاته أكثر قوة. فقبل عشرة أشهر أعلنت المملكة العربية السعودية إغلاق حدودها البرية المشتركة مع قطر، فيما سارعت الإمارات العربية المتحدة والبحرين إضافة إلى مصر بإعلان التضامن مع الرياض والمشاركة بالحملة ضد الدوحة. وأضافت»بزنس إنسايدر» أن الهدف من هذه التدابير إنما كان يتمثل بمحاولة تركيع الاقتصاد القطري، ومع ذلك، فإن الخطة لم تنجح كما هو مخطط لها، وفشلت في نهاية المطاف، وفقاً لتقرير الموقع الأمريكي. والجدير بالذكر هنا أن قطر اعتمدت أكبر موازنة في تاريخها لتطوّق الحصار الجائر الذي فرض عليها. وشملت موازنة 2018 العديد من المؤشرات والأرقام المهمة التي تؤكد على استقرار الاقتصاد القطري واستمرار الدولة في مشروعاتها الإستراتيجية دون التأثر بالحصار. استهدفوا تركيع الاقتصاد القطري.. «فاليو ووك» الأمريكي:الخطة الاستراتيجية أفشلت مؤامرات دول الحصار أورد تقرير صادر عن موقع «فاليو ووك» الأمريكي لمؤسسة ماولدين لبحوث الاقتصاد، أسباب فشل السعوديين في شل الاقتصاد القطري. وجاء في التقرير، الذي تم اختصاره لإبراز أهم النقاط، منذ عشرة أشهر أعلنت السعودية والإمارات والبحرين عن إغلاق حدودها البرية مع قطر، ورفضوا السماح للطيران القطري بالتحليق في أجوائها أو الهبوط في مطاراتها، بهدف تركيع الاقتصاد القطري، إلا أن كل تلك الخطوات لم تفلح، وفي النهاية فشلت الخطة برمتها. وقال التقرير: إن صناديق الدولة القطرية واحتياطاتها النقدية مكنت الدوحة من دعم سريع لاقتصاد البلاد في الوقت الذي نجحت فيه وبصورة سريعة في امتصاص الصدمة الأولية للحصار، كما أن الحكومة القطرية وبخطة استراتيجية مدروسة دعمت اقتصاد البلاد وأعطته دفعة للأمام بحيث سجل مؤشرات نمو متفوقاً على دول الحصار، وأفشلت مؤامرات دول الحصار. وأضاف: إن قطر نجحت وبسرعة كبيرة في تقويض أهداف دول الحصار، فعوضاً عن ميناء جبل علي الذي كانت تعتمد عليه في الحصول على وارداتها من السلع والبضائع، بدأت استخدام ميناء صحار العُماني، كما بدأت في إعداد خدمات التخزين والإمداد من هناك. كما دشنت الدوحة أيضاً خطوط شحن بحري مباشرة مع موانئ في كل من الهند وإيران وتركيا وعمان والكويت وباكستان وماليزيا وتايوان، وغيرها من البلدان الأخرى. ويخلص التقرير إلى أن قطر نجحت وباقتدار منقطع النظير في النهاية في الصمود في وجه تكتيكات دول الحصار. مراكز دراسات عالمية: شركات الإمارات الخاسر الأكبر كشفت تقارير اقتصادية لمراكز دراسات عالمية عن خسائر فادحة تتكبدها شركات الدول الخليجية الثلاث التي فرضت حصاراً على دولة قطر، حينما أقدمت على إغلاق منافذها البحرية والبرية والجوية مع قطر، وقد تضررت هذه الشركات التي تعمل بقطاع المقاولات بخروجها من السوق القطري، خاصة الشركات الإماراتية التي كانت لديها عقود مشاريع كبيرة في قطر، والأمر لا يقتصر على الشركات بل على رجال الأعمال الذين لديهم مصالح عديدة في قطر. كما بيّن التقرير أن عدداً من الشركات الإماراتية تأثرت مباشرة بالأزمة الحالية وخسرت العديد من الشركات الإماراتية الكثير من قيمتها السوقية. كما أن شركات إماراتية أخرى كانت تقوم بتنفيذ مشروعات جديدة ضمن استعدادات الدوحة لتنظيم نهائيات كأس العالم. وبالتالي فإن هذه الشركات قد تأثرت بشكل مباشر من جراء حصار دولها على دولة قطر. مزاعم دول الحصار محض هراء.. موقع Vox:مطامع نفطية وراء افتعال الأزمة الخليجيةقطر ليست في حاجة لاتباع إملاءات السعودية في مقال له نُشر على موقع «Vox» يقول زيشان عليم، وهو كاتب وباحث متخصص في شؤون الطاقة والاقتصاد: «يلعب الاقتصاد دورًا محوريًا في كثيرٍ من الأحداث المفصلية في تاريخ العالم السياسي، ولعل ما نشهده الآن من حصار قطر من الإخوة الأعداء، إحدى تمظهرات تلك العلاقة بين الاقتصاد والسياسة. وأضاف: ليس من الضروري أن يصدق الساسة في أحاديثهم المُعلنة، فمطلب كالتوقف عن دعم «الإرهاب»، هو محض هراء إذا ما وُضع في سياقه بشكل دقيق، أي من جهة أن الطالب غارق في اتهامات دعم، بل ربما تنشئة، الإرهاب والتطرف، ومن جهة أُخرى متمثلة في ألّا دليل على الاتهام، فلا شرعية للطلب. وقال: تقول السعودية إنها تشن حربًا دبلوماسية على قطر بسبب دعمها للإرهاب، لكن إذا تعمقت قليلًا في تفاصيل المسألة ستجد أمرًا آخر يفسر الأزمة، ألا وهو احتياطات قطر الضخمة من الغاز الطبيعي. وأضاف: ينظر الناس عادة إلى دول الخليج مفترضين أن ثروتها الهائلة تنبع فقط من البترول، لكن النفط ليس موزعًا بالتساوي على المنطقة، وليس المصدر الطبيعي الوحيد للثروة المعتمدة على الموارد الطبيعية في الإقليم. الكميات الهائلة من الغاز الطبيعي وليس النفط، هي التي موّلت صعود قطر لتصبح واحدة من أغنى أمم العالم من حيث دخل الفرد. وهذه الكميات كذلك هي العنصر الاستثنائي، الذي قد يساعد على تفسير كيف أصبحت دولة في منطقة الخليج، هدفًا للحصار، التي بات أسوأ أزمة دبلوماسية في الشرق الأوسط منذ عقود. ويقول: حقيقة إن الاقتصاد القطري ليس مرهونًا بالنفط، تعني أنه ليس مرهونًا بالسعودية التي هي أكبر مصدري النفط وقائدة منظمة الأوبك. هذا وتحقق قطر أرباحًا من الغاز الطبيعي، توازي أربعة أضعاف ما تحققه من النفط، ولذا فهي ليست في حاجة لاتباع إملاءات السعودية بالطريقة التي كانت لتلجأ إليها لو كان النفط هو سبيل نجاتها. يُضاف إلى ذلك أن صادرات قطر من الغاز مسألة بالأساس، أي أنها تُضغط وتُشحن عبر السفن حول العالم، ولا يتم توزيعها عبر الأنابيب التي قد تتعرض للتهديد من قبل جيرانها الغاضبين. وأضاف الكاتب: أسفر هذا الاستقلال الاقتصادي القطري عن استقلال في السياسة الخارجية، وتحولت قطر إلى لاعب عالمي ينافس الرياض ويتحداها على عدة جبهات، سواءً من خلال شعبية قنواتها الإعلامية، متمثلةً في شبكة الجزيرة تحديدًا، الفاعلة على المستوى الإقليمي والدولي، وكذلك دعمها لحكومات بعد الربيع العربي. ومع عدم قدرة السعودية على التحكم في قطر عبر سيطرتها على النفط، تلجأ الآن إلى استخدام نفوذها الدبلوماسي الهائل في المنطقة، للإضرار بالاقتصاد القطري بطرق أخرى، فقامت السعودية وحلفاؤها الإمارات ومصر والبحرين، بقطع كل العلاقات الدبلوماسيّة مع قطر. تضافر جهود الحكومة والقطاع الخاص.. ديلي إكسبريس:قطر اعتمدت خطة خمسية لتحقيق الاكتفاء الذاتيزيادة نسبة الإنتاج المحلي في مجالي الثروة الحيوانية والسمكية نشرت صحيفة ديلي اكسبريس البريطانية تقريراً عن استراتيجية التنمية الوطنية (2018-2022) التي طرحتها قطر لمواجهة الحصار الذي فرضته الدول الأربع، ووصفت الصحيفة البريطانية الاستراتيجية بأنها خطة للتنمية أمدها خمس سنوات تركز على جعل دولة قطر أكثر اعتماداً على نفسها في مواجهة الحصار الذي فرض عليها منذ الخامس من يونيو العام الماضي. وقالت الصحيفة إن استراتيجية التنمية الوطنية 2018-2022 ستعمل على ترشيد استهلاك الطاقة وتشجيع تطوير الطاقة المتجددة مع رفع مستويات الاكتفاء الذاتي فيما يخص الإنتاج الزراعي وصيد الأسماك. وأشارت الصحيفة إلى أن الاستراتيجية التي جاءت بـ 333 صفحة والتي أصدرها معالي الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، تهدف إلى زيادة نسبة الإنتاج المحلي في مجالي تربية المواشي وصيد الأسماك، وجعل قطر قادرة على تلبية 30 في المائة من احتياجاتها من التربية الحيوانية و65 % من احتياجاتها من الأسماك محلياً بحلول عام 2022، وسيكون ذلك من خلال مشاريع الإنتاج الحيواني والمزارع السمكية. وأضافت الصحيفة البريطانية إن بيانات الناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث من عام 2017 أظهرت أن الاقتصاد القطري قد استعاد عافيته رغم الحصار المفروض عليه وأخذ بالنمو بقوة مرة أخرى بفضل ما يتمتع به من مرونة وقدرة على مواجهة التحديات. وأكدت الصحيفة أن الجهود الرامية إلى جعل قطر أكثر اكتفاءً ذاتيًا واعتماداً على نفسها قد بدأت فعلياً في غضون الأسابيع الأولى من بدء الحصار عليها، فقد تضافرت الخطوات التي اتخذتها الحكومة مع الشركات المحلية المملوكة للقطاع الخاص بالعمل بوتيرة متصاعدة. والجدير بالذكر أنه بحسب الاستراتيجية الجديدة فإن دولة قطر ستولي اهتماماً خلال السنوات الخمس المقبلة بتعزيز الإنتاجية بكافة مستوياتها، وتكريس جهود التنويع الاقتصادي، وصياغة أطر وسياسات تحفيزيّة لجذب القطاع الخاص وتعزيز مساهمته في الاقتصاد المحليّ، وتعزيز الإنتاجيّة بكافة أبعادها. الحملة الممنهجة ضد الدوحة باءت بالفشل.. واشنطن بوست:دول الحصار أخطأت في تقدير الصمود القطري نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية مقالًا تحليليًا عن الحصار المفروض على قطر من الإخوة الأعداء، وجدواه بالنسبة للدول المحاصرة بعد مرور أكثر من 10 أشهر عليه. ويوضح التحليل كيف أنّ مساعي كل من السعودية والإمارات، اللتين تقودان الحملة الممنهجة ضد قطر، تبوء بالفشل، وبدلًا من أن تحقق أهدافها في إرضاخ قطر بعزلها، فتحت قطر مجالات أوسع في العلاقات الإقليمية والدولية. وجاء في المقال: يصعب تصور أن قادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، تخيلوا أن الأمر سينتهي بهذا الشكل، ففي العالم المتنامي للجغرافيا السياسية، لا يبدو أن التحرك السعودي والإماراتي ضد الدوحة يحقق أهدافه، وبدلًا من عزل قطر، فقد عزز الحصار علاقاتها مع القوتين الإقليميتين تركيا وإيران، ولم تنضم إلى ذلك الحصار عمان والكويت، وهما دولتان في مجلس التعاون الخليجي، ولا تزال الإمدادات الغذائية وغيرها من السلع تتدفق إلى أرصفة قطر ومطاراتها، يبدو أن الدبلوماسيين الأمريكيين يضغطون من أجل المصالحة والتفاوض مع قطر، بدلًا من السعي إلى موافقة الدوحة على المطالب السعودية والإماراتية. يقول مارك لينش، الخبير في شؤون الشرق الأوسط بجامعة جورج واشنطن، إنه «مثلما فعلتا في حربهما الكارثية باليمن، بالغت السعودية والإمارات بشدة في تقدير فرص نجاحهما، وفشلتا في وضع خطة بديلة معقولة في حال لم تجرِ الأمور مثلما خططا»، مُضيفًا: «يبدو أن المجموعة الرباعية المضادة لقطر، قد بالغت في تقدير المخاوف القطرية من العزلة عن دول مجلس التعاون الخليجي، وفي قدرتها هي نفسها على إلحاق الضرر بجارتها». وأشار تقرير نشرته واشنطن بوست، إلى «الإحراج» الذي تواجهه دول الحصار، فوفقًا لمسؤولين في المخابرات الأمريكية لم يُكشف عن أسمائهم، فقد كانت الإمارات وراء الاختراق المشين في أواخر شهر مايو من العام الماضي لمواقع الحكومة القطرية الإخبارية، وصفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعيّ، وهو الاختراق الذي ساعد في تحريك الأزمة.
مشاركة :